تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الحمد لله والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين جعلنا الله منهم أجمعين آمين اللهم آمين، ثم أما بعد:

فأشكر أخي أبا فهر السلفي شكر الله له على هذا الجهد الطيب والبحث الشيق إلا أن لي معه وقفات أرجو أن يتأملها والقراء الكرام، ثم يأخذ منها بما شاء:

أولا لقد ضيقت الأمر على نفسك وعلى القارئ حتى يكاد يشك أنه لم يسلم أحد، وفي الحقيقة من جانب الوقوع في بعض الأخطاء لم يسلم أحد إلا المعصوم عليه الصلاة والسلام.

ثانيا أوليس الأولى من هذه التشاؤمية أن تبذر بذرة الأمل أولا ثم تنبه إلى الشوكة، فتعطي ملامح منهج السلف في التلقي، ثم بعد ذلك تدخل إلى جانب تأثير الأفكار الضالة على التأليف ومناهجه، والنسبة التي تحتمل لكل عصر وكل جهبذ من المؤلفين، ثم تعطي أمثلة على تلك النسب لدى هؤلاء العلماء الأفاضل فتحقق بذلك العمل غرضين:

1 - تدلل على ما تريد الوصول إليه من تأثر كل مؤلف من المؤلفين بهذه المنهجية الدخيلة على فكر الأمة، بنسب متفاوتة.

2 - تنبه على ما يمكن أن يكون العلماء الأفاضل قد وقعوا فيه تحت تأثير هذا الفكر على مسار ومنهجية التفكير الإسلامي بصورة عامة، فيعلم القارئ ذلك ويجتنبه من أفكارهم ويأخذ ما عداه مما لم تمسسه رياح اليونان والاعتزال.

ثالثا وأخيرا أرجو أن تكون في مسلكك الكتابي هذا سلكت مسلك السلف الذين تمثلوا الكلمة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، ويصلح أن نمثل لهم ولأفكارهم بقطوفها دانية، وتخلقوا بأخلاق المصطفى عليه الصلاة والسلام في القرب والبساطة والسهولة حتى ضرب به المثل فقيل خل البساط أحمدي، فإنك تصل إلى مراد الشافعي رحمه الله في أي فقرة من فقرات الرسالة من أول جملة فيها دون أي غموض ولا لف ولا دوران ولا سفسطة ولا إطالة فيما يزيد الفكرة ضبابية، أفليس لك في منهج السلف مثال ناصع يامن هو أدل الناس إليه وأقربهم إن شاء الله بحسب جهده الطيب وما ابتغاه من هذا البحث، فما اللف والتطويل إلا أثر من آثار السفسطة.

أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء، وأرجو لنا جميعا التوفيق أولا إلى منهج السلف ثم التوفيق إلى الثبات عليه.

ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[13 Jul 2010, 05:01 ص]ـ

فطلب الهدي الأول الذي هو غاية كل طالب علم: هو طلب أبواب الحق هذه بمراتبها الثلاث،مع معرفة قدر كل مرتبة وما يتعلق بها من أحكام، وأن يكون هذا الطلب وفق منهاج الصدر الأول في معرفة الحق، فيكون همُك معرفة الحق،وأن تسلك لمعرفة الحق نهج وسبيل الصدر الأول في طلب الحق.

وأنت إذا تأملتَ أحوال هذا الصدر الأول وجدت منهاجهم في طلب الحق منهاجاً فطرياً سوياً وقوامه أمران:

الأول: السُنن والآثار؛ يعرفون بها ما بلغه نبيهم عن ربهم جل وعلا وما بلغه نبيهم لصحابته، وما حُفظ عن الصحابة والتابعين وأتباعهم من سنن وهدي يُعين على فهم الوحيين، ثم ما يُنقل بعض ذلك عن أئمة الدين من كلام يكون دليلاً على الحق.

والثاني: العربية؛ ومعرفة أحكامها وسننها الذي يُفهم به مراد القرآن العربي ولسان النبي العربي وكلام العرب الأقحاح الذين حملوا هذا الدين إلينا.

ذلك أن الباطل يدخلُ على الإنسان من بابين:

الأول: قبول الكذب.

الثاني: الخطأ في تفسير الصدق.

فكان الاعتصام بالسنن وضبط أحكام نقلها وأحوال نقلتها عاصماً من قبول الكذب إلا ما شاء الله.

وكان الفقه بالعربية واللسان الأول وكيف كانت العرب تتصرف في لسانها الذي جاء الوحي به،ثم الفقه بلسان كل متكلم من بعدُ وضبط أحكام فهم كلام المتكلم =عاصماً من الخطأ في تفسير الصدق إلا ما شاء الله.

فالواجب على من طلب علماً من العلوم إذا كان يروم الهدي الأول واللسان الأول أمور:

1 - أن يطلبَ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام الله وكلام رسوله.

2 - ثم يطلبُ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.

3 - ثم يطلبُ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام التابعين وأتباعهم القرنين المفضلين بعد الصحابة.

4 - ثم يطلبُ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام أئمة الهدى بعد القرون المفضلة وإلى زماننا هذا.

5 - ثم يطلبُ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام أهل البدع من المعتزلة والأشاعرة وأضرابهم، وأن يُسميهم في ذلك بأسمائهم تلك فهم ما كتبوا في تلك العلوم إلا بمنهاج يتسق وأسماءهم تلك ...

جزيت خيرا ابا فهر وبورك قلمك ..

ومع حبنا لك .. فهو يزيدنا أن نضيف ..

أوافق الاخوة الأفاضل في تعليقهم السابق .. ذلك أن الكاتب الكريم بحسب ما ذكر يكتب بلغته دون تكلف أو إعادة صياغة الكلمة .. ولا نلومه على صنيعه.

لكن ربما يلام أن على - الكاتب - النزول إلى مستوى - لا أقول الأدنى - كلا فهنا جهابذة أكابر ولكن إلى مستوى الأقران إذا وفقت في قولي هذا ..

فلا نكتب بقلمنا - صحائف أفكارنا - ثم نطالب غيرنا أن يرتفع لها ليفهمها بلغة ربما يستشعر فيها شيئا من العلو أو الفوقية ..

- لقد كتب سيد قطب رحمه الله - على زلاته - بقلم أدبي رصين - رفيع العماد - قوي العطاء - بالغ التعبير - حسن التصوير والإيحاء - إلا أن القارئ سيستوحي روح الصدق فيه - القلم أو الكاتب - وتتجلى له المعاني الخفية كأنها عرائس تهدى. وتتصف فيه الحقيقة كأنها الشمس تتجلى. فمع علو كعبه الأدبي مع وضوحه الفكري.

- ولما نذهب إلى سيد - وعندنا بحر العلوم الجامع ونجمها الساطع - شيخ الإسلام ابن تيمية - لقد كانت الفكرة عنده جلية واضحة رابعة النهار يستخرج لها الدليل ويؤصل ويفصل ويشرق ويغرب ويقصر ويستطرد إلا أن القارئ المحب لا يكل ولا يمل وكأن الرجل كتاب آخر فتح أمامه يستظهره ..

- وهذا علامة الزمان في عصرنا - الشيخ المبارك العثيمين - رحمه الله تعالى - من أعلى الناس كعبًا ومن أسهلهم عبارة حتى أن العوام يستمعون إليه ويفهمون مراده ..

المقصود:

أن التنزل للعلم صفة الأكابر من العلماء .. فهلا نهجنا نهجهم وسلكنا سبيلهم ..

وأما ما اقتبسته من كلام - أبي فهر - فهو كلام جيد وجليل ويستحق العناية ولا يهضم حقه بل إن كعبه عال ونفسه جيد .. ويا حبذا لو تنزل لنا لكان خيرًا ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير