ـ[عمر المقبل]ــــــــ[01 Aug 2009, 12:42 م]ـ
[
والسؤال هنا: هل كان هذا الحديث وغيره مما غاب عن القدماء؟ من المؤكد أن هذه الأحاديث كانت معروفة لديهم، فلماذا لم تغنهم؟ لعلها لم تصح عندهم، وقد يكون لديهم سبب آخر .. وهذا يعني أن لا دليل في هذه الأحاديث على ما ذهبت إليه، وإلا لما فات القدماء الاستناد إليها.
الاحتمال الآخر أن المسألة اجتهادية، فمن القدماء من اجتهد في تعيين آية الكرسي وأخطأ، وهذا يعني أن هناك وقائع أخرى من الاجتهادات المماثلة.
بل يصح عنده، ذلك أن كلمة (الكرسي) تقع في الجزء الثاني من الآية، وبهذا الاعتبار تبدأ آية الكرسي بقوله تعالى " لا تأخذه سنة ولا نوم .... "
الأستاذ عبدالله:
1 ـ ليس من شرط المجتهد بلهَ العالم أن يكون محيطاً بالسنة، فهذا لم يقع لأكابر الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ فضلاً عمن بعدهم؛ لذا فأنا أفترض أن الذين رجحوا أن الآية تبدأ من (الله لا إله إلا هو الحي القيوم ... العظيم) قد اعتمدوا على حديث أبي هريرة أو حديث أُبيٍّ، أو على أمور لم يبرزوها، ولكننا الآن أمام نصوص واضحة، وهي تصلح حجةً لهم سواء ذكروها أم لا.
وأما الفريق الآخر الذي يرى أن الآية تقف عند (القيوم) فليس بالضرورة أن يطلعوا على الحديث الثاني (حديث أبي) إن قلنا إن الحديث الأول مما تنازع العلماء فيه: هل هو في حكم الموصول أم لا؟! لأن البخاري بدأ بالإسناد فيه بصيغة المعلّق، فقال: وقال عثمان بن الهيثم ... الخ.
ومسألة أنه لم يَخْفَ عليهم،فليس شرطاً، وأنت تعلم أن كثيراً من العلماء ينقل، والمحققون فيهم قلّة، والمتخصص في القرآن وعلومه لا نفترض فيه أن يكون إماماً في الحديث حتى يتكلم في أمثال هذه المسائل، والعكس صحيح، فخفاء النص وارد، والمسألة ليست من الأصول الكبار التي نفترض فيها أنه يبعد فيها خفاء النص على عدد كبير من أهل العلم.
2 ـ وبما سبق يتبين لك الجواب عن قولك: وهذا يعني أنه لا دليل فيها.
وقد جرى العلماء والباحثون المنصفون قديماً وحديثاً على ذكر كل ما يصلح دليلاً على المسألة وإن لم يذكره من سبقهم، وهذا من الشهرة بمكان.
3 ـ كيف يصح أن تسمى آية الكرسي وكلمة (الكرسي) جاءت في الجزء الثاني من الآية؟! وقد فصل بينهما فاصل! وهذا ـ فيما يبدو لي ـ هو محل الإشكال الذي أثاره د. مساعد.
4 ـ ما علاقة بحوث الإعجاز العددي في ترجيح ما ذكرتَ ـ وفقك الله ـ؟!
ولماذا لم يحتج السابقون بهذا العلم ـ الذي تدندن حوله كثيراً ـ في ترجيح هذه المسألة أو غيرها من المسائل التي أقحمتَ فيها هذا العلم الذي لم يحتف به السابقون، بل ليس هو من علوم السلف بيقين!
نسأل الله أن يهدينا رشدنا، ويقينا شح أنفسنا.
ـ[الجكني]ــــــــ[01 Aug 2009, 01:57 م]ـ
أولاً: السؤال المطروح سؤال جيد وجميل ويفتح باباً للنقاش نأمل أن لا يخرجه بعضهم إلى ما لا علاقة له به كما هو ملاحظ في بعض المداخلات السابقة.
ثانياً:
عندنا قولان في المسألة ونحتاج إلى التوفيق بينهما، ولكن قبل هذا أرى أن نسأل أنفسنا هذا السؤال:
هل القولان على مرتبة واحدة؟؟
الجواب: طبعاً: لا.
بيان ذلك:
القول بأن آية الكرسي تبدأ من قوله تعالى " الله لا إله إلا هو " وتنتهي بقوله تعالى " وهو العلي العظيم " قول مسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصحيح وثابت عنه.
القول الآخر وهو أن "الله لا إله إلا هو " آية، والآية الثانية تبدأ بقوله " لا تأخذه سنة ولا نوم " قول غير مسند للنبي صلى الله عليه وسلم صراحة، لأن من ذهب إلى هذا هم علماء العدد: المكي والمدني الأخير والبصري.
أما العدد المكي: فينتهي رفعه إلى ابن عباس وأبي بن كعب رضي الله عنهما كما عند الداني، ويفق عند مجاهد رحمه الله كما عند الهذلي، ولم أجد من رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم غير الشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله حيث قال في كتابيه:" عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " اهـ ولم يذكر مستنده في ذلك مع أن هذا غير موجود في جميع المصادر التي اعتمد عليها في كتابه مما وقفت عليه، فالله أعلم.
أما العدد المدني الأخير: فمنسوب إلى إسماعيل بن جعفر، وموقوف على أبي جعفر يزيد بن القعقاع وشيبة بن نصاح.
نعم هناك رواية أن عدد " أهل المدينة " ينتهي إلى ابن عباس وأبي رضي الله عنهما كما عند الداني، وأما عند الهذلي فهو يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الرواية ليس فيها تحديد أي العددين المراد، بل فيها عموم عدد أهل المدينة فيدخل فيه الأول والأخير.
أما العدد البصري: فهو موقوف على عاصم بن أبي الصباح الجحدري رحمه الله.
بعد بيان هذا أرى أن لا وجه أصلاً للمسألة، فلا أحد له كلام بعد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولو أردنا أن نجمع بين القولين باعتبار أن أحدهما ثابت عن بعض الصحابة رضي الله عنهم وهو مظنة لأن يكون قد سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم فيمكن أن يقال:
الحديث الشريف فيه بيان الأجر والثواب لمن قرأ هذه الآية التي جاء فيها ذكر " الكرسي "، ونزلت آية " الله لا إله إلا هو " معها منزلة الآية الواحدة من باب التغليب لقصر هذه الآية عن مثيلاتها من آيات سورة البقرة.
وهناك احتمال آخر وهو ما يجيء على أسلوب العرب بوضع المفرد مكان المثنى، ومنه في القرآن الكريم قوله تعالى:" قال إنا رسولا رب العالمين " ومعلوم أن الرسول منهما واحد وهو موسى عليه السلام.
هذا ما ظهر لي، واستغفر الله إن كان غير صواب.
¥