تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما مثل ما أوردتم من " نفخات يومية أو لحظية من غِرّ أو حدث " ففي اليوم قد تحدث ملايين المرات، والسماح حاصل من الأباء وبالتبعية عندما يكون الأبناء آباء فإنهم ـ أيضا ـ يسامحون والله الخالق سبحانه عفو غفور ودود.

ومن وجهة نظري الأمر ينحصر في مقام الترهيب والنذارة حتى لا يشب الصبي لعَّانا أو متبجحا أو متأففا فيتسع الخرق على الراقع.

وبما ان الأف وقعت في حق بشر

وحقوق البشر مدار غفرها العفو ممن حدثت له فلا مشاحة في القضية.

ولعل من يتحدث بالويل والثبور وعظائم الأمور على صاحب الأف قد اصطلى بنارها من عاقل بالغ فاهم تحول حاله إلى عاق كنود.

ولكن يا دكتور محمد ليس كل ما نفصلِّه الآن يقال للعوام لحديث البخاري:" أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ.

قَالَ أَلا أُبَشِّرُ النَّاسَ؟

قَالَ: لا إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلُوا".

كلامك طيب مقنع لكن ـ من وجهة نظري ـ عندما يبتعد عن مفهوم المخالفة ويقترب من مقاصد الشريعة وأصولها الأصيلة.

هذه وجهة فهي ونحن جميعا مع الدليل ندور معه حيث دار.

والله يرعاك ويكتب لك الأجر

آمين وإياكم شيخنا الفاضل.

وتالله لقد أخجلتم تلميذكم بكريم ثنائكم، وأحسب عين الرضا مبعثه، وكريم الخلق معدنه، فجزاكم الله خيرا على حسن ظنكم.

والأمر في مجمله كما بينتم أستاذنا منحصر في" في مقام الترهيب والنذارة حتى لا يشب الصبي لعَّانا أو متبجحا أو متأففا فيتسع الخرق على الراقع".

وكلي موافقة لفضيلتك في أن ماتم تفصيله لا يقال للعوام، بل وفي ما هو أقل من ذلك، وإن مما شجعني المكانة العلمية المرموقة للملتقى وأحسب غالبية الداخلين إليه من ذوي الكفاءة والتخصص.

والحق معك أستاذي في الاقتراب من المقاصد، ولإزالة اللبس، ولما تفضلتم ببيانه -شيخنا- فإني أسحب الاعتماد على المصطلح الأصولي في مفهوم المخالفة، مؤكدا على خروج الموصوف من دائرة الإثم، الذي هو المقصد في دخول العندية، بدليل ورودها اعتراضا، متلازمة بمجيء الأمر -حينها- (فلا تقل لهما ... ) والله تعالى أعلم، وجزاكم الله خيرا.

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[20 Jun 2009, 08:17 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي الكريم (أبو الأشبال)، شاكرا لك كريم التأصيل، مقدراجميل التنبيه المثمر بإذن الله، مثمنا قوة الاستشعار وإدراك المسؤلية المحققة للمناط في عموم آيات البر، بما ينعكس - حال تفعيلها من الجميع- في رقي المجتمعات الإسلامية بما يتوازى في تكامل ديناميكي والتعاليم الشرعية السامية.

وجزاكم الله خيرا.

أردت أن أن أنبهك أخي الكريم إلى حرف (إما).

ذكر الزمخشري أن " إما " حرف عطف مهمل بمعنى " أو "، وأوضح الفراء أن العرب ربما استعملت " أو " مكانها لتآخيهما في المعنى. ويعدها المفسرون أختها في الدلالة، ومعناها لا يختلف عنها كثيرا، فهي لأحد الأمرين، وللتخيير، والشك.

وما أنسب [أحد الأمرين] كدلالة للأمر الذي نوقش هنا.

فالأمر عام كما يظهر.

والله أعلم وأحكم.

ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[27 Jun 2009, 05:33 ص]ـ

لما وقفت على هذا الحوار الجميل بين الأخوين الكريمين، الشيخ محمد والدكتور خضر، ثار في نفسي ما ثار من الشجون وتذكرت قول الحق تبارك وتعالى:

(رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا) الإسراء (25)

وأحسبها تصب فيما ذهب إليها الشيخ محمد ووافقه عليه أخيرا الدكتور خضر.

ثم وقفت على كلام العلامة بن عاشور رحمه الله على الآية في تفسيره فإذا هي تجلي لنا سعة رحمة الله وكيف أن شرعه جاء متوافقا مع طبيعة الضعف والجهل والتقصير الذي جبل عليه الإنسان، يقول رحمه الله:

"تذييل لآية الأمر بالإحسان بالوالدين وما فصل به، وما يقتضيه الأمر من اختلاف أحوال المأمورين بهذا الأمر قبل وروده بين موافق لمقتضاه ومفرط فيه، ومن اختلاف أحوالهم بعد وروده من محافظ على الامتثال، ومقصر عن قصد أو عن بادرة غفلة.

ولما كان ما ذكر في تضاعيف ذلك وما يقتضيه يعتمد خلوص النية ليجري العمل على ذلك الخلوص كاملاً لا تكلف فيه ولا تكاسل، فلذلك ذيله بأنه المطلع على النفوس والنوايا، فوعد الولد بالمغفرة له إن هو أدى ما أمره الله به لوالديه وافياً كاملاً. وهو مما يشمله الصلاح في قوله: {إن تكونوا صالحين} أي ممتثلين لما أمرتم به. وغير أسلوب الضمير فعاد إلى ضمير جمع المخاطبين لأن هذا يشترك فيه الناس كلهم فضمير الجمع أنسب به.

ولما شمل الصلاح الصلاح الكامل والصلاح المشوب بالتقصير ذيله بوصف الأوابين المفيد بعمومه معنى الرجوع إلى الله، أي الرجوع إلى أمره وما يرضيه، ففهم من الكلام معنى احتباك بطريق المقابلة. والتقدير إن تكونوا صالحين أوابين إلى الله فإنه كان للصالحين محسناً وللأوابين غفوراً. وهذا يعم المخاطبين وغيرهم، وبهذا العموم كان تذييلاً.

وهذا الأوْب يكون مطرداً، ويكون معرضاً للتقصير والتفريط، فيقتضي طلب الإقلاع عما يخرمه بالرجوع إلى الحالة المرضية، وكل ذلك أوْب وصاحبه آيِب، فصيغ له مثال المبالغة (أواب) لصلوحية المبالغة لقوة كيفية الوصف وقوة كميته. فالملازم للامتثال في سائر الأحوال المراقب لنفسه أواب لشدة محافظته على الأوبة إلى الله، والمغلوب بالتفريط يؤوب كلما راجع نفسه وذكر ربه، فهو أواب لكثرة رجوعه إلى أمر ربه، وكل من الصالحين.

وفي قوله: {ربكم أعلم بما في نفوسكم} ما يشمل جميع أحوال النفوس وخاصة حالة التفريط وبوادر المخالفة. وهذا من رحمة الله تعالى بخلقه.

وقد جمعت هذه الآية مع إيجازها تيسيراً بعد تعسير مشوباً بتضييق وتحذير ليكون المسلم على نفسه رقيباً."

التحرير والتنوير - (ج 8 / ص 213)

جزاك الله خيرا أخي الحبيب حجازي الهوى، على إثرائك القيم للموضوع، ومداخلتك المفيدة فيه.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير