في أن تنزل آياتٌ في مكة، فتبقى هذه الآيات من غير سورة ولا اسم، ثم يهاجر النبيّ صلى الله عليه وسلم وهي كذلك، حتى تنزل السورة في المدينة؛ فتُضم الآيات إليها!!
هل يعتبر مثل هذا معهوداً في تاريخ القرآن؟
وهل يدلّ على وجود مثل هذه الصورة روايات تنهض للاحتجاج - باستثناء ما ورد في أصل الصورة المستَشكلة -؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[05 Sep 2009, 04:43 ص]ـ
أخي الكريم الدكتور جمال:
شكر الله هذا النقاش العلمي والتتبع الجاد , وجوابي هو:
الموضع الأول: وهو حديث أبي سعيدٍ الخدريِّ ? قال:" كانت بنو سلمةَ في ناحيةِ المدينةِ فأرادوا النُّقْلَةَ إلى قُرْبِ المسجدِ، فنَزَلَتْ هذهِ الآيةُ {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} (يّس: من الآية12) فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: [إنَّ آثَاركُم تُكْتَبُ] فَلَمْ ينتقلوا " رواه الترمذي في سننه كتاب: تفسير القرآن / باب: ومِن سورةِ يس (5/ 363) برقم (3226) وقالَ:" هذا حديثٌ حَسَنٌ غريب مِن حديث الثوري ". ورواه ابن جريرٍ في تفسيره (22/ 154)، والحاكم في المستدرك في كتاب: التفسير / باب: تفسير سورة يس (2/ 465).
والحديثُ صحَّحهُ الألبانيُّ في صحيح سنن الترمذي برقم (2578)، وذكر ابنُ جريرٍ لَهُ شاهدًا مِن حديثِ ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما في المَوْضِعِ المتقدّم.
ولذا فمن صحح الحديث اعتبره كذلك.
أما الموضع الثاني:فهو عندالمعجم الكبير للطبراني (11/ 197) برقم (11480). قال الهيثميُّ:" رواه الطبرانيُّ في الأوسطِ، وفيه أَبْيَنُ بن سفين ضعّفهُ الذهبيُّ " (مجمع الزوائد 7/ 101)، قُلْتُ: لم أجده في الأوسط؛ وإنّما وجدته في الكبير كما تقدّم وفي سنده أَبْيَنُ بن سفين.
وله شاهدٌ مِن حديث ابن عمر رضي الله عنهما رواهُ ابنُ جريرٍ في تفسيره (24/ 15) قال الهيثميُّ:" فيه ابن إسحاق وهو ثقةٌ لكنّه مُدلِّسٌ " (مجمع الزوائد 7/ 101).
ومِمَّنْ صرَّحَ باستثناءها أيضًا عطاءُ بن يسار رحمه الله، رواه ابنُ جريرٍ في تفسيره (24/ 14).
فكُلُّ هذهِ الأمور مِمَّا يُرجِّحُ نُزولَهَا في المدينةِ وصِحّةَ الاستثناء والله اعلم.
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[07 Sep 2009, 12:26 ص]ـ
أخي حجازي الهوى
المطلوب منه الإتيان بالشاهد هو خزيمة بن ثابت، لأن الشاهد على القرآن يلزمه الإتيان بشاهد يشهد معه كما دل على ذلك حديث عمر بن الخطاب حيث قال للحارث بن خزمة (هل معك أحد يشهد على هذا) كما روى الإمام أحمد
ومن الممكن أيضا - حسب كلامك - أن يبحث زيد بن ثابت نفسه عن شاهد ليعضد شهادة أخرى
وما أردته من كلامي السابق قد بينته لك سابقا، وقد ظننت أنني لم أذكر خزيمة بن ثابت أولا وعندما رجعت إلى كلامي وجدت أنني قد ذكرته
وجزاك الله خيرا على تنبيهك
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[07 Sep 2009, 12:39 ص]ـ
أخي الفاضل رأفت المصري
في قولك
: (لكن الاستشكال الحقيقيّ: في أن تنزل آياتٌ في مكة، فتبقى هذه الآيات من غير سورة ولا اسم، ثم يهاجر النبيّ صلى الله عليه وسلم وهي كذلك، حتى تنزل السورة في المدينة؛ فتُضم الآيات إليها!! هل يعتبر مثل هذا معهوداً في تاريخ القرآن؟ وهل يدلّ على وجود مثل هذه الصورة روايات تنهض للاحتجاج - باستثناء ما ورد في أصل الصورة المستَشكلة -؟)
أقول:
- هذا ما دفعنا إلى البحث في هذا الموضوع وجزاك الله خيرا على هذه الملاحظة القيمة
- ما ذكرته أنا هنا في هذا البحث أظن أنه معظم الروايات إلا أن هنالك روايات أغفلتها عمدا في وجود المدني داخل المكي وعكسه، وسبب هذا الإغفال أن بعض العلماء الذي استدلوا بتلك الروايات قد حولوا السورة بكاملها من كونها مكية إلى كونها مدنية أو العكس بذلك الاستدلال فوقع الاختلاف في بعض تلك السور هل هي مدنية أم مكية، وقد أغفلت ذلك لأعالجه في موضوع آخر وهو "السور المختلف فيها "
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[07 Sep 2009, 12:47 ص]ـ
أخي الحبيب الدكتور أحمد البريدي
جزاك الله على تعليقاتك العلمية المفيدة
¥