علوم القرآن (العلوم الإضافية).
? كذلك من ما ينبغي أن ننبه عليه، أمرين مهمين.
1ـ أن بعض العلوم قد سبقت الكتابة في تاريخه أو مناهجه أو مسائله، وهذا السبق أثر في الكلام على تاريخ التفسير، وذلك حينما جاء المعاصرون ليكتبوا عن تاريخ التفسير استفادوا من الذين كتبوا في تاريخ الحديث والفقه وأصوله ..... الخ. فطبقوا ما يقال في تاريخ علم ما على التفسير، وجعلوا المسألة فيهما متوافقه، مع أن البون بين العلمين شاسع فيها، مثاله: المدرسة العراقية، والمدرسة المكية ـ مع التحفظ على كلمة مدرسة ـ، بينهما بون شاسع في المنهج، فالمعلوم عن من كتب في مناهج تلك المدارس من المفسرين المتأخرين قد تأثر بتاريخ فن آخر، فجعل مدرسة العراق (عقلية) وجعل المدرسة المكية (أثرية)، والمتأمل حقيقة يعلم منهج ابن عباس (المكي) تربية تلاميذه على الاجتهاد،، فكثُر المفسرون من تلاميذه، وكان منهج ابن مسعود (العراق) قائمًا على تربية تلاميذه على الاتباع والاقتداء، فقلَّ كلام تلاميذه في التفسير، وكثُر نقلهم عنه.
2ـ علاقة علم الحديث بعلم التفسير:
كان المفسرون من الرواة عمومًا، فهم يروون سنة نبوية، وغزوة، وحدثًا في السيرة، وتفسيرًا ... إلخ، ولم يكن المتقدمون قد أفردوا للمفسرين تراجم خاصة لهذا السبب، وقد كان المتقدمون من علماء الحديث البصيرين بنقد الرجال يفرقون بين الرواة في هذه المجالات، وإن لم يخصوهم بكتب خاصة، ولم يقع التخليط في هذا الأمر إلا متأخرًا، لذا نجد في تقويم المحدثين لبعض القراء من جهة الحديث ما يختلف عن تقويمهم من جهة القراءة، وهم يدركون الفرق بين هذين العلمين، مع أنهما يفتقران للنقل، ومن أقوالهم في ذلك: قول ابن حجر في تقريب التهذيب ـ في ترجمة الراوي حفص ـ قال: (حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر البزاز الكوفي الغاضري بمعجمتين وهو حفص بن أبي داود القارئ صاحب عاصم ويقال له حفيص متروك الحديث مع إمامته في القراءة من الثامنة مات سنة ثمانين وله تسعون).
? وهنا ثمة أفكار هامة تتعلق بالمقدمة أيضا، ألخصها في الآتي:
?أنواع معلومات القرآن:
1ـ جزء من القرآن مرتبط بالأحكام الفقهية.
2ـ أخبار عامة.
3ـ أخبار معاصرة للقرآن.
4ـ أخبار سابقة ولاحقة.
?ومجمل القول أن القرآن ينقسم إلى: قسمين، أحكام، أخبار.
الأخبار تنقسم إلى أقسام: 1ـ أخبار تدرك معانيها وحقائقها.
2ـ أخبار غيبية لا تدرك حقائقها وإن عرف معناها مثاله {الرحمن على العرش استوى) ندرك المعنى لكن لا ندرك حقيقته.
أما الأحكام الشرعية فتُدرَك حقائقها ومعانيها.
الوجوه التي يعرف بها تأويل القرآن:
?بنى على ذلك ابن عباس الوجوه التي ذكرها في أنواع التفسير:
1ـ وجه تعرفه العرب من كلامها.
2ـ تفسير لا يعذر أحد بجهالته.
3ـ تفسير يعلمه العلماء.
4ـ تفسير لا يعلمه إلا الله، (وهذه من الغيبيات)
وعملُ المفسرين في الأقسام الثلاثة الأولى؛ لأنها مرتبطة بـ (المعاني).
وأما القسم الرابع، فإنه مما يختص به الله تعالى، وقد دخل في تأويله بعض المبتدعة والجهلة، فادعوا معرفتهم لبعض هذه الحقائق، كادعاء بعضهم معرفة بعض الغيوب من خلال بعض الآيات.
?ومما يستأنس به في هذا الباب، ما ذكر الطبري في مقدمته في أنواع التأويل:.
1ـ ما لا يعلمه إلا الله.
2ـ يعلم من جهة النبي صلى الله عليه وسلم.
3ـ يعلمه كل ذي علم باللسان، بشرط ألا تخرج عن أقوال السلف.
? الوصول إلى فهم القرآن، لا يخرج من حالين:
1ـ حال النقل، 2ـ حال الاجتهاد.
? فحال النقل أنواع:
أـ نوع لا يمكن أن يدخله رأي، وهو البيان القرآني عن القرآن مباشرة، مثل: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون* الذين آمنوا وكانوا يتقون)، (والسماء والطارق * وما أدراك ما الطارق * النجم الثاقب) الخ.
ب/ تفسير نبوي مباشر، مثاله: لما سئل صلى الله عليه وسلم عن الظلم في قوله: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم)، فسره بقوله (إن الشرك لظلم عظيم).
ج / أسباب النزول الصريحة الصحيحة.
د / النص الذي لا يحتمل إلا قولاً واحدًا، مثل: (قل هو الله أحد .......... ) الخ
¥