، وفي هذا الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم استحى عندما بلغت الصلوات خمسا، وكأنه استحى أن ينقص مما فرض عليه سابقا كما روى البخاري ومسلم والبيهقي وابن ماجة وأحمد وابن حبان (هي خمسٌ وهي خمسون لا يبدل القول لدي) كأنما قال: لا أنسخ ما افترضته أولا ومعنى الحديث خمس بثواب خمسين، وقد ورد في حديث المعراج أيضا أنه صلى بالأنبياء وذلك قبل فرض الصلاة في هذا المعراج فبأي صفة أوكيفية صلى؟! إذا لم يكن يعرف الصلاة.
سورة الأنبياء:
ذهب السيوطي إلى أن سورة الأنبياء قد استثني منها: (أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُون) ويقصد السيوطي -كما ذهب كثير من المفسرين - أن المراد بالأرض أرض قريش؛ وذلك لما غلبهم المسلمون ونقصوا من أرضهم التي كانت في تصرفهم، والأطراف هي مكة والمدينة فإنهما طرفا بلاد العرب، وهذا لم يحدث قبل الهجرة إطلاقا، ولكن ذلك فيه نظر للآتي:
- هذه الآية جاءت للإنذار بأنهم صائرون إلى زوال وأنهم مغلوبون زائلون والرؤية هنا كالرؤية في قوله: (أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ) وقوله: (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ) أي فلينظروا إلى غيرهم من الأمم فيتعظوا.
- سياق آية الأنبياء هذه يدل على أن نقص الأرض هي خراب القرى وموت أهلها، وقوله تعالى -في هذا السياق - (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون) مع قوله: (بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ) أي مهما طال عليهم العمر فهم زائلون؛ فقد نقصنا أطراف الأرض بموت أهلها وفنائهم، شيئا فشيئا، حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فلو رأوا هذه الحالة لم يغتروا ويستمروا على ما هم عليه وهذا قول ابن عباس رضي الله عنهما
- هذه الآية المكية كقوله تعالى - في سورة الرعد المكية - (أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا)
سورة المؤمنين:
ذهب السيوطي إلى أن سورة المؤمنون استثني منها: (حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ) إلى قوله (حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) والسبب الذي جعل به السيوطي هذه الآية مدنية ما ذكره في "لباب النقول في أسباب النزول" من أنها نزلت يوم بدر وهذا فيه نظر وذلك للآتي:
- رد السيوطي على نفسه وضعف هذا القول فقال روى الطبراني في الأوسط بسند ضعيف
- سبب نزول الآية هو ما قال ابن عباس والضحاك من أنه يعني به الجوع الذي أصاب أهل مكة حين قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم أشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف) فابتلاهم الله بالقحط والجوع حتى أكلوا العظام والميتة والكلاب والجيف، وهلك الأموال والأولاد وهذا الجوع قد حلّ بقريش بُعيد الهجرة
- رواية الطبراني التي استند عليها السيوطي – على ضعفها – ليس فيها ما يدل أن الآية مدنية؛ إذ جعلت الرواية المذكور في الآية من الأمور المستقبلية؛ فهذا العذاب رغم ذكره بمكة إلا أنه وقع في بدر، وقد وردت في هذه الرواية آيات مكية مستقبلية أخرى كقوله (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) وقوله (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا)
سورة الفرقان:
ذهب السيوطي إلى أن سورة الفرقان استثني منها (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا) إلى قوله تعالى (وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) أي أن هذه الآيات مدنية رغم أن سورتها مكية، ويقصد السيوطي بمدنية هذه الآية ما رواه البيهقي في الدلائل من أن وحشي قاتل حمزة: سأل هل لي من توبة وقد أشركت وقتلت وزنيت؟ فلم يجبه النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله فيه هذه الآية وقد ضعف السيوطي نفسه هذه الرواية ووصف سندها بأنه (سند
¥