[الفاعل والمبتدأ .. شريكان؟! متشاكسان؟!]
ـ[عاملة]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 02:06 م]ـ
الفاعل والمبتدأ، يشتركان في أنّهما عمدة، وفي أن كليهما مسند إليه ..
فلماذا التفريق بينهما بالقول بعدم جواز حذف الفاعل، مع تجويز حذف المبتدأ؟!
ثمّ لماذا التفريق بينهما بلحاظ وجوب التعريف وعدمه؟!
ثمّ لماذا التفريق بينهما بلحاظ أصالة التقديم وعدمها؟!
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 02:48 م]ـ
السلام عليكم ... بداية أشكرك عاملة على هذه الأسئلة الجميلة والمفيدة التي تناقش تحبير العلماء لقواعد العربية ثم أحاول مجيبًا علني أروي غليلك:
ج1: لا يجوز حذف الفاعل والسبب: لأن الجملة لن تكون مفيدة بحذفه، وجرِّب بنفسك. فهل تستطيع أن تكوّن جملة فعلية مفيدة بدون فاعل؟!
أما المبتدأ فإن العلماء يجيزون حذفه بشرط وليس مطلقًا وهو: إن دل عليه دليل نحو:
من قيل له: كيف حالك؟
قال: طيب. فمعلوم من السياق أن التقدير (أنا طيب).
ج2: الفاعل لا يشترط فيه التعريف والسبب: لأنه ربما يأتي لأغراض بلاغية يتعمد المتكلم تنكير الفاعل منها: التعمية على المخاطب أو الأسلوب الحكيم وغيره. ولكن يبقى الفاعل في هذا السياق هو من فعل الفعل.
أما المبتدأ فإنك لن تستفيد شيئًا إذا كان المبتدأ نكرة في قولك: رجل كريم. (هذا على سبيل المثال).
وقد وضع العلماء ضوابط لمجيء المبتدأ نكرة (لا أظنها تخفى على مثلك أيها الفاضل).
ج3: العلماء وضعوا قواعد عامة يسيرون عليها منها:
الاسم إذا جاء في أول الكلام يعرب مبتدأ. من هنا انطلق العلماء في إعراب الاسم المبتدأ به مبتدأ. وأيضًا أطلق العلماء تسميتهم على الجملة / اسمية وفعلية.
ولو تأملت في تعريف العلماء للفاعل أخي لوجدت مندوحة وسعة وهو:
اسم أو ما في تأويله، أسند إليه فعل أو ما في تأويله مقدم عليه بالأصالة واقع منه أو قائم به.
أخي الفاضل أرجو أن أكون وفقت بمناقشتك وأوصلت ما كنت تريد.
ـ[ريتال]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 09:41 ص]ـ
الفاعل والمبتدأ، يشتركان في أنّهما عمدة، وفي أن كليهما مسند إليه ..
فلماذا التفريق بينهما بالقول بعدم جواز حذف الفاعل، مع تجويز حذف المبتدأ؟!
لأن الفاعل عمدة في الجملة الفعلية، فهي تقوم عليه كركن .. ثم لأن وجود الفاعل حتمي فلا نقول بحذفه، وإن جاز إضماره فعلى سبيل مبرر
يقول ابن مالك:
وبعد فعل فاعل فإن ظهر ** فهو وإلا فضمير استتر
ـ[ابنة الإسلام]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 01:16 م]ـ
الفاعل والمبتدأ، يشتركان في أنّهما عمدة، وفي أن كليهما مسند إليه ..
فلماذا التفريق بينهما بالقول بعدم جواز حذف الفاعل، مع تجويز حذف المبتدأ؟!
أعتقد أن أصل ذلك يعود إلى مسألة عقدية، إذ وجد النحاة أنفسهم لا يستطيعون القول على أفعال الله عز وجل أن فاعلها محذوف سبحانه وتعالى، بل إن لم يذكر الفاعل بعد الفعل قالوا هو ضمير مستتر، ثم سرى هذا الحكم على كل الأفعال، إذ لا بد لكل فعل من فاعل، ولم يتوقف الأمر ههنا بل سار هذا الحكم على كل ما أخذ حكم الفاعل، كنائب الفاعل واسم الفعل الناسخ.
أما غير الفاعل ونائبه واسم الفعل الناسخ فيحكم بحذفه إن لم يذكر في الكلام.
ثمّ لماذا التفريق بينهما بلحاظ وجوب التعريف وعدمه؟!
تكلم النحاة عن ذلك وانظر ما كتبه الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد عند تحقيقه لشرح ابن عقيل في الكلام على مسوغات الابتداء بالنكرة.
ثمّ لماذا التفريق بينهما بلحاظ أصالة التقديم وعدمها؟!
لا يجوز تقديم الفاعل على فعله إذ لا يقال (الطالبان نجح) ولا (المسلمون هاجر) بل لابد من إسناد الفعل إلى ضمير الاسم السابق فيقال (الطالبان نجحا) و (المسلمون هاجروا) ولو صح تقدم الفاعل لصحت الجملتان.
ولا يصح كذلك في (زيد قام) أن يكون زيد فاعلا مقدما لأنه يلتبس والحالة هذه بالمبتدأ، وبين الجملة الاسمية والفعلية فرق من جهة المعنى.
والله تعالى أعلم.
ـ[عاملة]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 12:36 م]ـ
أمّا التفريق بينهما بلحاظ وجوب الحذْف وعدمه:
¥