تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وبناء على هذه المعطيات التاريخية التي لا يشكك فيها عاقل وبناء على أن الله تعالى لا يضل ـ تفضلا منه ـ آلاف وآلاف العلماء من المسلمين من أهل السنة والجماعة فيجمعهم على عقائد الجهمية الباطلة، ندرك أن الأمة (أهل السنة والجماعة) كانت على الهدى، وأن الخطر برز في هذا القرن الأخير حيث رام بعض الشواذ تخطئة تلك الجماهير المجمهرة من علماء المسلمين وتهمتهم بفساد العقيدة، وإلا فحتى بعد وفاة الشيخ ابن تيمية بقي أهل السنة والجماعة يدا واحدة ولم يظهر بينهم الشذوذ والتطرف الذي نشهده اليوم، ولعل هذا يصحح النظرية القائمة بأن ابن تيمية رحمه الله قد تاب توبة نصوحا بعد سنة 709 هـ ورجع إلى رشده وموافقته لجمهور أهل السنة والجماعة في المسائل الأصلية.

وها نحن نشهد أثر ذلك الشذوذ اليوم حيث يطلع بعض الشواذ المناكير فيكتب مقالات يدعي فيها أن الأمة كانت غارقة في الجهالات الاعتقادية طيلة عشرة قرون، وأن كثرتهم ـ مع أنهم فضلاء الإسلام ـ لا تفيد، وأن جميع ما صنفوه وكتبوه من علوم في القرآن والسنة النبوية المطهرة ومسكهم خطط القضاء وحكمهم بما أنزل الله كان واقعا منهم وهم على ضلال في العقدية، وأي تخلف بعد هذا التخلف الفكري؟؟

قال الله تعالى: (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا)

ونحن نعمل لما نعتقد أنه الحق، ولا يضرنا وصف المتطرفين بالجهمية وبغير ذلك من الألقاب التي يحاسبون عليها عند الله، ولا يمنعنا تعصب المتعصبين وتطرف المتطرفين من طرح المسائل العلمية ومحاولة مباحثة المخالفين لنا فيها، سواء كان في منتدياتنا أو منتدياتهم، وغالبا لما تكون المباحثة سلمية أدبية راقية، حتى يتدخل المتطرفون المغالون الذين تتمول بهم الحركات الشاذة فكريا، فينقلب أسلوب الحوار بتدخلهم.

وهذا الملتقى يضم ثلة كبيرة من المعتدلين من شتى المذاهب الفكرية، ويضم من هو مستعد للمباحثة العلمية بعلم وحلم، ولهذا نشارك فيه. وليس حكرا على المتطرفين على قلتهم.

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 Aug 2009, 06:36 م]ـ

أبو الحسنات الدمشقي ..

أبو عبيدة الهاني ..

مثالان لفئة تعيش في دوامة الخلاف، وتتصور العالم يعيش معها في هذه الدوامة، ويشاركها طريقة تفكيرها ونظرتها، بينما الحقيقة أن الأكثر من أهل العلم وطلابه متحرر من هذه الربقة المقيتة، محب لجميع أسلافه من العلماء بشتى مشاربهم، محسن الظن بهم جميعا، قد جعل الحق هدفه، وعاش بقلب سليم مخموم لا يعادي أحداً ولا يحمل عليه ضغينةً ولا فكراً مسبقاً، حتى لو اختلف معه في جزئية قلص هذا الخلاف في نطاقه الخاص، وحمله على أن الخلاف سنة الله الجارية وأنه لا أحد معصوم بعد رسول الله، ولم يعمم هذا الخلاف، ولم يعظمه، ولم يحمِّله ما لا يحتمل، مع الحفاظ على الود والتقدير والتبجيل والاحترام ..

هذا هو خلق طالب العلم في في كل زمان ومكان ..

وهذا هو دأب الصالحين منهم في كل جيل ..

جعلنا الله منهم وألحقنا بهم في الدارين.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير