ـ[نعيمان]ــــــــ[18 May 2010, 12:33 م]ـ
نقد في محلّه؛ فكراً ووقتاً.
وهذه المقالة من أفضل ما قرأت هذا الشّهر.
والنّقل فرع العقل؛ فرضي الله عن النّاقل، وعن المنقول عنه، وعن المنقود.
قمّة في الأدب والخلق في محاورة أهل العلم والفضل والأدب.
والحمد لله إذ أراحنا من الجابريّ، ونسأله تعالى أن يريحنا من أمثاله: شحرور وأركون؛ وبقيّة الشّلل العلمانيّة والحداثيّة البغيضة؛ إن لم يكتب في سابق علمه هدايتهم وتبديلهم لأفكارهم السّامّة.
وقيّض سبحانه تعالى لهذه الأمّة المسلمة المباركة من ينتشلها من وهدة التّخلّف إلى سدّة التّحضّر.
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[20 Jun 2010, 05:18 م]ـ
لتكتمل الصورة هذا ما قاله الشيخ سلمان العودة بخصوص الجابري في برنامج "الحياة كلمة":
=========================
الجابري .. وطريق النهضة
وتعقيبًا على مداخلة، تقول: لقد توفي قبل ثلاثة أيام محمد عبده الجابري، وهو كما يرى المراقبون: أمسك بمبضع الجراح لتشريح بنية العقل العربي عبر مؤلفاته، وكان هذا تخصصه، ولكن بينه وبين التيارات المحافظة والدينية تحفظ، قال الشيخ سلمان:
وفي تعليقه على وفاة الجابري خلال حلقة أمس من برنامج "الحياة كلمة" أوضح العودة أن "الجابري بدأ ماركسيًّا، ولكن كالمعتاد الماركسيون غالبًا يتحولون إلى قوميين، ووجدوا أن الرافد الإسلامي في نهاية المطاف هو الأساس الذي يمكن أن يستندوا إليه في مواجهة طوفان العولمة".
وأضاف د. سلمان العودة: " لقد قرأت لمحمد عابد الجابري -رحمه الله- الكثير من كتبه وسيرته الذاتية (نقوش على الذاكرة)، والحق يقال إن هذا الرجل لم يكن عنده خصومةٌ مع أمته وكان يبحث عن طريق للنهضة وعن سر التخلف".
وتابع فضيلته: "أنا أقول دائمًا للناس الذين يتكلمون عن الأشخاص: عليكم أن تدركوا أن الأشخاص ليسوا حجارة أو حديداً، وإنما هم أناس يتمرحلون أي يمرُّون عبر مراحل، ولذلك أن يكون عند الإنسان روح الاعتدال وعدم الإطاحة، هذا معنى مهم ويجب أن نتفهمه".
وأشار الشيخ العودة إلى أنه قرأ قبل فترة كتاب الجابري (المدخل للقرآن الكريم) والذي يعد من آخر كتاباته وقال: "وجدت أن هذا الكتاب مقلق، في بعض مواضع به، على الأقل أنه لم يوصل الرسالة بشكل جيد، و كنت في ماليزيا وأعطاني أحد دكتور سوري نقدًا لكتاب جديد للجابري اسمه (فهم القرآن الحكيم) وسألته عن الكتاب قال: هذا يعتبر أحسن من غيره".
وأردف: "فاشتريت هذا الكتاب وبدأت أقرأه ومنذ بدأت أقرؤه والقلم معي كنت أكتب ملاحظاتٍ وأرسلُها للدكتور محمد عابد الجابري بعدما أنتهي منها ليطَّلعَ عليها، ملاحظات موضوعية هادئة لا تتعلق بقضية المختلف فيه بقدر ما تتعلق بنقاط ربما خانه فيها عدم التخصص".
وأوضح الشيخ سلمان أنه من خلال هذا الكتاب (فهم القرآن الحكيم) والذي يقع في ثلاث مجلدات، اقترب الجابري كثيرًا من الجو الإسلامي فمثلًا أصبح ينقل عن الطبري، والشنقيطي، كما أن روح سيد قطب وأسلوبه ليسا بعيدين عن الكتاب، حيث يعتمد على الدلالات اللغوية و الشرعية، أشبه ما يكون بكتاب تفسير.
ولفت الدكتور العودة إلى أن القارئ للكتاب يحس بأن الجابري يتكلم عن قضية الإلوهية وقضية النبوة بإيمان، إذًا هو رجل كان مخلصًا لأمته، حريصًا على معرفة مواضع العلل وعلى الرقي بها، وكان في تصاعد في مستمرّ، ربما هذا الكتاب (فهم القرآن الحكيم) طبعًا نختلف معه في أشياء كثيرة ومفاهيم لكن واضح جدًّا أنه توجه لمعالجة قضية الفكر الإسلامي بروح إسلامية وبأدوات إسلامية وأتى البيوت من أبوابها كما يقال، فقرأ معظم كتب التفسير وبدأ يناقش هذه الكتب.
وتابع: "وإن كان حتى الكتاب نفسه جعل ترتيب السور على حسب ترتيب النزول مع أنه فيه خلاف قوي جدًّا في مراحل ترتيب النزول، وكذلك كتب الآيات بطريقة عادية لأنه يريد أن يستطيع الجيل الجديد قراءتها .. إلا أن كل هذه الأشياء يمكن أن نتناقش فيها، ونختلف معه فيها، لكن من الواضح أن الروح التي كتبت فيها الكتاب هي روح نستطيع أن نقول عنها باطمئنان أنها روح إسلامية".
¥