ولا شك أن جهوداً جديدة بدأت تبذل لإتمام -إن لم نقل إنشاء- علم أصول التفسير، وإذا كنا أشرنا إلى أصول الفقه، فإنه ليس الجانب الوحيد الذي جرت المحاولات الجديدة عبره لتطوير أصول التفسير، فهناك الآن ما يشبه الثورة البحثية في مناهج التفسير، وقد شهدنا مناهج عديدة في التفسير الموضوعي تستحق كل الاهتمام والتقدير، وكثير منها يعدّ خطوات حقيقية في أصول التفسير، غير أن مناهج التفسير ذاتها تنبني على قاعدة أكبر في أصول التفسير، نرى أنها المادة الأصولية في الأساس، وإن كانت ذاتها تحتاج إلى التطوير والتعديل، ولو أننا استطعنا أن نستثمر معها -وبشكل علمي- الدرسَ اللساني الحديث فسوف نتقدم خطوات كبيرة بكل تأكيد.
ملخص البحث
تأخر التفكير في تأسيس علم أصول الفقه، وذلك بالرغم من أن فهم القرآن الكريم هو كان أهم ما واجه المسلمين بعد وفاة النبي صلّى الله عليه وسلّم، الذي لم يخلف إرثاً تفسيرياً مباشراً للقرآن، وبالرغم من أن علم التفسير كان أول العلوم وجوداً إلا أنه كان آخر العلوم في التأسيس النظري والتقعيد له، و السؤال التاريخي كبير عن سبب تأخر التفكير في أصول التفسير حتى القرن الخامس، والمثير حقاً أن هذا العلم لم يلق عناية واهتماماً حقيقياً حتى وقت متأخر (حتى منتصف القرن العشرين تقريباً)!
إن تحديد علم أصول التفسير بوصفه قواعد كلية تدرس القرآن من موقع التلقي ليجعل منظور علم أصول الفقه أكثر المنظورات العلمية أهليةً ليكون أساساً له، ولقد جرت محاولات قليلة ـ بعضها غاية في الأهمية ـ لاستثمار علم أصول الفقه في تشكيل أصول التفسير، لكنها ما تزال في بدايتها، ويرى الباحث أن في ما يتيحه الدرس اللساني الحديث، فضلاً عن التطورات الأخيرة في مناهج التفسير الموضوعي ما يفسح المجال لحدوث نقلة نوعية في تقعيد التفسير، وتطوير أصوله.
المصدر ( http://www.eiiit.org/resources/eiiit.asp)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Aug 2009, 01:34 ص]ـ
"لا يكتسب البحث في أصول التفسير أهميته من منظور علمي وحسب، حيث إنهّ لا يزال علماً غير مكتمل أو غير واضح المعالم، بل يكتسب أهميته فوق ذلك من التفكير في مشروع النهضة والإصلاح الإسلامي، وكون موضوعه (فهم القرآن الكريم) المصدر الأول لكل تفكير في هذا المشروع، والعودة إلى هذا المصدر هو حاجة معرفية وتاريخية لتجاوز ثقل الثقافة التاريخية وفهومها التي تفصل بيننا وبين النص الكريم؛ "
بما أن الدكتور عبد الرحمن نقل هذا البحث للفائدة والمدارسة فليتسع صدره لملاحظتي التالية:
وهي لماذا نجد مثل هذه العبارة أعلاه باللون الأحمر في جميع كتابة الأستاذ عبد الرحمن؟؟
هل كانت الأمة على مدار القرون الماضية مفصولة عن النص القرآني بسبب ثقل الثقافة التاريخية وفهومها؟
أمل أن أجد جوابا لا حذفا للموضوع.
تقبل الله صيام الجميع
وصل الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 Aug 2010, 06:22 ص]ـ
يا أبا سعد الحبيب:
أما جاءك قول الإمام الغزالي: " فمن طلب المعاني من الألفاظ ضاع و هلك , و كان كمن يطلب الغرب و هو يستدبره! "
لعل المقصود من كلام د. الحاج - انسجاماً مع باقي كلامه - أن لا تفصلنا عن الكتاب أفراد معانٍ صحيحة عن أفراد معانٍ أخرى صحيحة يتسع لجميعها المعنى الكلي!؟ .. لعل؟
و ههنا زفرة لا بد من صدورها:
إن الاهتمام بالاجتهاد الفقهي و صرف الجهود العظيمة إليه من أجل إيجاد حلول للنوازل الجديدة - و ما يرافقها من تحلل مذهبي حتى من العتيق المستقر! و ما يكوّنه ذلك من قنطرة للادينية .. كما هو مشاهد محسوس - مع الغفلة عن حال الإيمان الذي يولّد ضعفه مشاكل تتكاثر فتتطلّب حلولاً .. فضلاً عن التزام المسلمين بالحق منها بدل البحث الدؤوب عن الرخص فيها .. !
إن ذلك كله في الميدان الفقهي الخاص يذكّرنا به أمثال هذه الأبحاث على أهميتها في ميدان التفسير!
إننا اليوم بأمس الحاجة إلى من يلقّننا بصائر القرآن الواضحات!
لا من يفسّرها لنا و يضع أصول دقائق تفسير ما قد نحتاج إليه من جديد التفسير على أهميته!
هاتوا لنا من إذا صحبناه تعلمنا من حاله و تلقينه كيف نصبح لله في عشرة أيام!؟! نزدد لكم حباً.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 Aug 2010, 03:10 م]ـ
أبا سعد:
معنى الفصل هو زيادة الحواجز بزيادة عدد القرون التي تفصل بين المتلقي وبين الوحي، وهذا لا يُنكره فقيه، وإلا لما فُضل الصحابة على من بعدهم، ولما فضلت القرون الأولى على من بعدهم، ولما فضل الأئمة الأربعة وعصرهم على من بعدهم ..
وهذا القدر متفق عليه بين عقلاء الأمم، أنه كلما طال الزمن كَثَرَت الحواجز بين الأول والآخر ..
وفي ديننا كان من مأثور الكلام: ((العلم نقطة كثرها الجاهلون))، و: ((لو سكت من لا يعلم قل الخلاف)) ..
وبطول الزمن يزداد الجهل ويزداد الذين لا يعلمون، وتكثر الألسنة المولدة التي تغلب الناس على اللسان الأول وتنسيهم إياه، ويزيد الباطل وتكثر البدع فلا يقل الحق ولكن يكثر الباطل، ولا يقل النور ولكن تحتوشه الظلمة ..
وإنما وظيفة العلم وطلبه هي قطع تلك الحجب التي تزداد ويطول بها الطريق إلى الهدي الأول واللسان الأول ..
¥