تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لقد جاء وصف عيسى عليه السلام في الأحاديث الصحيحة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لقيت ليلة أسري بي عيسى -فنعته النبي صلى الله عليه وسلم فقال:- ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس). وكذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (رأيت عيسى وموسى وإبراهيم، فأما عيسى فأحمر جعدٌ عريض الصدر). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أراني الليلة عند الكعبة في المنام فإذا رجلٌ آدم كأحسن ما يرى من آدم الرجال، تضرب لمته بين منكبيه، رَجِلُ الشعر، يقطر رأسه ماءً، واضعاً يديه على منكبي رجلين يطوف بالبيت، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا المسيح بن مريم). وفي رواية: (بينما أنا أطوف في الكعبة فإذا رجلٍ آدم سبط الشعر، يهادى بين رجلين ينطف رأسه ماء، أو يهراق رأسه ماء، فقلت: من هذا؟ قالوا: ابن مريم) هذا وصف عيسى عليه السلام، فما معنى هذه الأوصاف؟

أما بالنسبة لقوله عليه الصلاة والسلام عن عيسى: (إنه رجلٌ آدم) فإن المعنى أنه أبيض مشرب بحمرة.

وكذلك لما قال صلى الله عليه وسلم: (ربعة) يعني: مربوع؛ ليس بطويلٍ جداً ولا بقصير جداً. وقوله: (كأنه خرج ديماس) الديماس يعني: الحمام الذي يغتسل فيه، والمراد بذلك وصف عيسى بصفاء اللون، فهو كمن يخرج من الحمام صافياً نقياً نظيفاً، وقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بنقاء اللون، ونضارة الجسم، وكثرة ماء الوجه حتى كأنه كان في حمام فخرج منه ينطف رأسه ماء، وهذا يزيد في نضارة الوجه. وكذلك فإن قوله عليه الصلاة والسلام في وصف عيسى: (إنه رجلٌ سبط) نعتٌ لشعر رأسه يعني: ليس بجعد الشعر، والرواية الأخرى فيها أن عيسى جعد، والجعود عكس السبوطة، فكيف يكون الجمع؟ قالوا: هذه الجعودة في الجسم وليست في الشعر، الشعر سبط ولكن الجعودة في جسمه، يعني: جسمه مجتمع مكتنز. ومعنى: (لمته بين منكبيه) اللمة شعر الرأس، وقد جاوزت المنكبين وألمت به. (رجل الشعر) قد سرحه ودهنه، وله (لمة تقطر ماءً) هذه صفة عيسى عليه الصلاة والسلام عندما رآه النبي عليه الصلاة والسلام يطوف بالكعبة.

فهل كانت صفته هذه في الدنيا أم صقته في الآخرة؟

و أزيدك أمرا آخر.

يقول الله تعالى:

قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ.

و لعلي اسأل هنا:

لماذا قال تعالى قضى و لم يقل أراد كما في قوله ?إنَّما أمرُهُ إذا أرادَ شيئًا أن يقولَ لَهُ كُنْ فَيَكون?؟

ثم أن هذه هي الآية عدد 47 من سورة آل عمران ..

و أنا أسألك .. و أسأل الجميع ..

لماذا توافق عدد ترتيبها مع عدد حروف الآية السابقة؟ و ما سر هذا التوافق؟

لابد في الأمر من سر .. و سر عجيب أخي الحبيب ..

يغفر الله لي و لكم

ـ[محمد براء]ــــــــ[19 Jun 2009, 02:46 م]ـ

الأخ البيراوي:

قلت: " عندما يبحث باحث في جانب ويجد نتائج لا يقال له لماذا لم تبحث في غيره، فالأمور التي لم تبحث كثيرة "

أقول: بل يقال له ذلك، لأن هذا البحث يكون ناقصاً، والأبحاث الناقصة الأولى أن لا تنشر حتى تتم، وإلا تناوشتها الاعتراضات من كل جهة،فمن ادعى إعجازاً في عدد حروف الآي بناء على الرسم، لمعترض أن يقول له: لماذا لم تبحث بناء على اللفظ؟

فإن قال: أنا لم أبحث إلا بناء على الخط، أما اللفظ فلم أبحث فيه. قيل له: فبحثك هذا ناقص، والأحسن ان تبقيه حبيساً حتى تبحث بناء على اللفظ فيصير بحثك كاملاً.

مثلاً: في المثال الذي ذكرته: " إبدأ عد الكلمات من بداية قصة أهل الكهف وحتى قوله تعالى: " ولبثوا في كهفهم" سوف تجد أن ما بعد كلمة كهفهم يأتي:" ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا". ويأتي أيضاً الكلمة 309 ".

لمعترض أن يقول: لماذا لم تعد بناء على اللفظ؟ هل لأن ملاحظتك هذه ستفسد؟.

فليس أمامك حينها إلا أن تأتي بنظير هذه الملاحظة بناء على العدد اللفظي، وإلا فأنت رجحت العد بناء على الرسم بلا مرجح.

أما قولك: إن المرجح كونه أسهل ولا خلاف فيه، بخلاف اللفظ، فهذا - مع أنك تنصلت منه - معترض بما ذكرتُه سابقاً.

وأرجو منك أن تقرأ مشاركتي السابقة جيداً، لأن ما ذكرته في النقطتين الثانية والثالثة يدل أنك لم تفهم مُرادي، ولا طاقة لي بإعادة ما كتبته.

الأخ عمارة:

بما أنك لا تعرف الرابط بين الرقم 47 وعدد الكرموسومات التي كان يحملها عيسى عليه السلام، فأنت بذلك أبطلت ما ذكرته في أول كلامك: " يقول الله تعالى: إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.

هذه الآية تقدم لنا خارقة في الخلق و هي خلق عيسى بن مريم عليه السلام .. أحصينا حروفها فإذا هي 47 حرفا .. و علميا من الأشياء الخارقة للعادة أن يكون للإنسان 47 كروموسوما، كما كنا أوردنا ".

أقول: إذا كنت لا تعرف الرابط بين الرقم 47 وبين عدد الكرموسومات التي كان يحملها عيسى عليه السلام، فما هو الرابط الذي بقي بين عيسى عليه السلام والرقم 47؟

هات رابطاً صحيحاً، فأنا أنتظرك.

ولن أعقب على ما أوردته حتى تجيب عن هذا السؤال، حتى لا يتشتت الكلام.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير