[ما حقيقة الإعراب؟]
ـ[أم هشام]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 07:38 م]ـ
أسأل الله النفع للجميع!
الإعراب:
لغة: الإبانة عما في النفس.
= يقال: أعرب الرجل عن حاجته أي أبان عنها.
اصطلاحًا: هو اختلاف آخر الكلمة لاختلاف العامل فيها لفظًا أو تقديرًا.
سبب تسمية الإعراب:
1. لأنه يبين المعاني، مأخوذة من قولهم: أعرب الرجل عن حجته إذا بينها ومنه قوله صلى الله عليه وسلم:" الثيّب تعرب عن نفسها".
2. أن يكون سمي إعرابًا لأنّه تغير يلحق أواخر الكلم من قولهم:
" عربت معدة الفصيل" إذا تغيّرت.
س: العرب في قولهم:" عربت معدة الفصيل" معناه: الفساد! وكيف يكون الإعراب مأخوذًا منه؟ ج: معنى قولك: أعربتُ الكلام أي: أزلت عربه وهو فساده وصار هذا كقولك: أعجمت الكتاب، إذا أزلت عجمته، وأشكيت الرجل إذا أزلت شكايته. وهذه الهمزة تُمسى: همزة السَّلب.
3. أن يكون يسمّي إعرابًا؛ لأن المعرِب للكلام كأنه يتحبب إلى السامع بإعرابه من قولهم:" امرأة عروب: إذا كانت محببة"
= جاء في (الإيضاح في علل النّحو): " الإعراب أصله البيان، يقال: أعرب الرجل عن حاجته إذا أبان عنها. . . ثم إن النحويين لما رأوا في أواخر الأسماء، والأفعال حركات تدل على المعاني وتبين عنها سموها إعرابًا أي: بيانًا، وكأن البيان بها يكون.
- هذا المعنى اللغوي للإعراب هو الأصل لمعنى الإعراب في النحو. فالإعراب هو: الإبانة عن المعاني بالألفاظ.
وإنما أُتي به للفرق بين المعاني وإذا أخبرت عن الاسم بمعنى من المعاني المفيدة احتيج إلى الإعراب ليدل على ذلك المعنى.
أمثلة:
- أكرم النّاسُ محمدَ.
- أكرم الناسَ محمدُ.
- أكرمُ الناسِ محمدُ.
- أكرمِ الناسَ محمدُ.
- الإعراب علمًا على المعاني، وهو الرأي المقبول الواضح البين، إذ لو كانت الغاية منه الخفة عند درج الكلام، ماالتزمة العرب هذا الالتزام.
فلو قرأ أحدٌ قوله تعالى: ? أنّ الله بريءٌ من المشركين ورسوله?
(ورسولُه) بالجر، لا ختل المعنى وفسد.
وقيل: إن حادثة كهذه هي التي أدت إلى وضع النحو.
الغرض من الإعراب:
1. الإبانة عن المعاني: كما سبق.
2. السَّعة في التعبير: وذلك أن يكون للمتكلم سعة في التقديم والتأخير إذ أنّ الكلمة تحمل معها مركزها في الجملة بعلامتها الإعرابية، فالجملة الآتية مثلاً، يمكن صوغها في عدة صور مع بقاء المعنى العام واحدًا.
- (أعطى محمدٌ خالدًا كتابًا).
* محمدٌ أعطى خالدًا كتابًا.
* خالدًا أعطى محمدٌ كتابًا.
* كتابًا أعطى محمدٌ خالدًا.
* أعطى خالدًا كتابًا محمدٌ.
* أعطى خالدًا محمدٌ كتابًا.
3. الدقة في المعنى: للإعراب فائدة أخرى جليلة، وهي أنّه يمنح اللغة غناء ودقّة في التعبير عن المعاني.
ففي الجملة السابقة (أعطى محمدٌ خالدًا كتابًا)
نجد أنّ لكل صورة ذكرناها معنى جديدًا لا نجده في الجملة الأخرى، مع أنّ المعنى العام واحد.
... إضاءات ...
1. الإعراب معنى لالفظ:
حيث إنَّ الإعراب هو الاختلاف، والاختلاف معنى لالفظ. وأنَّه فاصل بين المعاني والفصل والتمييز معنى لالفظ.
2 - الأصل في علامات الإعراب: الحركات دون الحروف؛ لأنَّ الإعراب دالٌّ على معنى عارض في الكلمة فكانت علامته حركة عارضة في الكلمة لما بينهما من التناسب.
3 - نعرب بالحروف: لتعذر الإعراب بالحركة.
4 - ألقاب الإعراب.
رفع، نصب، جر، جزم.
5 - حركة الإعراب تحدث عن عامل.
6 - دخل الإعراب الأسماء؛ لمسيس الحاجة إلى الفصل بين المعاني.
7 - الأصل الإعراب والفرع البناء؛ لأن العرب يعلمون أن الكلام عند التركيب لابد أن يعرض فيه لبْس فيقتضي ذلك أن يضعوا الإعراب.
8 - موضع حركة الإعراب آخر الكلمة؛ لأنَّ الإعراب جيء به لمعنى طارئ على الكلمة بعد تمام معناها وهو الفاعلية والمفعوليَّة فكان موضع الدالّ عليه: بعد استيفاء الصيغة الداَّلة على المعنى اللازم لها.
************************************************************
البناء
لغةً: البناء في الأصل وضع الشيء على الشيء على وصف يثبت كبناء الحائط ومنه سُمّي كلّ مرتفع ثابت بناءً كالسَّماء وبهذا المعنى استعمله النحويُّون.
اصطلاحًا: لزوم آخر الكلمة سكونًا أو حركة وهو ضدُّ الإعراب.
... إضاءات ...
1. الأصل في البناء السكون لوجهين:
أحدهما: أنَّه ضدُّ الإعراب والإعراب يكون بالحركات فضدَّه يكون بالسكون.
الثاني: أنَّ الحركة زيدت على المعرب للحاجة إليها ولا حاجة إلى الحركة في المبنيّ إذ لا تدل على معنى.
2. ألقاب البناء:
ضم، فتح، كسر، وقف " جزم"
3. حركة البناء لاتحدث عن عامل.
************************************
إذًا الإعراب للإبانة والتوضيح وللوصول إلى المعاني من تركيب المباني؛ من هنا نعلم أننا بحاجة إلى الإخلاص فنحن بصدد إظهار المراد من كلام الله تعالى الذي يقتضي العمل والعبادة والطاعة!