تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[01 Sep 2009, 12:30 ص]ـ

الآيات المختلف فيها بالسور المكية:

في سورة الأنعام:

ذهب السيوطي إلى أن سورة الأنعام نزلت بمكة جملة واحدة، وهي مكية إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة وهي قوله تعالى: (قُُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شيئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ، وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا) وقد عُزي هذا القول لابن عباس، وهذا فيه نظر للآتي:

- ارتكز السيوطي على قول أبي جعفر النحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ، وقد أورد النحاس ذلك وهو يناقش وجود الناسخ في سورة الأنعام ثم قال: (وإذا كانت السورة مكية فلا تكاد تكون فيها آية ناسخة)

- لم يرد عن ابن عباس في كتب الحديث أنه قال إن هذه الآيات الثلاث مدنية: وإنما قال إن قوله تعالى (مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ) هي التي في الأنعام (قُُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ..... ) إلى آخر الثلاث الآيات

- روى البيهقي في شعب الإيمان والطبراني في المعجم الكبير والصغير أن الأنعام نزلت جملة بمكة، وإذا كان ذلك كذلك لم يصح أن تتجزأ السورة فينزل بعضها في المدينة

- الآيات المشار إليها نفسها في سورة الأنعام فيها نهي واضح عن ما كان يحدث بمكة من الكبائر نحو الشرك وقتل الأولاد أو وأد البنات وقتل النفس، ومن المناسب جدا أن تكون مكية كسائر سورتها.

سورة الأعراف:

نقل السيوطي وغيره عن قتادة أن الأعراف مكية إلا قوله تعالى: (واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ)، وهذا فيه نظر للآتي:

- قال الألوسي وأخرج غير واحد عن ابن عباس وابن الزبير أنها مكية ولم يستثنيا شيئا

- الذين قالوا إن تلك الآيات مدنية غرّهم أن الله يأمر فيها رسوله صلى الله عليه وسلم أن يسأل اليهود عن هذه الواقعة المعلومة لهم في تاريخ أسلافهم، لكن مثل ذلك قد ورد أيضا في آيات مكية كثيرة مما ينفي مدنية هذه الآيات؛ وقد ورد ذلك في سورة يونس المكية في قوله تعالى: (فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ) ولم يقل أحد بمدنيته، وفي النحل المكية في قوله: (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) ولم يقل أحد بمدنيته، وفي الزخرف المكية قوله (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ) ولم يقل بمدنيته أحد

في سورة هود:-

في سورة هود المكية قوله: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) الذي ذهب بعض العلماء إلى إنه مدني النزول، واستدلوا بما روى الترمذي وابن ماجة والبخاري من أن رجلاً بالمدينة أصاب قُبلة من امرأة وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن كفارتها؛ فأنزل الله هذه الآية، لكن عند مراجعة هذه الأدلة يبدو أن في هذا الرأي نظر؛ وذلك للآتي:

- الإشكال داخل استدلال أولئك العلماء يكمن في لفظ (فأنزل الله) ولكن جاء في صحيح مسلم بعد أن ذكر القصة: (فَلَمْ يَرُدَّ النَّبِيُّ شَيْئًا؛ فَقَامَ الرَّجُلُ فَانْطَلَقَ؛ فَأَتْبَعَهُ النَّبِيُّ رَجُلًا دَعَاهُ، وَتَلَا عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ "أَقِمْ الصَّلَاةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) وفي الترمذي مثل ذلك، وفي مسند أحمد (فَقَالَ رُدُّوهُ عَلَيَّ فَرَدُّوهُ عَلَيْهِ فَقَرَأَ عَلَيْهِ: "وَأَقِمْ الصَّلَاةَ" .... )

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير