تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[12 Sep 2009, 07:54 م]ـ

فأولئك النحاة سيبويه وأبو عبيدة والأخفش والفراء , كانوا هم أول من زعم أن لفظ القرية يدل على الأرض والبنيان دون من فيها من الناس , وأن القرية لا تسأل , وأن أهل القرية هم كل من فيها من الناس , وأن قول الله تعالى: ((واسأل القرية)) فيه حذفٌ واختصارٌ , وأن تقديره: واسأل أهل القرية , وكل ذلك خطأٌ محدثٌ , وليست تلك الآية كما حسب أولئك النحاة

أمر عجيب يا سيدنا الشيخ السلفي.

يعني أن سيبويه وأبا عبيدة والأخفش والفراء، أهل اللسان العربي، مخطؤون، ومبتدعون في اللغة ما ليس منها؟؟؟ ويفسرون مفردات القرآن تفسيرا خاطئا؟؟

يا قوة الله.

أي جرأة دفعتكم إلى مثل هذه الدعوى العريضة الخطيرة؟؟

بالله عليك من سيلقي كلام أولئك الجبال الراسخة الشامخة في العربية وراء ظهره بمجرد دعوى يخالفها مئات المفسرين من بعد أولئك العظام؟

تسمية الكل باسم الجزء، والجزء باسم الكل وارد في القرآن العظيم وفي لسان العرب، ويستحيل أن يعلم المرء اليوم ما جهله أولئك العظام وهم أقرب عصرا لزمن النبوة وأسلم لسانا وأنقى سريرة.

يا رب سلم.

ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[13 Sep 2009, 12:22 ص]ـ

كلامك - أخي أبو فهر السلفي - في مسألة المجاز في قوله تعالي (واسأل القرية) كلام جميل غير أني قد استغربت جدا كما استغرب أخي علي أبو عائشة من قولك (إن سيبويه وأبا عبيدة والأخفش والفراء , كانوا هم أول من زعم أن لفظ القرية يدل على الأرض والبنيان دون من فيها) وأقول:

- المجاز بمعناه الاصطلاحي لم بوجد في عهد علماء اللغة هولاء وإنما أول من تكلم به الجاحظ أحد أئمة المعتزلة

- قمت من قبل بنقد المجاز المرسل والمجاز العقلي عند البلاغيين المتأخرين وقد استندت في نقدي على أقوال هولاء الأئمة الأعلام والبحث منشور في هذا الملتقى

ويسمي البلاغيون المتأخرون ما جاء في الآية بالمجاز المرسل وعلاقته المحلية حيث يطلق المحل ويراد الحال؛ ويمثلون بقوله:تعالى "وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ" وقوله: "فَلْيَدْعُ نَادِيَه" وقالوا: إنما أراد أهل القرية وأهل النادي. وهذا المثال أيضا فيه نظر.

وللعلماء في ذلك أقوال مختلفة؛ منها الآتي:

أ - ذهب بعضهم إلى المراد واسأل القرية نفسها؛ يقول الإمام القرطبي: " قيل المعنى: واسأل القرية – وإن كانت جماداً – فأنت نبي الله وهو ينطق الجماد لك " ويرد ابن حزم على من قال ذلك بقوله: " بلى هو القادر على ما يشاء وكل ما يتشكل في الفكر، ولكن كل مالم يأتنا به نص أنه خرق فيه ما تمت به كلماته من المعهودات فهو مكذب"

ب - ذهب بعضهم إلى أن هذه الآية فيها حذف للمضاف وهو لفظ " أهل" وقد بالغ عبد القاهر الجرجاني في النكير على من أطلق المجاز على الحذف، وقد اعترض الإمام القرطبي على مسالة الحذف في هذه الآية محتجاً بكلام سيبويه؛ يقول الإمام القرطبي: " لا حاجة إلى إضمار " حذف قال سيبويه: لا يجوز كلَّم هنداً وأنت تريد غلام هند"

ج- ذهب بعضهم إلى أن في الآية مجاز؛ حيث أطلق المحل وأراد الحال فيه؛ وهو أهله.

والحق أن هذه الأقوال جميعاً فيها نظر؛ إذ لم يرد – عند الباحث- سؤال الجماد، كما أن الآية ليس فيها من حذف ولا مجاز، ومعلوم أن القرية لا تطلق على الأرض دون البشر؛ وكذلك النادي؛ إذ أن القرية مشتقة من قرَّ بالمكان ومنه الاستقرار، أما النادي فيقول ابن منظور: " النادي لا يسمى نادياً حتى يكون فيه أهله، وإن تفرقوا لم يكن نادياً " ويقول صاحب مختار الصحاح: " النادي مجلس القوم ومتحدثهم، فإن تفرق القوم فليس بناد" وبذلك فإنه أراد القرية نفسها والنادي نفسه باعتبار أنهما بشر ثم أرض، والحق أن قاعدة المجاز في إطلاق الجماد وإرادة البشر - إن صحت جدلا - فهي غير مطردة؛ يقول ابن الأثير: "لا يصح ذلك إلا في بعض الجمادات دون بعض؛ إذ المراد أهل القرية ممن يصح سؤالهم، ولا يجوز اسأل الحجر أو التراب"، ومعلوم أن الاطراد دليل صحة القاعدة فإن انتفى فليست بقاعدة.

انظر تفصيل نقد المجاز المرسل والمجاز العقلي في بحث بعنوان مشكلات التأويل في هذا المتلقى المبارك على هذا الرابط

http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=15108

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 Sep 2009, 04:18 ص]ـ

بارك الله فيك يا دكتور جمال وهذا الذي دعوته أنت معلوماً هو ما أدعوه معلوماً ونازعني فيه هنا الناس ..

ولم أعرف ما وجه العلاقة بين كون علماء اللغة هؤلاء لم يعرفوا المجاز-وهذا غير صحيح بإطلاق- وبيمن ما انتقدته عليهم؟

ـ[عبد الرحمن الداخل]ــــــــ[16 Sep 2009, 04:28 ص]ـ

السلام عليكم

منذ سنوات وأنا أقرأ أحياناً ما يورده الأخ أبو فهر من مشاركات قيمة فيها الفائدة، وليسمح لي أخي الكريم -رغم أني لست بمنزلته في العلم والفهم- أن أشير إلى بعض الملاحظات في هذا الموضوع:

الأولى: إنّ إنكار المجاز ووجوده في كتاب الله تبارك وتعالى يَذهبُ أحياناً بكثير من الروعة والجمال والبهاء الوارد في الآيات عموماً. ولقد رأيتُ في هذا الموضوع وقد انطلقت من إنكار المجاز حتى أدى بنا إلى هذه النقطة من النقاش ... ولستُ أحجر على أحدٍ في هذا فقد أنكره أئمةٌ كبار بلغوا من العلم ما لن نبلغه.

الثانية: استفسار في قولك (مولّد) فمن ولّدها أهم العرب؟ أم العجم الذين تلكلموا العربية؟ أم من؟ ثمّ ما معنى أن تكون مولّدة أو حادثة؟ أليس كلّ لغة تتطور عبر الزمن أم تبقى جامدة على ما كانت عليه حتى تتحجر؟ فهل يعيب اللغة أن تظهر فيها ألفاظ جديدة -إن سلمنا لك بذلك- تعبّر عما يجدّ من أمور؟

الثالثة: في الاستقراء الذي ذكرته أهو استقراء كامل أم ناقص؟

الرابعة: لم تكن أنت أول من حمل على الشافعي في عربيته، وأحيلك إلى أحكام القرآن لابن العربي رحمه الله والذي ملك عليّ قلبي (أعني ابن العربي بشخصه وعلمه) فلديه بعض العبارات في حق الشافعي وعربيته قد تنصرك في مذهبك.

الخامسة: -وأكتفي بها فأحسب أني أطلتُ- هوّن عليك يا أخي فلكم رأيت المشاركين ينصحونك بالرويّة وعدم الحدّة في طرح موضوعاتك ولا يعيب أحداً ثقتُه بأفكاره، ولكن التعصّب يخليها عن القبول من الآخرين.

وسامحونا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير