تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإستحقاق نحو قوله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} (المطففين: ا) والإختصاص نحو قوله تعالى: {فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَة} (النساء: 6) والملك نحو قوله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} (البقرة: 255) والتمليك نحو (وهبت لزيد ديناراً) وشبه الملك نحو قوله تعالى: {جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجا} (النحل: 72) والتعليل نحو قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (النحل: 44) وقد تخرج اللام عن كل هذه المعاني فتأتى بمعنى (إلى) ويتمثل ذلك في نحو قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} (الزلزلة: 4، 5) أي أوحى إليها ونحو {كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمّى} (الرعد: 2) أي إلى أجل مسمى ونحو {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْه} (الأنعام: 28) أي إلى ما نهوا عنه، فدلالة اللام في الآيات المتقدمة هي انتهاء الغاية وذلك المعنى مقترض من (إلى).

قال الزجاجي في باب اللام التي بمعنى إلى:

وذلك نحو قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ} (آل عمران: 193) قال بعضهم معناه ينادي إلى الإيمان فأما قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا} (الأعراف: 43) فلا خلاف في أن تقديره: هدانا إلى هذا، فهذه لام إلى.

وفي قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (الإسراء: 9) أي إلى التي هي أقوم، فأما قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّت} (الأعراف: 57) فجائز أن تكون اللام لبيان المفعول من أجله فيكون المعنى: سقناه من أجل بلد ميت، وجائز أن تكون بمعنى (إلى) فيكون التقدير: سقناه إلى بلد ميت. .

وهكذا اقترضت (إلى) معنى اللام كما اقترضت (اللام) معنى) إلى).

إلى- في:

أ- (إلى) التي تفيد بطريق الأصالة معنى انتهاء الغاية المكانية أو الزمانية، قد تخرج عن هذا فتأتي بمعنى (في) في الأسلوب على سبيل المقارضة، ذكر ذلك جماعة من النحاة، وعليه فقد ذهبوا إلى أن (إلى) بمعنى (في) في قول النابغة الذبياني:

فلا تتركني بالوعيد كأنني إلى الناس مطليٌ به القار أجرب

أي كأنني في الناس مطليٌ به القار.

وفي قول طرفة:

وإن تلتق الحيّ الجميع تلاقني إلى ذروة البيت الكريم المصَمَّد

أي في ذروة البيت الذي يصمد ويعضد.

ويقال: جلست إلى القوم أي فيهم، قال ابن مالك:

"ويمكن أن يكون إلى بمعنى (في) في قوله تعالى: {لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ} " (النساء: 87).

وخالف في مجيء (إلى) بمعنى (في) ابن عصفور حيث قال:

"ولو صح مجيء (إلى) بمعنى (في) لجاز: زيد إلى الكوفة ".

ب- (في) معلوم أن أوضح معانيها هو الظرفية المكانية أوالزمانية، وقد اجتمعنا في قوله تعالى: {الم غُلِبَتِ الرُّوم فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ} (الروم: 1، 2)

قال المالقى:

"اعلم أن (في) حرف جار لما بعده ومعناها الوعاء حقيقة أو مجازاً، فالحقيقة نحو: جعلت المتاع في الوعاء، ومنه قوله تعالى: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (البقرة: 395). والمجاز نحو: دخلت في الأمر وتكلمت في شأن حاجتك ومنه قوله تعالى: {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّة} (البقرة: 208). ونحو {وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْر} (الأنفال: 5). غير أنها في بعض الأحيان قد ترادف (إلى) فتقترض معنى انتهاء الغاية منها نحو قوله تعالى: {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} (إبراهيم: 6). أي إلى أفواههم.

الباء- في:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير