ما فائدة " لمَّا "
ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 06:41 م]ـ
مّا: على وجهين:
الأول: حرفٌ يجزم الفعل المضارع، ويقلب زمنه إلى الزمن الماضي، وينفيه نفياً يمتدّ إلى زمن التكلّم، نحو: [حضر المدعوّون ولمّا يحضر خالدٌ].
الثاني: ظرف زمان بمعنى"حينَ" مبنية على السكون في محل نصب على رأي الفارسي، و العامل فيها جوابها [انظر: الخصائص 2/ 253]) وتسمى أيضاً حرف وجود لوجود أو حرف وجوب لوجوب على مذهب سيبويه وقد اختار أبو حيّان مذهب سيبويه [البحر3/ 297]. وهو الحق، لأنّ "لمّا" تقيم علاقة سببية بين حدثين.
ولذا فهي تحتاج إلى متعلق وإلى جملتين في الغالب، وأن يكون فعل كل منهما ماضياً، نحو: "فلمّا جاء أمرنا نجّينا صالحاً"وقد يكون الفعل الثاني مضارعاً نحو قوله تعالى: " فلمَّا ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا" أو جملة اسمية مقترنة بـ[إذاْ] الفجائية. نحو: "فلمّا جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون".
وقد يتقدم عليها جوابها نحو: "أكرمته لمّا زارني = لمّا زارني أكرمته"
نماذج فصيحة من استعمال [لمّا] • "بل لمّا يذوقوا عذاب"
[لمّا يذوقوا]: لمّا، حرفٌ يجزم الفعل المضارع، ويقلب زمنه إلى الزمن الماضي، وينفيه نفياً يمتدّ إلى زمن التكلّم، فيكون المعنى: لم يذوقوا عذابي حتى وقت نزول الآية. وكان المضارع قبل الجزم: [يذوقون].
• قال الممزّق العبديّ "
فإنْ كنتُ مأكولاً فكنْ خيرَ آكلٍ = وإلاّ فأَدْركْني ولمّا أُمَزَّقِ
[لمّا أُمَزَّق]: لمّا، حرف جازم ينفي ما يجزمه نفياً يمتدّ إلى زمن التكلّم، فيكون المعنى في البيت: لم أُمزَّق حتى وقت النطق بهذا الكلام.
• "فلمّا نجّاكمْ إلى البرّ أعرضتم" (الإسراء 17/ 67)
[لمّا نجّاكم ... أعرضتم]: لمّا، في الآية ظرفية (حينية)، ومتى كانت ظرفية دخلت على فعلٍ ماض، واقتضت جواباً يكون: إما فعلاً ماضياً كما في الآية، وإما جملة اسمية مقترنة بـ[إذاْ] الفجائية. ومثل ذلك طِبقاً قوله تعالى:
• "فلمّا جاء أمرنا نجّينا صالحاً والذين آمنوا معه" (هود 11/ 66)
فهي هنا أيضاً ظرفية، والفعل بعدها ماض، وجوابها ماضٍ كذلك.
• "فلمّا نجّاهم إلى البرّ إذا هم يُشرِكون" (العنكبوت 29/ 65)
[لمّا نجّاهم ... إذا]: لمّا، ظرفية (حينية)، ومتى كانت ظرفية دخلت على فعلٍ ماض، واقتضت جواباً يكون: إما جملة اسمية مقترنة بـ[إذاْ] الفجائية، كما في الآية، وإما فعلاً ماضياً. ومثل ذلك طِبقاً قولُه تعالى:
• "فلمّا جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون" (الزخرف 43/ 47)
ـ[قافلة النور]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 08:25 م]ـ
أثابك الله ونفع بك على هذه الفائدة والأمثلة الواضحة:)
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 10:16 م]ـ
أضيف - مستأذنا أخي -:
وتستعمل (لما) في الإيجاب أي بمعنى (إلا) نحو قوله تعالى: (إن كل نفس لما عليها حافظ) التقدير - والله أعلم - (إن كل نفس إلا عليها حافظ).
بارك الله فيك أخي محمد. ولا تحرمنا هذا الغيث الصيب النافع السمح السهل اللذيذ.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 10:58 م]ـ
أضيف - مستأذنا أخي -:
وتستعمل (لما) في الإيجاب أي بمعنى (إلا) نحو قوله تعالى: (إن كل نفس لما عليها حافظ) التقدير - والله أعلم - (إن كل نفس إلا عليها حافظ).
بارك الله فيك أخي محمد. ولا تحرمنا هذا الغيث الصيب النافع السمح السهل اللذيذ.
أشكرك أخي صريخ على هذه الإضافة الجميلة، هناك استخدامات أخرى ولكن يطول الحديث فيها.
هنا أداة استثناء بمعى (إلاّ) وتسنعمل في القسم والآية التي تفضلت بها شاهد على ذلك وتدخل على الفعل الماضي لفظاً ومعنى نحو: سألتك الله لمَّا فعلت، أي إلاَّ فعلت ويكون المعنى: ما أسألك إلاّ فعل هذا.