تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مقتضى الاستدراك: أن يكون المستدرك أنّهم ليسوا منكم، أي كافرون، فحُذف المستدرك استغناء بأداة الاستدراك، وذُكر ما هو كالجواب عن ظاهر حالهم من الإيمان بأنّه تظاهر باطل وبأنّ الذي دعاهم إلى التظاهر بالإيمان في حال كفرهم: هم أنّهم يفرَقون من المؤمنين، فحصل إيجاز بديع في الكلام إذ استغني بالمذكور عن جملتين محذوفتين.

قال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ... ) [التوبة: 71] ختمت الآية بقوله: (إن الله عزيز حكيم) فما وجه المناسبة في ذلك؟

جملة: (إن الله عزيز حكيم) تعليل لجملة (سيرحمهم الله) أي: أنّه تعالى لعزّته ينفع أولياءه وأنّه لحكمته يضع الجزاء لمستحقّه.

قال تعالى: (يحلفون بالله ما قالوا) ولم يذكر الذي هذا الذي حلفوا أنهم لم يقولوه، فما هو؟

مفعول ما قالوا محذوف دلّ عليه قوله: (ولقد قالوا كلمة الكفر).

فكلمة الكفر جنس لكلّ كلام فيه تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم. فالكلمات الصادرة عنهم على اختلافها ما هي إلاّ أفرادٌ من هذا الجنس كما دلّ عليه إسناد القول إلى ضمير جماعةِ المنافقين

وقيل: المراد كلمة صدرت من بعض المنافقين تدلّ على تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم فعن عروة بن الزبير، ومجاهد، وابن إسحاق أنّ الجُلاَسَ بنَ سُويد بننِ الصامت قال: لئن كان ما يقول محمد حقّاً لنحن أشرّ من حميرنا هذه التي نحن عليها، فأخبَر عنه ربيبُه النبي فدعاه النبي وسأله عن مقالته، فحلف بالله ما قال ذلك. وقيل: بل نزلت في عبد الله بن أُبي بن سَلُول لقوله الذي حكاه الله عنه بقوله: (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليُخْرِجَنّ الأعز منها الأذل) فسعى به رجل من المسلمين فأرسل إليه رسول الله فسأله فجعل يحلف بالله ما قال ذلك.

فعلى هذه الروايات يكون إسناد القول إلى ضمير جمعٍ كناية عن إخفاء اسم القائل كما يقال ما بال أقوام يفعلون كذا. وقد فعله واحد، أو باعتبار قولِ واحدٍ وسماع البقية فجُعلوا مشاركين في التبعة كما يقال: بنو فلان قتلوا فلاناً وإنّما قتله واحد من القبيلة، وعلى فرض صحّة وقوع كلمة من واحد معيّن فذلك لا يقتضي أنّه لم يشاركه فيها غيره لأنّهم كانوا يتآمرون على ما يختلقونه. وكان ما يصدر من واحد منهم يتلقفه جلساؤه وأصحابه ويشاركونه فيه.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Sep 2009, 11:49 ص]ـ

ومما ورد في حلقة الأمس من التفسير المباشر في الجزء العاشر:

ما سبب ورود الآيات (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)) التي تتحدث عن اليهود والنصارى بين الآيات التي تتحدث عن المشركين؟

الآيات وهي تتكلم عن اليهود كان الكلام عن جانب معين وهو جانب الشرك حيث أشركوا مع الله فجعلوا عُزير ابن الله وكذلك النصارى أشركت وجعلت المسيح ابن الله فحتى الحديث عن اليهود والنصارى كان من جانب الشرك الذي يشابهون فيه مشركي العرب.

ويستطرد الحديث بعض ما وقع فيه اليهود والنصارى من اتخاذ أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله وكنزهم للذهب والفضة وعدم إنفاقهم في سبيل الله.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Sep 2009, 11:55 ص]ـ

ومما جاء في سبب تأخير الإجابة عن السؤال الذي ورد في أول سورة الأنفال (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) إلى الآية 41 من السورة (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) أن في أمران:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير