تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لين) وزعم مقاتل أنها نزلت بعد سنتين من سؤال وحشي، وهذه القصة ليست كما رواها البيهقي أو كما زعم مقاتل بل إنها نزلت بمكة، وتعلقها بقصة وحشي إنما هو مجرد ذكر لها بالمدينة فحسب؛ إذ روى الطبراني هذا الحديث أيضا وبسند ضعيف أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى وحشي قاتل حمزة يدعوه إلى الإسلام فأرسل إليه: يا محمد كيف تدعوني إلى دينك وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أو زنا يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا وأنا قد صنعت ذلك؟) وتلك الروايات الضعيفة يرد بعضها بعضا، إلا أن الروايات الصحيحة تؤكد أن الآية مكية كسورتها؛ فقد روى البخاري أنها نزلت في أهل الشرك وروي البخاري أيضا أن أناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا وزنوا وأكثروا فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا إن الذين تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة فنزل (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ........ )

سورة الشعراء:

ذهب السيوطي إلى أن سورة الشعراء استثنى ابن عباس منها: (وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ) إلى آخر السورة ويقصد السيوطي ما في الآية من استثناء لبعض الشعراء وهم شعراء رسول الله صلى الله عليه وسلم حسّان بن ثابت وابن رَواحة وكعب بن مالك ولكن ذلك لا يدل على مدنية الآية للآتي:

- كان شعراء المدينة قد أسلموا قبل الهجرة، وكان في مكة شعراء مسلمون من الذين هاجروا إلى الحبشة أيضا كما ذكر ابن عاشور

-أما ما روى الحاكم من أن عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكيان حين نزلت (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمَ الْغَاوُونَ) فنزلت (إلاَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)؛ فالحق أن هولاء قد شكوا ذم القرآن للشعراء وهم منهم؛ فأرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الدليل السياقي في الآيات ليثبت لهم إخراجهم من دائرة الذم، وليس بالضرورة أن تكون الآيات قد نزلت آنذاك بالمدينة؛ وتؤيد رواية ابن أبي شيبة لهذا الحديث ما ذهبنا إليه: (عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْبَرَّادِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمَ الْغَاوُونَ) جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ وَكَعْبُ بْنُ مَالِكٍ وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ إلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ يَبْكُونَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّا شُعَرَاءُ، فَقَالَ: اقَرَؤُوا مَا بَعْدَهَا: (إلاَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) أَنْتُمْ (وَانْتَصَرُوا) أَنْتُمْ)

سورة لقمان:

ذهب السيوطي إلى أن سورة لقمان استثنى منها ابن عباس: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) ويقصد السيوطي أن هذه الآية كقوله تعالى لليهود (وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً)؛ إذ قد وردت الآيتان في الرد على اليهود،وروي أن سبب الآية أن اليهود قالوا: قد أوتينا التوراة وفيها العلم كله فنزلت الآية؛ لتدل أن ما عندهم قليل من كثير، والمشهور أن الآية مكية كما أن آية الإسراء السابقة أيضا مكية كسورتها، وروي أن سبب نزول آية لقمان هذه أن قريشاً قالوا إن القرآن سينفد فنزلت الآية الأمر الذي يدل على مكيتها.

في سورة الزمر:-

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير