ـ[رأفت المصري]ــــــــ[24 Aug 2009, 03:25 م]ـ
أما ما قلت عن الحديث فأنت تعلم متى كتب الحديث. كما أنك تعلم أن الحجة الأكمل هو القرآن وما الحديث إلا استأناسا يستأنس به بعد القرآن.
يبدو أن الأمر قد اتّضح الآن ..
حسبنا الأمر أوّلاً زلّة قلم، أما وإنه قد بان كونه على هذه الطريقة هدماً للدين من أصوله، على طريقة ((يوشك الرجل متكئاً على أريكته يحدَّث بحديث من حديثي، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلال حللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله تعالى))
فما هو واضح مما نقلته من كلامك أنك تردّ الاستدلال بسنة النبيّ صلى الله عليه وسلم من وجهين:
- التشكيك بالنقل الكلي للسنة، من حيث تأخر التدوين.
- أنك تزعم أنها على فرض كونها ثبوتها، فإنها للاستئناس فحسب.
أظن أننا خرجنا بهذا عن الموضوع من جهة، وخرجنا من جهة أخرى عن الأصول التي ينبغي أن تتوفّر لتبادل النقاش في المسألة.
والكلام في هذا الأصل ليس محله هنا.
ـ[محمد العسكري]ــــــــ[26 Aug 2009, 03:34 ص]ـ
وإن كان يظهر ظهورا جليا أن منهجك في الفهم لا يرجى منه الخلوص إلى نتيجة معك، حيث إنك تأخذ تفسيرك وكأنه مسلم، ثم تبني عليه الأوهام والخيالات والطلسمات، لكن استجابة لمطلبك أقول:
خلاصة ما تريد قوله أن السبع المثاني هي 14 سورة من سور القرآن، وكما هو جلي لم يقل أحد من العقلاء الذين أفنوا أعمارهم في تدبر القرآن هذا الكلام المطلسم، وهذا يفيد أنهم ليسوا عقلاء وأنت وحدك العاقل، أو لست بعاقل لما تقول وهم العقلاء، ولا شك أن العاقل يختار الأخير.
أما منشا وهمك وخيالك، فهو حصر المثاني لغة في معنى التكرار والزوجية، وهذا الحصر باطل بحسب اللغة العربية التي تدعي أنك تعتمدها في الفهم، ولا قدرة لك على منع احتمال المثاني لمعنى الثناء والمدح، أما إذا حصرت معنى المثاني في الزوجية ثم تجري عملية حسابية لا اصل لها فتقول بأن السبع مضروبة في اثنين ينتج الرقم 14 وهو عدد السور المسماة بالسبع المثاني فهو تحكم لا يسمع فضلا عن يناقش صاحبه، ولو شاء أي إنسان أن يعتمد هذا الطريق في القرآن لأخرج ما لا نهاية له من الطلسمات، لكن الحمد لله أن (العقلاء) من صنفك قليلون.
ومنشأ وهمك ربطك العري عن أي دليل بين المتشابهات والسبع المثاني، فتخيلت أن القول بأن الفاتحة هي السبع المثاني يوجب القول بأن الفاتحة تتضمن المتشابه الذي يزيغ بعض الناس به، وهذا مجرد وهم منك لم يقل به عاقل ..
وقد تسبب لك هذا الوهم وغيره في رد ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وكانت دلالته في غاية الوضوح .. على أنا لو سلمنا أن في الفاتحة ما يزيغ به بعض الناس لكنت أنت أحق الناس بالزيغ باعتقادك أن السبع المثاني ـ الفاتحة ـ هي 14 سورة من القرآن مجهولة وأن ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هو كذب من بعض الناس انطلى على ملايين العقلاء وتفطنت أنت إلى بطلانه.
ومنشأ وهمك تلاعبك بين ألفاظ مثل (القرآن) و (الكتاب) و (الفرقان)، فتوزعها كيفما كان وكيفما تشاء على بعض أجزاء التنزيل التي تشاء، وهذه تقسيمات وتوزيعات باطلة لا دليل ولا قرينة عليها سوى الوهم المحض، وإلا فماذا ستفعل في قوله تعالى: (كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ)؟؟؟ فبناء على طلسماتك يمكننا استنباط مفاهيم وأسرار عجيبة من هذه الآية بناء على فهمك للمتشابه وتوزيعك له بحسب وهمك ..
ثم من أسباب سقوطك في الغلط اعتقادك أنه يحل لك الاجتهاد والقول في القرآن بما تشاء بلا تقيد بالمناهج التي قررها العلماء بناء على البحث التدقيق والتمحيص، وترمي جهودهم بمجرد قولك بأنك لا تقبل أقوالهم ومناهجهم لأنهم غير النبي صلى الله عليه وسلم، وكأنك القادر على الوصول إلى مراد النبي بمفردك بلا تقيد بمنهج علمي، وهذا عين الغرور منك ..
¥