تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

السلام عليكم أخي العزيز ورحمة الله وبركاته.أخي الكريم قد سبق أن قدمت نفسي قبل هذا المقال بقليل. ولكن معذرة لا يقاس القول بدرجة أو منصب القائل بل بما يحمل القول.واخوتي المتخصصين في الدراسات القرآنية يعلمون ذلك. لكونهم يعالجون القول أولا وقبل كل شيء فإن كان باطلا أبطلوه وإن كان حقا قبلوه دون تردد ولا ترمرم لأنه أمر ملك الناس اله الناس ورب الناس تبارك وتعالى.

أم عن معرفتي بالسنة فلا أضن أن من تربى ونشأ وشاخ مسلما بين الكتب لا يعرف السنة.ومن يحب حبيبه أحب سنته كما تتملكه الغيرة عليها وعليه لوجود الشوائب فيها.منيتي تجمع العلماء تحت راية الله مبتغاهم تطهير السنة.فهل الى ذلك من سبيل؟

لك مني السلام والتحية ورمضان مبارك وكل عام وأنتم بخير

ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[24 Aug 2009, 03:09 م]ـ

أرجو أن تحاورني فيما قلت وتلزمني الحجة من كلامي بالقرآن أولا.

وإن كان يظهر ظهورا جليا أن منهجك في الفهم لا يرجى منه الخلوص إلى نتيجة معك، حيث إنك تأخذ تفسيرك وكأنه مسلم، ثم تبني عليه الأوهام والخيالات والطلسمات، لكن استجابة لمطلبك أقول:

خلاصة ما تريد قوله أن السبع المثاني هي 14 سورة من سور القرآن، وكما هو جلي لم يقل أحد من العقلاء الذين أفنوا أعمارهم في تدبر القرآن هذا الكلام المطلسم، وهذا يفيد أنهم ليسوا عقلاء وأنت وحدك العاقل، أو لست بعاقل لما تقول وهم العقلاء، ولا شك أن العاقل يختار الأخير.

أما منشا وهمك وخيالك، فهو حصر المثاني لغة في معنى التكرار والزوجية، وهذا الحصر باطل بحسب اللغة العربية التي تدعي أنك تعتمدها في الفهم، ولا قدرة لك على منع احتمال المثاني لمعنى الثناء والمدح، أما إذا حصرت معنى المثاني في الزوجية ثم تجري عملية حسابية لا اصل لها فتقول بأن السبع مضروبة في اثنين ينتج الرقم 14 وهو عدد السور المسماة بالسبع المثاني فهو تحكم لا يسمع فضلا عن يناقش صاحبه، ولو شاء أي إنسان أن يعتمد هذا الطريق في القرآن لأخرج ما لا نهاية له من الطلسمات، لكن الحمد لله أن (العقلاء) من صنفك قليلون.

هل في سورة الفاتحة ما تطلب فيه الفتنة أو التأويل؟

ومنشأ وهمك ربطك العري عن أي دليل بين المتشابهات والسبع المثاني، فتخيلت أن القول بأن الفاتحة هي السبع المثاني يوجب القول بأن الفاتحة تتضمن المتشابه الذي يزيغ بعض الناس به، وهذا مجرد وهم منك لم يقل به عاقل ..

وقد تسبب لك هذا الوهم وغيره في رد ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وكانت دلالته في غاية الوضوح .. على أنا لو سلمنا أن في الفاتحة ما يزيغ به بعض الناس لكنت أنت أحق الناس بالزيغ باعتقادك أن السبع المثاني ـ الفاتحة ـ هي 14 سورة من القرآن مجهولة وأن ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هو كذب من بعض الناس انطلى على ملايين العقلاء وتفطنت أنت إلى بطلانه.

ومنشأ وهمك تلاعبك بين ألفاظ مثل (القرآن) و (الكتاب) و (الفرقان)، فتوزعها كيفما كان وكيفما تشاء على بعض أجزاء التنزيل التي تشاء، وهذه تقسيمات وتوزيعات باطلة لا دليل ولا قرينة عليها سوى الوهم المحض، وإلا فماذا ستفعل في قوله تعالى: (كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ)؟؟؟ فبناء على طلسماتك يمكننا استنباط مفاهيم وأسرار عجيبة من هذه الآية بناء على فهمك للمتشابه وتوزيعك له بحسب وهمك ..

ثم من أسباب سقوطك في الغلط اعتقادك أنه يحل لك الاجتهاد والقول في القرآن بما تشاء بلا تقيد بالمناهج التي قررها العلماء بناء على البحث التدقيق والتمحيص، وترمي جهودهم بمجرد قولك بأنك لا تقبل أقوالهم ومناهجهم لأنهم غير النبي صلى الله عليه وسلم، وكأنك القادر على الوصول إلى مراد النبي بمفردك بلا تقيد بمنهج علمي، وهذا عين الغرور منك ..

ويمكن للعقلاء أن يقلبوا عليك الدعوى ويطالبونك ببيان منهجك في الفهم، فهم خلصوا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، وتفسيره للقرآن العظيم ـ الذي وصلنا بطريق صحيح ـ صحيح قطعا لأنه معصوم عن القول بالرأي في القرآن بلا وحي، وخلصوا إلى منهج معتبر دقيق في التمييز بين ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم وما لم يقله، وفيما نحن بصدده ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم من أن السبع المثاني هي الفاتحة قول صحيح ورد بطريق صحيح، ولا عبرة عند العقلاء بمن يشكك في منهج العقلاء المسلمين، خصوصا وأن الذي لا يقبله كما تفعل أنت لا بديل له إلا مجرد النقد والتكذيب الخالي عن أي دليل.

وتفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للسبع المثاني بالفاتحة تفسير يدعمه سبب النزول، واللغة العربية، وقد بينت لك بعض وجوه ذلك بكلام سليم واضح، فكيف تريد من العقلاء أن يعدلوا عن جميع ذلك إلى طلسمات وترهات مبنية على دعوى الاجتهاد الغير متقيد بأي منهج واضح أو طريق سديد؟؟

لا شك أن العقلاء لا يقبلون مثل هذه الأطروحات التي تأتي بها، بل لا أخفيك إن صرحت لك بأني أرى من هم في شاكلتك في تعاملهم مع القرآن العظيم هم غالبا ما يعانون عقدة نفسية حادة الله اعلم بسببها تدفعهم إلى إصدار مثل هذه المقالات الشاذة بدعوى الاجتهاد، وهذا من وجهة نظري يستوجب العلاج النفسي .. والله الهادي إلى الصراط المستقيم.

(أبو عبيدة التونسي)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير