تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(23) الأحكام في أصول الأحكام 5/ 91 – 92.

(24) وأقره على هذا العدد المحقق ابن القيم في " إعلام الموقعين "، وقد سرد فيه أسماء هؤلاء المحققين من الصحابة فليراجعها من شاء.

المصدر:موقع الإمام المحدث: محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى ( http://www.alalbany.net/misc016.php)

ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[20 Jun 2010, 07:34 م]ـ

نشكر الأخت الفاضلة على إيرادها لهذا المقال.

ونلاحظ منه أن الشيخ الألبانيرح1 يستخدم المنطق ليبين صحة ما يعتقد ويظن أنه الحق.

فهو يقول (والمنطق يقتضي) (ولو افترضنا) وعليه يكون فحص المنطق الذي يستخدمه من

واجبات طالب العلم ومتحري الحق.

والموضوع من الأهمية بمكان للمكانة التي يحتلها الشيخ في نفوس طلاب العلم الشرعي و

من يسعون إلى تطبيق السنة في حياتهم.

ومنذ زمن وأنا العبد لله أتحرى وقتا أن أتفحص فيه منطق الشيخ الألباني رح1 لأنه واجب

علينا تفحص المنطق الذي يجتذب إليه كثيرا من الإخوة لأنه يبدأ بتمجيد كليات الدين كالسنة والاتباع.

ولكون وقتي مع الأسف في غاية الضيق والحصر الآن فإني سأكتفي ببيان الثغرات العلمية المنطقية

التي كان الشيخ الألباني يرتكبها وقاد كثيرين من مقلديه إلى ارتكابها. وقد كان أكثر ما يعتمد على

الشافعي وعلى شيخ الإسلام لكنه خالفهما في مسائل جوهرية فكان بذلك ملكيا أكثر من الملك

وسنيا أكثر من أئمة أهل السنة وحنبليا أكثر من أحمد بن حنبل

وهذا أوان الشروع في المقصود على عجالة.

- مفهوم السنة لدى الشيخ

تبنى الشيخ تعريف علماء الحديث للسنة وهي ما روي عن النبيصل1 من قول أو فعل أو إقرار (تقرير)

وهذا مفهوم تجزيئي خلاف اللغة لا يصمد أمام النقد. (سأبينه إن نسأ الله تعالى في الأجل)

فعند العودة إلى معاجم اللغة تجدها تقول (والسنة السيرة). ونحن مأمورون أن نفهم الأحاديث باللغة

لا بتعاريف وضعها بشر هم علماء الحديث. فالرسول صل1كان يخاطبنا باللغة لا بمصطلحات علماء الحديث.

ويتأسس على هذا الخطأ في مفهوم السنة أن السنة ككل قد فقدت التركيز عليها وتم التركيز على ما عده

علماء الحديث سنة.

- مفهوم قرن.

كان الشيخ يخطئ في معنى قرن فيظن أنه 100 سنة وهذا من باب فهم الشيء بمفهوم متأخر.

وقد قاده الخطأ في فهم معنى القرن أن ظن أن القرون الثلاثة المفضلة هي الى 300 هـ ليدخل معها علماء الحديث في القرن الثالث. على حين أن القرن في لغة الرسول صل1 هو الطبقة من الناس فقوله خيركم

قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كان يعني بها أن الزبير قرن وعروة بن الزبير قرن وهشام ابن عروة قرن

وهكذا في سائر أصحابه. وبهذا فهم أحمد بن حنبل معنى القرن فقال وأفضل الناس بعد الأنبياء أصحاب رسول الله صل1القرن الذين بعث فيهم.

- مفهوم صحابي

كانت بضاعة الشيخ من العلوم العقلية التحليلية مزجاة فرغم استخدامه للمنطق وإحالته عليه فإنه كان يستخدم منطقا بدائيا غير متبلور لأنه لم يتعلمه في مظانه ولم يقرأ تاريخ تطوره ولا علم الرياضيات الحديثة والهياكل المتقطعة ومناهج التحليل اللساني والعلوم الرياضية عموماً.

وفيه تصحّ مقوله الفيلسوف إن الذين يعادون الفلسفة يكشفون عند نهاية التحليل عن انتمائهم إلى أضيق المذاهب الفلسفية على الإطلاق.

وسوف يمرّ بنا فيما بعد أن المنطق الذي يستخدمه الشيخ لا يصل بالأمة إلى منهج علماء الحديث لأن منهجهم كان ينطبق على عصر انتقال الشفاهي الى الكتابي ولا يمكن تطبيقه بحال على العصر الكتابي، وأن تلاميذه وهو نفسه لا يقترب من علماء الحديث الأوائل ولا نقاد الجرح والتعديل بحال لاختلاف العصرين

منطقيا ومنهجيا. وعسى أن ينسأ الله تعالى في الأجل فأبيّن ذلك بما لا يصمد أمامه نقد ناقد ولا حسد حاسد.

فحين عرفوا الحديث الصحيح بأنه ما رواه العدل الضابط عن مثله كانت العدالة ضرورية للعصر الشفاهي المعتمد على الذاكرة، أما بعد التدوين والانتقال الى العصر الكتابي فقد تغير المنطق فصار الفاسق الغني بإمكانه أن يقتني نسخة أشد موثوقية من نسخ جميع العدول الفقراء، وصار للتحقيق منطق ومنهج يختلف عن منهج العصر الشفاهي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير