تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 Aug 2009, 08:47 م]ـ

رابعاً: في سؤال الملائكة: (قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) إشارةٌ إلى أنَّ آدم سيكون من لحمٍ ودم (وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ). فكيف عرف الملائكة ذلك؟

سؤال جميل واستشكال في محله ..

وأجاب عنه ابن عاشور بأن الله قد وصف لهم هذا الخليفة، أو أنهم رأوا صورة تركيبه قبل نفخ الروح فيه وبعده، فيكون هذا الخطاب قد وقع بعد خلق آدم، وهذا الثاني هو الأظهر.

وسؤال آخر يترتب على هذا السؤال وهو: كيف عرفوا أنه سيفسد في الأرض ويسفك الدماء؟

قال ابن عاشور: " والأظهر أنهم رأوه بعد نفخ الروح فيه فعلموا أنه تركيب يستطيع صاحبه أن يخرج عن الجبلة إلى الاكتساب وعن الامتثال إلى العصيان ... وإن طبيعة استخدام ذي القوة لقواه قاضية بأنه سيأتي بكل ما تصلح له هذه القوى خيرها وشرها فيحصل فعل مختلط من صالح وسيء، ومجرد مشاهدة الملائكة لهذا المخلوق العجيب المراد جعله خليفة في الأرض كاف في إحاطتهم بما يشتمل عليه من عجائب الصفات على نحو ما سيظهر منها في الخارج لأن مداركهم غاية في السمو لسلامتها من كدرات المادة، وإذا كان أفراد البشر يتفاوتون في الشعور بالخفيات، وفي توجه نورانية النفوس إلى المعلومات، وفي التوسم والتفرس في الذوات بمقدار تفاوتهم في صفات النفس جبلية واكتسابية ولدنية التي أعلاها النبوة، فما ظنك بالنفوس الملكية البحتة؟

وفي هذا ما يغنيك عما تكلف له بعض المفسرين من وجه اطلاع الملائكة على صفات الإنسان قبل بدوها منه من توقيف واطلاع على ما في اللوح أي علم الله، أو قياس على أمة تقدمت وانقرضت، أو قياس على الوحوش المفترسة إذ كانت قد وجدت على الأرض قبل خلق آدم كما في سفر التكوين من التوراة. وبه أيضاً تعلم أن حكم الملائكة هذا على ما يتوقع هذا الخلق من البشر لم يلاحظ فيه واحد دون آخر، لأنه حكم عليهم قبل صدور الأفعال منهم وإنما هو حكم بما يصلحون له بالقوة، فلا يدل ذلك على أن حكمهم هذا على بني آدم دون آدم حيث لم يفسد، لأن في هذا القول غفلة عما ذكرناه من البيان " ا. هـ.

ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[24 Aug 2009, 12:54 ص]ـ

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع

وهذه بعض التأملات والاستنباطات من الآيات:

- حكى الله عن الفتية أصحاب الكهف أنهم قالوا: < فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا)

تأمل تفائلهم وحسن ظنهم بالله رغم أن المعطيات المادية لا تبشر بخير فالكهف مظنة الضيق والجوع والوحشة، فكان الله عند ظنهم الحسن فحفظهم وخلد ذكرهم .. فما أحوجنا إلى تذكر هذا المعنى عند المصائب والمضائق والحوائج.

- وصف الله المنافقين يوم أحد بأنهم (طائفة قد أهمتهم أنفسهم)

ويستفاد منه بأن التفكير والاشتغال في المصالح الشخصية فحسب في وقت الشأن العام الذي يحتاج إلى تكاتف الجهود هو من صفات المنافقين، ومن فعل ذلك فقد عرّض نفسه للخذلان كما خذل الله المنافقين فلم يغشهم النعاس المورث للطمأنينة كما غشي المؤمنين.

- (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا)

كلما قويت عبودية الله في قلب المؤمن ضعف سلطان الشيطان عليه فتنشط النفس للطاعة وتنزجر عن المعصية بلا مجاهدة تذكر، وهذه بشارة عظيمة ووصفة ربانية لتقليص نفوذ الشيطان على القلوب.

- إذا عصى العبد ربه فقد:

1. سهّل الطريق أمام الشيطان ليجرّه إلى معصية أخرى (إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا)

2. حرم نفسه باباً من أبوب تثبيت الله له على الحق (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشدّ تثبيتاً).

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 Aug 2009, 01:41 ص]ـ

الجزء الثاني

ما مناسبة قوله تعالى: (سيقول السفهاء من الناس .. ) لما قبلها وما بعدها من الآيات؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير