وأكد العودة أنه من الخطأ النظر إلى أي مفكر عربي أو إسلامي في مرحلة واحدة والتوقف عندها، واعتبار ما بعدها هو ذر للرماد في العيون، أو ما أشبه ذلك، مشيرًا إلى أن المفكر كائن حي يتطور وينمو ويكبر وينتقل؛ ولذلك أي إنسان من الطبيعي أن يمرَّ بمراحل وكل واحد في الوجود من البشر العاديين يمر بمراحل، ولذلك من الخطأ أنك تقف عند مرحلة معينة وتدينه بها.
مؤكداً أن هذا التصور يعد قصوراً في الفهم وحكما على النفس وليس على الآخر بالإدانة، لأن الآخر قد انتقل من هذه المرحلة وتعدَّاها وتجاوزَها.
ولفت د. العودة في ختام حديثه عن الدكتور الجابري إلى أن بعض الناس ينتظرون من الكاتب أو المفكر أو من أي شخص أنه لا بدَّ أن يكتب "أنه كان فصار"، مشيراً إلى أن القضية ليست على هذا النحو وإنما القضية هي أن هو يقول للناس خذوني وادرسوني من بدايتي إلى نهايتي.
المصدر ( http://islamtoday.net/salman/artshow-78-132428.htm).
=================
ووجدت للشيخ سلمان العودة هذه أيضاً:
بين أركون ومحمد عابد الجابري!
وتعقيباً على رسالة، تقول: ما تعليقكم على ما يكتبه الدكتور محمد عابد الجابري في كتابه (المدخل لفهم القرآن) وما سواه، قال الشيخ سلمان: لقد قرأت سابقاً كتابه فيما يتعلق بجمع القرآن، ولا شك أن النتائج التي توصّل إليها غير صحيحة وغير مرضية لمن يقرأ جيداً في تاريخ القرآن وضبطه وإتقانه، وهذه النتائج بحاجة إلى تصحيح.
وأعرب الشيخ عن اعتقاده بإمكانية قبول الجابري للتصحيح؛ لأنه لا يوجد في أسلوبه تلك الروح العدائية أو ذلك التهجّم البعيد عن الموضوعية الذي تجده عند المستشرقين أو عند أمثال محمد أركون.
وأضاف فضيلته: ومع ذلك فإن هناك عدداً من الالتباسات التي حدثت له لعجزه عن استيعاب وجود القرآن مكتوباً كاملاً ووجود القرآن منطوقاً عند جماهير الصحابة وإجماعهم في الجملة عليه، مشيراً إلى أن أيّ روايات ضعيفة تأتي هنا أو هناك لا يُلتفت إليها لأن هذه قد تكون من المنسوخ، وقد تكون مما يلتبس على الناس فيما بين القرآن وغيره.
العصمة لإجماع الصحابة
وأوضح الشيخ سلمان: أن الصحابيّ الواحد قد يُخطئ، فالصحابي ليس معصوماً؛ ولهذا عثمان -رضي الله عنه- أحرق المصاحف لأن الصحابيّ قد يُثبت ما كان منسوخاً وقد ينفي شيئاً كما نُقل عن ابن مسعود -رضي الله عنه- لكن العصمة لإجماع الصحابة -رضي الله عنهم- هذا الإجماع الذي تمثّل في المصحف الإمام في عهد أبي بكر ثم تمثّل في عهد عثمان -رضي الله عنه- بالمصاحف التي وُزعت على الأمصار.
المصدر ( http://islamtoday.net/salman/artshow-78-118503.htm).
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[20 Jun 2010, 05:27 م]ـ
لم أقرأ للجابري في السابق إلا ولكن ما المشكلة إن أخذنا الحسن من كل شخص وتركنا السيء والقبيح؟
وجدت هذا الكلام للجابري - رحمه الله وغفر له -:
====================
يقول الشيخ القرضاوي في كتابه "الدين والسياسة":
"ولكني أكتفي هنا ببعض النقول من مفكرَين مدنيَّين ليسا محسوبين على علماء الدِّين، حتى يتهموا بالتعصب والانغلاق، ومعاداة الغرب ... إلخ.
الجابري يقول: العلمانية في العالم العربي مسألة مزيفة:
يسرني أولا أن أنقل هنا: ما كتبه المفكر المغربي د. محمد عابد الجابري عن (العلمانية) أو (اللائكية) التي يطرحها بعضهم كمرتكز للتغيير والإصلاح في وطننا العربي، ويرى الجابري: أن العلمانية طرحت في بعض المراحل لأسباب لم تعد قائمة اليوم. فقد طالب بها نصارى الشام حين أرادوا الاستقلال عن الدولة العثمانية. فعبروا بذلك عن إرادتهم الاستقلال عن الترك.
وحين تبنى الفكر القومي العربي شعار العلمانية: كانت دلالته ملتبسة بمضمون شعار الاستقلال والوحدة. ذلك باختصار هو الإطار الأصلي الذي طرح فيه شعار العلمانية في بلاد الشام (سورية الكبرى).
ولا بد من ملاحظة أن هذا الشعار لم يرفع قط في بلدان المغرب العربي، ولا في بلدان الجزيرة، ولربما لم يرفع بمثل هذه الحدة في مصر نفسها حيث توجد أقلية قبطية مهمة ... وعندما استقلت الأقطار العربية، وبدأ التنظير لفكرة العروبة و (القومية العربية)، طرح شعار (العلمانية) من جديد، وخصوصًا في الأقطار العربية التي توجد فيها أقليات دينية (مسيحية بصفة خاصة).
¥