(ما) نافية لا محالة، بقرينة تأكيدها بـ (إنْ) النَّافية، وإيراد الاستثناء بعدهما. و (شركاء) مفعول يدْعون) الذي هو صلة (الذين).
وجملة: (إن يتبعون) تَوكيدٌ لَفظي لجملة (ما يتبع الذين يدعون) وأعيد مضمونها قضاء لحق الفصاحة حيث حصل من البعد بين المستثنى والمستثنى منه بسبب الصلة الطويلة ما يشبه التعقيد اللفظي وذلك لا يليق بأفصح كلام مع إفادة تلك الإعادة مفاد التأكيد لأن المقام يقتضي الإمعان في إثبات الغرض.
و (الظن) مفعول لِكلا فعلي (يتَّبعُ، ويتْبعون) فإنهما كفعل واحد.
فالتقدير: وما يتبع المشركون إلا الظنّ وإن هم إلا يخرصون.
على أن من المفسرين من يجعل (ما) استفهامية، فيكون التقدير: وأي شيء يتبع من يدعو غير الله من الشركاء؟ ما يتبعون إلا الظن وإنهم إلا يخرصون.
ما تقدير الكلام وترتيبه في قوله تعالى: (قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا) [يونس: 77]؟
مفعول (أتقولون) محذوف لدلالة الكلام عليه وهو (إنّ هذا لسحر مبين) فالتقدير: أتقولون هذا القول للحق لمَّا جاءكم.
وجملة: (أسحر هذا) مستأنفة للتوبيخ والإنكار، أنكر موسى عليهم وصفهم الآيات الحق بأنها سحر.
قال تعالى: (قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله) [يونس: 81] ما إعراب هذه الآية؟ وكيف يكون معناها؟ (ما) في قوله: (ما جئتم به) اسم موصول مبتدأ، و (السحرُ) عطفَ بيان لاسم الموصول. و (إن الله سيبطله) خبر (ما) الموصولة.
قال تعالى: (ربنا إنك آتيت فرعون ملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك) [يونس: 88] ما نوع اللام في قوله: (ليضلوا)؟
تردد المفسرون في محل اللام. والذي سلكه أهل التدقيق منهم أن اللام لام العاقبة. ونُقل ذلك عن نحاة البصرة: الخليل وسيبويه، والأخفش، وأصحابهما، على نحو اللام في قوله تعالى: (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً).
قال تعالى: (فلولا كانت قرية فنفعها إيمانها إلا قوم يونس ... ) [يونس: 98] ما معنى الآية؟ وما نوع الاستثناء هنا؟
(لولا) هنا مستعملة للتغيلط والتنديم والتوبيخ على فوات هذا الأمر وهو الإيمان. كقوله تعالى: (لولا جاؤا عليه بأربعة شهداء) وقوله: (فلولا إذ جاءهم باسنا تضرعوا) ونظير هذه الآية استعمالا ومعنى قوله تعالى: (فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم).
والمستخلص من الروايات الواردة في قوم يونس أنهم بادروا إلى الإيمان بعد أن فارقهم يونس، توقعاً لنزول العذاب، وقبل أن ينزل بهم العذاب، وذلك دليل على أن معاملة الله إياهم ليست مخالفة لما عامل به غيرهم من أهل القرى، وأن ليست لقوم يونس خصوصية، وبذلك لا يكون استثنائهم استثناءاً منقطعاً، فهذا هو وجه تفسير الآية.
وجمهور المفسرين جعلوا جملة: (فلولا كانت قرية آمنت) في قوة المنفية، وجعلوا الاستثناء منقطعاً منصوباً ولا داعي إلى ذلك.
قال تعالى: (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا) [يونس: 89] ما سبب التأكيد بلفظي (كل) و (جميع)؟
التأكيد بـ (كلهم) للتنصيص على العموم المستفاد من (مَن) الموصولة فإنها للعموم، والتأكيد بـ (جميعاً) لزيادة رفع احتمال العموم العرفي دون الحقيقي.
هكذا وجهها ابن عاشور، وهو أوضح من بيَّن الفرق من المفسرين الذين اطلعت على أقوالهم ولم أستقصِ.
ولكن لم يتبين لي تماما مقصوده من العبارة الأخيرة: (زيادة رفع احتمال العموم العرفي دون الحقيقي)
فمن يوضحها؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 Sep 2009, 07:24 م]ـ
الأخت سمر ..
أشكرك على كلماتك الطيبة، وعلى فوائدك الثمينة.
بالنسبة لقولك:
أضيف سؤالاً آخر كنت قد طرحته ليُسأل في التفسير المباشر لكن لم يتم الإجابة عنه وهو بخصوص الشاهدين الآخرين أسأل كيف يشهدان على ما لم يروه عندما وصى الميت أمام الشاهدان الأوليان وكيف يؤخذ شهادة من لم ير أو يحضر الوصية على من شهادة من رأى وحضر؟
¥