تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

اساليب نحويَّة - الاختصاص

ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 09:18 م]ـ

الاختصاص اصطلاحا: قصر حكم مسند إلى ضمير على اسم ظاهر معرفة يذكر بعده معمول لـ (أخص) يحذف وجوبا. ويستخدم أسلوب الاختصاص إما للفخر، أو التواضع، أو بيان المقصود بالضمير. فقولنا: (نحن معاشرَ الطلبة نطالب بحقوقنا) اختصاص؛ وأصل الكلام (نحن نطالب بحقوقنا) فلما أريد بيان المقصود من الضمير (نحن) أتي بجملة الاختصاص. فقولنا: (معاشر الطلبة) توضيح للضمير (نحن).

وفيما يلي تطبيق التعريف على المثال:

قصر حكم مسند إلى ضمير. الحكم المسند في الجملة السابقة هو (المطالبة بالحقوق) وقد أسند إلى ضمير (نحن).

على اسم ظاهر ظاهر معرفة يذكر بعده. أي بعد الضمير، والاسم الظاهر المعرفة هو (معاشر). معمول لـ (أخص) يخذف وجوبا. أي أن لفظة (معاشر) منصوبة؛ لأنه مفعول به لفعل تقديره (أخص) وعلى هذا يكون الأصل (نحن – أخص معاشر الطلبة – نطالب بحقوقنا). وهذا الفعل (أخص) واجب الحذف

نماذج فصيحة من الاختصاص

• قال عمرو بن الأهتم:

إنّا - بني مِنْقَرٍ - قومٌ ذوو حسبٍ = فينا سَراةُ بني سَعْدٍ ونادِيْها

[بني]: اسم منصوب على الاختصاص، أي: [أعني بني منقر] وهو معرفة بإضافته إلى معرفة، أي: [منقر]. وقد أُتِي به بعد ضمير المتكلمين: [نا]، فأزال غموضَه، وبيَّن المراد منه.

• مِن أمثلة الاختصاص المشهورة المتداولة، قول النحاة:

[نحن - العربَ - نكرم الضيف].

وكلمة: [العرب] هاهنا اسم منصوب على الاختصاص، أي: [أعني العربَ]، وهو معرَّف بـ[ألـ]. وقد أُتِي به بعد ضمير المتكلمين: [نحن]، فأزال غموضه، وبيَّن المراد منه.

• قال البحتريّ:

نحن - أبناءَ يَعْرُبٍ - أَعْرَبُ النا = سِ لِساناً وأَنْضَرُ الناسِ عُودَا [أبناء]: اسم منصوب على الاختصاص، أي: [أعني أبناءَ يَعْرُب]، وهو معرفة بإضافته إلى معرفة، أي: [يعرب]. وقد أُتِي به بعد ضمير المتكلمين: [نحن]، فأزال غموضه، وبيَّن المراد منه.

• قال رؤبة ابن العجّاج، وهو من بني تميم:

بنا - تميماً - يُكشَفُ الضَباب

[تميماً]: اسم منصوب على الاختصاص، أي: [أعني تميماً]، وقد أُتِي به بعد ضمير المتكلمين: [نا]، فأزال غموضه، وبيّن المراد منه.

وتميم هو: ابن مُرّ ... ابن مُضَر. فهو إذاً علَمٌ نُسِبت إليه قبيلة. وليست علميّتُه مرادةً في البيت، وإنما المراد قبيلةُ تميم، أو: بنو تميم، ثم حذف المضاف. ومن هنا أنهم يقولون: جاءت تميم، وحاربتْ تميم، وهُزمت تميم ... ولا يقولون جاء تميم وحارب تميم وهُزم تميم!! وإنما توقفنا هاهنا فتلبّثنا لنبيّن أنّ العَلَم لا يُنصَب على الاختصاص، وأنّ الشاعر لم ينصب هذا الاسم إذاً على أنه علَم، بل نصبه على أنه مضافٌ إليه، حُذِف المضاف قبله.

• قال الشاعر:

إنّا - بني ضَبَّةَ - لا نَفِرُّ

[بني]: اسم منصوب على الاختصاص، أي: [أعني بني ضَبَّة]، وهو معرفة بإضافته إلى معرفة، أي: [ضبّة]. وقد أُتِي به بعد ضمير المتكلمين: [نا]، فأزال غموضه، وبيّن المراد منه.

• إنّا معاشرَ الأنبياء فينا بَكْءٌ (أي: قلَّةُ كلام):

حديث أورده الرضيّ في شرح الكافية 1/ 432، وفيه نصْبُ كلمة: [معاشر]، على أنها اسم منصوب على الاختصاص، أي: [أعني معاشرَ الأنبياء]، وهو معرفة بإضافته إلى معرفة، أي: [الأنبياء]. وقد جاء بعد ضمير المتكلمين: [نا]، فأزال غموضه، وبيّن المراد منه. ومثل ذلك طِبقاً، قولُ الشاعر:

لنا - معشرَ الأنصار - مجدٌ مؤثَّلٌ = بإرضائِنا خيرَ البَرِيةِ: أَحْمَدا

• قال الشاعر:

أبَى الله إلاّ أنّنا - آلَ خِندِفٍ - = بنا يَسْمَعُ الصوتَ الأنامُ ويُبصِرُ [آلَ]: اسم منصوب على الاختصاص، أي: [أعني آلَ خندف]، وهو معرفة بإضافته إلى معرفة، أي: [خندف]. وقد أُتِي به بعد ضمير المتكلمين: [نا]، فأزال غموضه، وبيّن المراد منه. ومثلُ ذلك الحديث: (إنّا - آلَ محمّدٍ - لا تحِلّ لنا الصدقة).

• قال بَشامةُ ابن جَزْءٍ النَهشَليّ:

إنّا - بني نَهْشَلٍ - لا ندّعي لأبٍ = عنه، ولا هو بالأبناء يَشْرِينا [بني]: اسم منصوب على الاختصاص، أي: [أعني بني نهشل]، وهو معرفة بإضافته إلى معرفة، أي: [نهشل]. وقد أُتِي به بعد ضمير المتكلمين: [نا]، فأزال غموضه، وبيّن المراد منه.

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 09:56 م]ـ

ما شاء الله يا محمد، لم تترك منفذًا لغيرك.

* تذكير:

تذكرْ أخي القارئ أن الاختصاص يأتي بعد ضمير التكلم كما قرأت أمثلته أعلاه.

جزى الله محمدًا خير الجزاء.

ـ[د/محمد القرشي]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 11:07 م]ـ

أشكر الأخ محمد سعد على هذا الجهد الرائع وقد استشهد لأسلوب الاختصاص بعددٍ من الشواهد الشعرية و الحديث الشريف وأود أن أضيف أن أسلوب الاختصاص قد ورد أيضًا في القرآن الكريم ومنه قوله تعالى: " قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت " هود 73.

قال أبو حيان: وأهل منصوبٌ على النداء أو على الاختصاص " البحر المحيط 5/ 245 ".

ومنه قوله تعالى:" يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليُخْرِجَنَّ الأعَزُ منها الأذَلَّ " المنافقون 8.

قال أبو حيان: وقرأ الحسن فيما ذكر أبو عمرو الداني (لنَخرُجَنَّ) بنون الجماعة مفتوحة وضم الراء ونصب (الأعز) على الاختصاص كما قيل: نحن العرب أقرى الناس للضيف ونصب (الأذل) على الحال. " البحر المحيط 8/ 274 ".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير