ووقع في رواية أبي سعد أن اسمها زائدة وأن الذي لقيها رضوان خازن الجنة قال أبو موسى واصل مولى أبي عتبة لا سماع له عن أم يحيى وقال الذهبي في الذيل أظنه موضوعا، قلت وهو كما ظن.
- ومن الشعر المشهور في ذلك البيت المنسوب لعلي وهو:
فاعمل لدار البقاء رضوان خازنها ** الجار أحمد والرحمن بانيها.
- وذكر الذهبي في السير 16/ 70 ترجمة رقم 5424 ومحمد بن طاهر القيسراني في تذكرة الحفاظ له في ترجمة ربيعة بن الحسن رقم 120 فنقلا عنه قوله:
ببيت لهيا بساتين مزخرفة كأنها سرقت من دار رضوان
أجرت جداولها ذوب اللجين على حصى من الدر مخلوط بعقيان
والطير تهتف في الأغصان صادحة كضاربات مزامير وعيدان
وبعد هذا لسان الحال قائلة ما أطيب العيش في أمن وإيمان.
- ومن التنطع ما جاء في تعطير الأنام في تفسير الأحلام للنابلسي، قال:
وإن رأى (أي: صاحب الرؤيا) رضوان خازن الجنة، نال سرورا ونعمة وطيب عيش ما دام حيا وسلم من البلاء. اهـ
وهو كثير في كتب الأدب والتراجم ولا حاجة للإطالة بذكرها ..
أصل هذه التسمية
وقد يكون - والله أعلم – أن الأصل في هذه التسمية راجعة إلى أن الجنة دار رضا الله عن المؤمنين كما قال تعالى: (فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة-72
وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري قال، قال رسول الله ?:
إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك فيقول هل رضيتم؟ فيقولون وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك، فيقول أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟
فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً.
متفق عليه رواه البخاري 6549 مسلم 2829.
- قال المباركفوري في تحفة الأحوذي شرح الترمذي:
رضواني: أي دوام رضواني .. فإنه لا يلزم من كثرة العطاء دوام الرضا ولذا قال: فلا أسخط عليكم أبداً .. أي لا أغضب.
- وقال الطيبي: الحديث مأخوذ من قوله تعالى: {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} التوبة-72.
- وقال الحافظ: فيه تلميح بقوله تعالى " وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ " لأن رضاه سبب كل فوز وسعادة وكل من علم أن سيده راض عنه كان أقر لعينه وأطيب لقلبه من كل نعيم لما في ذلك من التعظيم والتكريم.
- وقال شيخنا مصطفى العدوي في سلسلة التفسير: أما ما جاء أن رضوان خازن الجنة فلا أعلم فيه خبراً صحيحاً عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. اهـ
- وفي فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الثانية - (2/ 353):
س: هل رضوان خازن الجنة وأين ورد اسمه؟
ج: المشهور عند العلماء: أن اسم خازن الجنة رضوان، وجاء ذكره في بعض الأحاديث التي في ثبوتها نظر. والله أعلم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ.
فإن قيل: إذا جمعنا الأحاديث الضعيفة فيه مع ما اشتهر عن كثير من السلف، نقول بالاحتمال لأنه دلالة على أن له أصلا، فالأمر في الأسماء هين ..
فنقول: هذه المسألة من المسائل الغيبية والتي لا يقال فيها بالرأي، وإنما إذا صح النص فيه فلا عدول عنه، وهو هنا معدوم الصحة بل والحسن، وما وجد فإنما هو أحاديث ضعيفة غير ثابتة أو موضوعة ..
فالصحيح أن ينسب كما جاء به الحديث الصحيح فيقال: خازن الجنة أو خزنتها، كما يقال ملك الموت لأنه لم يتعين اسمه كذلك في دليل صحيح.
والله أعلم.
....................
ـ[أبو المهند]ــــــــ[18 May 2009, 08:59 ص]ـ
أثابك الله ـ تعالى ـ على هذا التدقيق العلمي، وجزاك خيرا.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[18 May 2009, 05:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تدقيق علمي وطرح رزين ومنهجية عجيبة.
اذ بدأ أخونا عادل بإشكال لا بحكم لينتهي بعد العرض والتحليل إلى تقرير وإثبات
جواب الإشكال بقوله:
" فالصحيح أن ينسب كما جاء به الحديث الصحيح فيقال: خازن الجنة أو خزنتها، كما يقال ملك الموت لأنه لم يتعين اسمه كذلك في دليل صحيح.
والله أعلم "
جزاه الله خيرا على الفائدة وطريقة طرحها.
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[18 May 2009, 06:52 م]ـ
بارك الله فيكم على هذه الفوائد.
إضافة:
قال الشيخ المحدث عبدالله السعد ـ حفظه الله ـ في شرح الأصول الثلاثة: " لم يثبت أن خازن الجنة اسمه رضوان "
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الفتاوى (3/ 161): " وأما رضوان فموكل بالجنة واسمه هذا ليس ثابتاً ثبوتاً واضحاً كثبوت مالك لكنه مشهور عند أهل العلم بهذا الإسم والله أعلم ".
¥