تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[علة النصب في المفعول لأجله (منقول)]

ـ[محمد سعد]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 05:01 م]ـ

إخوتي الأعزاء أحببت أن أنقل هذه المادة راجيًا أن تعم الفائدة منها

علة النصب في المفعول لأجله

يشترط في المفعول لأجله ثلاثة شروط ([1]):

1 – أن يكون مصدراً خلافاً ليونس بن حبيب.

2 – أن يكون مُفْهِماً علة.

3 – اتحاده مع عامله في الوقت والفاعل.

كما يشترط في المفعول لأجله أن يكون من أفعال الباطن وشرط أبو عمر الجرمي، والمبرد والرياشي تنكيره، وجوز الجمهور تعريفه وتنكيره، وشرط الأعلم وبعض متأخري النحويين مشاركته فعله في الوقت والفاعل ([2]).

وهو لا يخلو من أن يكون مجرداً عن الألف واللام والإضافة، أو أن يكون محلى بالألف واللام، أو أن يكون مضافاً.

فإذا كان كذلك جاز فيه النصب، أو أن يجر بحرف التعليل، لكن الأكثر فيما تجرد من الألف واللام والإضافة النصب نحو: ضربت ابني تأديباً، ويجوز جره، فتقول: ضربت ابني لتأديبٍ ([3]).

وعلة نصبه عند سيبويه أنه موقوع له وتفسير لما قبله لم كان؟ .. قال ([4]): " هذا باب ما ينتصب من المصادر لأنه عذر لوقوع الأمر فانتصب، لأنه موقوع له، ولأنه تفسير لما قبله لم كان؟. وليس بصفةٍ لما قبله ولا منه، فانتصب كما انتصب الدرهم في قولك: عشرون درهماً، وذلك قولك: فعلت ذاك حذار الشر، وفعلت ذلك مخافة فلان، وادخار فلان .. وقال الشاعر وهو حاتم بن عبد الله الطائي:

واغفر عوراء الكريم ادخاره

واعرض عن شتم اللئيم تكرماً ([5])

فهذا كله ينتصب لأنه مفعول له، كأنه قيل له: لم فعلت كذا وكذا؟ فقال: لكذا وكذا، ولكنه لما طرح اللام عمل فيه ما قبله.

وشاهد سيبويه في نصب " أدخاره " و " تكرماً " على المفعول لأجله، والتقدير: لادخاره، وللتكرم، فحذف حرف الجر ووصل الفعل فنصب ([6]).

أما الفراء، فيرى أن المفعول لأجله منصوب بالفعل الذي قبله، سواء كان الفعل لازماً أو متعدياً، لأن الفعل يحتاج إليه كاحتياجه إلى الظرف، فكما حذف حرف الجر، يحذف ههنا، وينتصب بالفعل اللازم، كما تنتصب الأحوال نحو: ذهب زيد ماشياً، أو قام زيد خطيباً

ولست أستحب ما ذهب إليه بعضهم أن الفراء لا يعترف بالمفعول لأجله، ويجعله في مصاف المنصوبات على نزع الخافض، ذلك أن الفراء صرح بأن المفعول لأجله ليس منصوباً بنزع الخافض، وإنما بالفعل الذي قبله، قال ([7]): عند قوله تعالى:) يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت (([8])، ألا ترى أن " من " تحس في الحذر، فإذا ألقيت انتصب بالفعل لا بإلقاء " من " كقول الشاعر:

وأغفر عوراء الكريم اصطناعه= واعرض عن ذات اللئيم تكرماًوهذا نص في محل الخلاف.

وهو بهذا يتفق وسيبويه في أن المفعول له منصوب بالفعل المتقدم، بيد أن الفراء يجعله قريباً من الظرف.

أما علة النصب عند سيبويه، فهي كونه مفسراً لما قبله كالتمييز، فهو على كقولك: لم ضربت ابنك؟ فتقول: تأديباً.

أما رواية البيت، فقد اختلف فيها الرجلان في موضعين:

الأول: " ادخاره " عند سيبويه، ويقابلها " اصطناعه " عند الفراء.

الثاني: " شتم اللئيم " عند سيبويه، يقابلها: "ذات اللئيم " عند الفراء.

ورواية سيبويه هي المشهورة في كتب النحو، وبها اعتد صاحب الديوان.

أما نسبة البيت فقد نسبه سيبويه إلى حاتم الطائي، ولم ينسبه الفراء لأحد.


([1]) شرح ابن عقيل: 1/ 574.

([2]) ينظر شرح الكافية للرضى: 1/ 193، وابن يعيش: 2/ 54، والهمع: 1/ 194، والخزانة: 3/ 114.

([3]) شرح ابن عقيل: 1/ 575.

([4]) الكتاب: 1/ 367 – 368.

([5]) من الطويل لحاتم الطائي في ديوانه ص: 224، والخزانة: 3/ 122، وشرح المفصل: 2/ 54، واللسان (عور)، والهمع ص: 141، وبلا نسبة في أسرار العربية ص: 187، وشرح ابن عقيل: 1/ 578، والمقتضب: 2/ 348.

([6]) الشنتمري ص: 227.

([7]) معاني القرآن: 2/ 5.

([8]) سورة البقرة: آية: 19.

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 05:49 م]ـ
شكرا لك أيها المتوج بتاج الأدب والعلم والخلق

ـ[محمد سعد]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 06:36 م]ـ
وأنا بدوري أشكرك على هذا الدعم، بنفسكم نتقدم، ومن همتكم وقود عملنا
دمت أخًا محبًا محبوبًا

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير