لم جاءت ميتا بالتذكير: {لُنحْيِىَ بِه بَلْدَةً مَيْتًا}؟
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[05 - 02 - 2008, 11:06 م]ـ
{لُنحْيِىَ بِه بَلْدَةً مَيْتًا} الفرقان: 49
لم وصفت البلدة بميت، وهو وصف مذكر. أي, لم جاءت كلمة ميت بالتذكير وليس بالتأنيث, لتكون متناسقة مع كلمة بلدة؟
الجواب:
أريد بالبلدة البلد أو المكان فلذلك جيء بالكلمة (ميتا) بالتذكير.
البلدة: البلد. والبلد يذكر ويؤنث.
قال تعالى: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ} الأعراف: 58
ـ[راكان العنزي]ــــــــ[05 - 02 - 2008, 11:21 م]ـ
بارك الله فيك
وقد قال صاحب لسان العرب
وفي التنزيل العزيز لِنُحْيِيَ به بَلدةً مَيْتاً قال الزجاج قال مَيْتاً لأَن معنى البلدة والبلد واحد
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[06 - 02 - 2008, 05:46 ص]ـ
يقول ابن عاشور في تفسيره
والبلدة: البلد. والبلد يذكر ويؤنث مثل كثير من أسماء أجناس البقاع كما قالوا: دار ودَارة.: ووصفت البلدة بميت، وهو وصف مذكر لتأويل {بلدة} بمعنى مكان لقصد التخفيف. وقال في «الكشاف» ما معناه: إنه لما دل على المبالغة في الاتصاف بالموت ولم يكن جارياً على أمثلة المبالغة نزّل منزلة الاسم الجامد (أي فلم يغير). وأحسن من هذا أنه أريد به اسم الميت، ووصف البلدة به وصف على معنى التشبيه البليغ
دمتم بخير وعافية
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[06 - 02 - 2008, 05:56 ص]ـ
يقول الألوسي في تفسير قوله تعالى (وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ)
وقرأ أبو جعفر. وعيسى {مَيْتًا} بالتشديد، وتذكيره لأن البلدة في معنى البلد والمكان، قال الجلبي: لا يبعد والله تعالى أعلم أن يكون تأنيث البلد وتذكير {مَيْتًا} إشارة إلى بلوغ ضعف حاله الغاية، وفي الكلام استعارة مكنية أو تصريحية.
لكم التحية
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[06 - 02 - 2008, 06:02 ص]ـ
أكرم الله أخي د. حجي على موضوعه
وأخوي سعيدا وأبا سهيل على التفاعل المبارك
ـ[المهندس]ــــــــ[06 - 02 - 2008, 08:26 ص]ـ
وجدت في فقه اللغة للثعالبي كلاما نفيسا، فنقلته لكم للفائدة،
فالقرآن نزل بلغة العرب وفي لغة العرب من تأنيث المذكر أو تذكير المؤنث حسب المعنى مثل ما في القرآن الكريم
قال:
الفصل الخامس والعشرون
في حمل اللفظ على المعنى في تذكير المؤنث وتأنيث المذكر
من سنن العرب ترك حكم ظاهر اللفظ وحمله على معناه كما يقولون: ثلاثة أنفس، والنفس مؤنثة، وإنما حملوه على معنى الإنسان أو معنى الشخص. قال الشاعر (من الكامل):
ما عندنا إلا ثلاثة أنفس ... مثل النجوم تلألأت في الحندس
وقال عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة (من الطويل):
فكان مجنى دون ما كنت أتقي ... ثلاث شخوص كاعبان ومعصر
فحمل ذلك على أنهن نساء.
وقال الأعشى (من المتقارب):
لقوم وكانوا هم المنفذين ... شرابهم قبل تنفادها
فأنث الشراب لما كان الخمر في المعنى وهي مؤنثة،
كما ذكر الكف وهي مؤنثة في قوله (من الطويل):
أرى رجلاً منهم أسيفاً كأنما ... يضم إلى كشحيه كفاً مخضبا
فحمل الكلام على العضو، وهو مذكر.
وكما قال الآخر (من البسيط):
يا أيها الراكب المزجي مطيته ... سائل بني أسد ما هذه الصوت
أي: ما هذه الجلبة؟
وقال الآخر من الطويل:
من الناس إنسانان ديني عليهما ... مليئان، لو شاء لقد قضياني
خليلي أما أم عمرو فواحد!! ... وأما عن الأخرى فلا تسلاني
فحمل المعنى على الإنسان أو على الشخص.
وفي القرآن: " وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيراً "، والسعير مذكر. ثم قال: " إذا رأتهم من مكان بعيد "، فحمله على النار فأنثنه.
وقال عز اسمه: " وأحيينا به بلدة ميتاً ". ولم يقل ميتة لأنه حمله على المكان،
وقال جل ثناؤه: " السماء منفطر به "، فذكر السماء وهي مؤنثة لأنه حمل الكلام على السقف، وكل ما علاك وأظللت فهو سماء
والله أعلم.
ـ[ابن بريدة]ــــــــ[06 - 02 - 2008, 11:57 ص]ـ
مرحبًا بالدكتور الفاضل، هطول أعذب من زخات المطر.
مشتاقون لهذه اللفتات اللغوية الرائعة.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 09:45 ص]ـ
السادة الفضلاء:
سعيد بن المسيب
أبو سهيل
المهندس
ملك الإبداع
مغربي
أشكر لكم حضوركم المشرق, ومداخلاتكم الجميلة.
بارك الله فيكم جميعا.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 06:32 م]ـ
سلام عليكم ...
أخي المهندس بعد التحية المباركة.
لقد سهوت أثناء كتابتك لبيت عمر بن أبي ربيعة وهذا تصحيحه:
فكان مِجَنِّي دون من كنت أتقي * ثلاث شخوص كاعبان ومعصر
(مجني) نسيت أن تنقط الياء؛ ولقد أثبتها دفعًا لتوهم القارئ.
تقبل تحياتي وشكري أخي المهندس، ولقد أعجبني جدًا تفاعلك إذ نقلت من فقه اللغة للثعالبي فنفعتنا نفعك الله.
والشكر موصول للجميع:
أبي سهيل
مغربي
ملك الإبداع
د. حجي
سعيد بن المسيب
¥