من أوجه ترجيح الأقوال أن تتعارض الأقوال فقال:" ومن ذلك كون الراوي لأحدهما قد روى عنه خلافه فيتعارض روايتاه ويبقى الآخر سليماً عن المعارضة: كحديث أم سلمة: " لا يحرم من الرضاع غلاما فتق الأمعاء في الثدي وكان قبل الفطام" مع حديث عائشة في "الصحيحين": "أنها كانت ترى رضاع الكبير يؤثر في التحريم محتجة بحديث سالم مولى أبي حذيفة حيث أمر النبي (امرأة أبي حذيفة أن ترضعه وكان كبيراً وكان يدخل عليها بتلك الرضاعة" فتعارض الحديثان لكن ثبت عن عائشة في "الصحيحين" أن رسول الله (قال لها: "انظرن من إخوانكن فإنما الرضاعة من المجاعة" فتعارض روايتا عائشة وبقى حديث أم سلمة سليماً من المعارضة فرجح، وهذا هو مذهب الجمهور وهم الأئمة الأربعة والفقهاء السبعة والأكابر من الصحابة وسائر أزواج النبي (سوى عائشة رضي الله عنهن ورأوا حديث سالم المتقدم من الخصائص ومن ذلك تقديم الخاص على العام، والمطلق على المقيد، والمنطوق على المفهوم، وغير ذلك.
دليل أرباب الفلاح 41.
وختاما من هذه النقول نخلص إلى أن
القائلين بالجواز هم:
عائشة – رضي الله عنها -.
وروي عن عروة بن الزبير
الليث بن سعد
ابن حزم
داود الظاهري.
القائلين بالتفصيل هم:
شيخ الإسلام
ابن القيم
الشوكاني
الصنعاني
محمد صديق حسن خان
عبد الرحمن بن قاسم
الألباني
وبعض المعاصرين.
القائلين بالمنع مطلقا:
عمر بن الخطاب
علي بن أبي طالب
أبو هريرة
عبد الله بن عباس
عبد الله بن مسعود
عبد الله بن عمر
أبو موسى الأشعري
أمهات المؤمنين سوى عائشة
(ونُقل إتفاق الصحابة على ذلك كما تقدم)
أبو حنيفة
مالك بن أنس
الشافعي
أحمد بن حنبل
الترمذي
الأوزاعي
سفيان الثوري
ابن أبي ليلى
إسحاق بن راهويه
أبو ثور
أبو عبيد
الطبري
القرطبي
البيهقي
ابن المنذر
الخطابي
ابن العراقي
الكاساني
الزيلعي
ابن رشد
ابن كثير
ابن الصباغ
ابن هبيرة
البابرتي
العيني
ابن حجر
ابن بطال
شيخ الإسلام على قول
ابن عاشور
ابن إبراهيم
حافظ حكمي
ابن باز
ابن عثيمين
(وهو قول الجماهير من التابعين والمعمول به في الأمصار الإسلامية في عهد السلف بدون مخالف في العمل)
(" رحم الله الجميع ورضي عنهم وأسكنهم فسيح جنانه ")
ومما تقدم يظهر أن القول الراجح ما رجحه أعلام السنة ومشاعل الهداية في كل عصر ومصر , أن رضاع الكبير لا تثبت به محرمية مطلقاً وأن واقعة سالم – رضي الله عنه – واقعة عين خاصة به دون سواه.
والله تعالى أعلم وأحكم.
أخوكم / موسى الغنامي
.
ـ[محب القران]ــــــــ[27 May 2010, 06:59 م]ـ
كتب الله اجرك افدت واجدت
ـ[نعيمان]ــــــــ[27 May 2010, 08:56 م]ـ
وقال الطاهر بن عاشور – رحمه الله -:
" والأصحّ هو القول الأوّل (أي في العامين)؛ ولا اعتداد برضاع فيما فوق ذلك، وما روي أنّ النبي أمر سَهْلَة بنتَ سُهيل زوجةَ أبي حُذيفة أن ترضع سالماً مولى أبي حذيفة لمّا نزلت آية {وما جعل أدعياءكم أبناءكم} [الأحزاب: 4] إذ كان يدخل عليها كما يدخل الأبناء على أمّهاتهم، فتلك خصوصيّة لها، وكانت عائشة أمّ المؤمنين إذا أرادت أن يدخل عليها أحد الحجابَ أرضعتْه، تأوّلت ذلك من إذن النبي صلى الله عليه وسلم لِسَهْلة زوج أبي حذيفة، وهو رأي لم يوافقها عليه أمّهات المؤمنين، وأبَيْن أن يدخل أحد عليهنّ بذلك، وقال به الليث بن سعد، بإعمال رضاع الكبير. وقد رجع عنه أبو موسى الأشعري بعد أن أفتى به.
التحرير والتنوير3/ 451.
جزاكم الله خيراً وبارك بكم
ولكن هناك مسألة في هذه القضيّة الّتي أثارها من يريد أن يشغل المسلمين في قضايا مثيرة تشغلهم عن قضايا الأمّة؛ ألا وهي:
كيف تمّ الرّضاع بين سهلة رضي الله عنها وبين سالم مولى أبي حذيفة؟ (والخصوصيّة لا رادّ لها)
وكيف كان يتمّ الرّضاع بين أمّنا عائشة رضي الله تعالى عنها ومن أرادت أن يدخل عليها؟
أرضاع أمّ لابنها؟ وهذه مشكلة كبيرة جدّاً!
أم إدرار الحليب وإرساله في إناء ليشربه المقصود بالرّضاع؟
وهل تدرّ المرأة حليباً دون إنجاب؟
وكيف يكون الرّضاع من أمّنا عائشة -رضي الله تعالى عنها- لأحد ولا ولد عندها، وحبيبنا زوجها فدته النّفس والرّوح صلّى الله عليه وآله وسلم متوفّى؟
إذ الخلاف في المسألة بعد وفاة الحبيب صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[27 May 2010, 10:00 م]ـ
ولكن هناك مسألة في هذه القضيّة الّتي أثارها من يريد أن يشغل المسلمين في قضايا مثيرة تشغلهم عن قضايا الأمّة؛
أي قضايا أمة يا سيدنا؟؟؟ لقد أضحكتني والله!!! قضايا الأمة؟؟ أي أمة تقصد ونحن بخير؟؟؟ ولم يعد لدينا مشاكل إلا ما يخص طرائق الرضاعة ومص الحليب والتقام الأثداء؟؟؟.
هؤلاء علماء الرضاعة والحيض والنفاس. لا يعرفون شيئاً عن قضايا الأمة. الأمة بخير يا سيدي كما يقولون هم. ولا مانع من ترف فكري فقهي يبين لنا ما جهلنا. ما المانع في ذلك؟ أليس ذلك فقه يثير القارئين ويجلب مزيداً من الزبائن المستمعين؟.أنا أعرف أن الذي أثار هذا الفقه المليء بالترف عالم جليل له قدره ومكانته. ولكن ذلك لا يعني أن لا نلومه على ما فعل.يا حبذا لو أثار شيخنا قضية مذابح غزة وحرب غزة وإبادة أهل غزة بنفس الإهتمام وبذات الطريقة التي نجح فيها بتمرير وإشاعة فقه الرضاع وأوضاعه وأحواله. أم أن شيخنا لا يعرف شيئاً عن فقه الأولويات؟؟؟ لا أدري ما أقول يا شيخنا وأستاذنا نعيمان. والله لقد حيرتني بما يملي عليه ضميري للكتابة فلم أجد إلا ما كتبت وذلك أضعف الإيمان. تحياتي لكم. وبارك الله بكم
¥