تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

سيدي الرَّئيس: إنَّ المعركةَ بين الإسلامِ والغرْبِ معركةٌ حتميَّةٌ لا يمكن تجنُّبها، وهي ذاتُ تاريخٍ قديم، ولا بدَّ أن نضعَ حدًّا لهذا الصراع، وليسَ أمامَنا إلاَّ أن نَدخُلَ في مفاوضاتِ سلامٍ مع الإسلام. إني أتوقَّعُ أن يُخْبرَكَ البعضُ بأنَّهُّ من المستبعدِ تمامًا أن ندخُلَ في مفاوضاتٍ مع عدوٍّ متخيَّلٍ اسمه "الخلافة الخامسة"، لكنَّهُ يجِبُ عليك كقائدٍ عسكريٍ وأنت تصوغُ سياستكَ في التعامُلِ مع الإسلام أن تعترِفَ بسخافةِ الادِّعاء بأنَّ الإسلامَ منقسمٌ على نفسه، وأنْ تَعْترِفَ كذلك بأنَّ توحيدَ بلادِ الإسلامِ تحتَ إمرةِ قائدٍ كاريزميٍّ أمرٌ محتمل. انتهى كلام شيا.

وهنا لا بد أن نتساءلَ جميعُنا السؤالَ التالي: لماذا يَطْلُبُ هذا الصحفيُّ من أوباما التفاوُضَ مع دولةِ الخلافة قبلَ ظُهورها، أيّْ ما الذي رآهُ هذا الصحفيُّ حتى يَنصَحَ رئيسَهُ هذهِ النصيحة؟؟؟ وأخيراً في 17/ 05/2010 نشرت صحيفة" ذي نيشن" تعليقاً على مقابلة للجنرال ريتشارد دنّات، تحت عنوان "الحربُ الأفغانية حربٌ على الإسلام"، حيث ذُكر أنّ قائدَ القواتِ البريطانيةِ السابق -الذي تقاعد حديثاً وعُيّن مستشاراً للدفاع ضمن رئاسة رئيس الوزراء البريطاني الجديد "ديفيد كامرون" أَكَدَّ على أنّ الحربَ في أفغانستان حربٌ على الإسلام، وذلكَ في مقابلةٍ لهُ على راديو بي بي سي عندما سُئل عن استمرارِ بريطانيا في احتلال أفغانستان، قال الجنرال ريتشارد دنّات: هناك أجندةٌ إسلاميةٌ والتي إن لم نتعرض لها ونواجهَهَا في جنوبِ أفغانستان أو في أفغانستان أو جنوب آسيا، فإنّ تأثيرَها سوف ينمو وينتشر. وقال: يمكننا أن نَراها تتحركُ من جنوب آسيا إلى الشرق الأوسط إلى شمال أفريقيا حتى تصل إلى العصرِ الذهبي للخلافةِ الإسلامية في القرنِ الرابع عشر والخامس عشر.

وقال: بصراحة، إذا تبنى المسلمونَ الأفكارَ السياسيةَ في الإسلامِ ونظامِ حكم الخلافة، فإنّه سيكونُ غيرَ مقبول، وسيكونُ الردُّ العسكريُّ من قبل بريطانيا مُبرَّراً، وأضاف، لا يوجد لدينا مشكلة مع المسلمينَ في صلاتهم أو في إقامةِ الشعائرِ الدينية، ما داموا مستسلمين وخاضعين للحياة السياسية والقيم الغربية.

الأخوة الحضور:-

بعد كلِّ ما تقدم فإنهُ من السذاجةِ والجهلِ ذلكَ الرأيُ القائلُ بأنَّ الخلافة مجردَ حُلمٍ أو أنها ليست بفكرةً واقعية أو دولة قد عفا عليها الزمن، لأن التغيراتِ التي طرأت على وضعِ الأمةِ الإسلامية كأمةٍ واحدة، وحركةِ الشعوبِ والأممِ في البلدانِ الإسلاميةِ المختلفة، هي التي دفعت الساسةَ الغربيينَ للتصريحِ بخطرَ قيامِ الخلافةِ، وهوَ الدافعُ وراءَ رسمِ الإستراتيجياتِ المختلفةِ لإفشالِ مشروع الخلافة، وهو الدافعُ أيضاً وراءَ أجراءِ هذا الكَمِ الهائلِ من الدراسات والأبحاث حولَ دولةِ الخلافة، ومما لا شكَّ فيه إن وراءَ كلِّ تصريحٍ لسياسيٍ غربيٍ واقعٌ ملموسٌ للمصرحِ به، ووراء كل إستراتيجيةٍ تُرسَمُ لإفشالِ مشروعِ الخلافةِ عملٌ أكبرُ على أرضِ الواقعِ لهذا المشروع النهضوي، ووراءَ كل دراسةٍ أو بحثٍ حولَ دولةِ الخلافةِ واقعٌ مشخصٌ على الأرضِ لهذهِ الدراسةِ أو ذلك البحث.

أيها الأخوة الحضور:-

لقد وضعَ الغربُ وخاصةً أميركا عدة أعمالٍٍ واستراتيجياتٍ من أجلِ إفشالِ مشروعِ الخلافة، فكانَ إعلانُ الحربِ على الإسلام تحت مسمى (الحرب على الإرهاب) فكانت حرباً صليبيةً كما أعلنها كبيرهم، ثم كان التدخُلُ العسكريُّ في البلدان الإسلاميةِ فاحتُلتِ أفغانستان ثم العراق واستُعملت جيوشُ الأمة من أجل ضَربِ الأمة كما يحصل في الباكستان، كما عَمِلَ الغربُ على تقسيمِ التجمعاتِ السكانيةِ الإسلامية الكبيرة وأوجدَت لها المشاكلَ المحليةَ حتى تُلهى الأمةُ عن قضيتها المصيرية فقسمت السودان وأوجدتْ له مشاكلَ الشمالِ والجنوبِ وبترتْ تيمورَ الشرقية من اندونيسيا وأحدثت النعرات الانفصالية فيها كأقليم أتشيه وجزر الملوك وأريانا كذلك شغلتْ بنغلادش بقضايا محلية، وفي آسيا الوسطى تسلطت دولُ الغرب عن طريقِ عملائِها الحكامِ هناك ففتكت بالمسلمينَ كما حصل ويحصل في أوزبكستان وطاجيكسات وكازاخستان فروعت الأطفالَ واغتصبت النساءَ وقتلت الرجالَ، خوفاً من انبعاثِ الخلافةِ من هناك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير