تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1ـ أن تكون الكلمة المناداة مبنية على الضم المكون من كلمة واحدة، وهذا معناه أن المضاف والشبيه بالمضاف المنصوبانِ لا يجوز ترخيمهما، لأنك إذا رخمت أحدهما وهو مكون من كلمتين، أو أكثر أحياناً من كلمتين كما في شبيه المضاف في بعض الأحيان، فما الذي تحذفه؟ تحذف آخر حرف في آخر كلمة، ما يؤدي هذا إلى تخفيف، إذاً لابد أن يكون من جزء معتبر من الكلمة، وحذف حرف من عدة كلمات لا يؤدي المقصد.

2 - أن يكون معرفة، فلو جاء بكلمة إنسان وهي نكرة فإنه لا يصح أن نرخمها فنقول يا إنسا، إذاً لا بد أن تكون علماً. (1)

3 - أن يكون زائداً عن ثلاثة أحرف، والسبب في ذلك أنه لو كانت الكلمة مكونة من ثلاثة أحرف فهي خفيفة لا تحتاج إلى تخفيف مثل: هند، وزيد، وعمر، ودعد، وبكر، هذه الكلمات من ثلاثة أحرف وهي أقل حروف الكلمات العربية، فتخفيفها ليس له وجه وإنما التخفيف لمن كثرة حروفه، فلا يصح أن نقول في زيد .. يا زي.

أما لو كان مكون من أكثر من ثلاثة أحرف وعلماً ومبني على الضم فإنه يجوز لنا التخفيف مثل جعفر: ياجعفَ، ويا محمد .. يا محمَ.

في القرآن لم يرد الترخيم وهناك قراءتان شاذتان في قوله تعالى (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ)

قال قُرأ في الشواذ: ونادوا يا مالِ، بحذف الكاف، وهذا من الترخيم، لأنه علم مبني على الضم، مكون من أربعة أحرف، فجاز ترخيمه بحذف آخر حرف منه تخفيفاً.

وقُرأ أيضا في الشواذ: ونادوا يا مالُ، أي بكسرها وضمها.

فإن قال قائل لماذا كُسرت وضُمت أو لماذا جاءت على الوجهين؟

هاتان لغتان في المنادى المرخم، وهما لغة من ينتظر ولغة من لا ينتظر، المقصود بهاتين اللغتين هو أنت بقولك يا مالكُ تراها مبنية على الضم، تريد أن تخفف الكلمة بالترخيم فتحذف الكاف، إذا حذفت الكاف تبقى اللام مكسورة لأنها أصلاً مكسورة فكأنك حذفت الكاف وتنتظرها، فحركة البناء على الكاف المحذوفة، فتسمى لغة من ينتظر.

وهناك من يعاملها على أن الكاف حذفت وذهبت ولم يعد لها اعتبار، وصارت اللام كأنها آخر حرف في الكلمة، فنجعل بناء الضم عليها، فنحن لا ننتظر الحرف الأخير، فهذه لغة من لا ينتظر.

فكل مرخم يمكنك أن تبقي حركته حال حذف الحرف الأخير أو حركة الحرف المحذوف وهي البناء على الضم .. فتقول في عائشةُ، يا عائشَ هذا على لغة من ينتظر لأنك تنتظر التاء لتبني الضم عليها، ويا عائشُ وهذه لغة من لا ينتظر الحرف وتكون الشين كأنها آخر حرف في الكلمة.

هاتان هما اللغتان المشهورتان فيمن ينتظر أو لا ينتظر. وأسلوب الترخيم موجود في الأثر وكلام السلف وكتب الأدب.

عندما يقول كُثير:

وقد زعمت إني تغيرت بعدها .... ومن ذا الذي يا عزُلا يتغيرُ

فقال: يا عزُ وأصلها عزة وعاملها هنا على لغة من لا ينتظر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ذكرنا أنه يجب في الكلمة المراد ترخيمها أن تكون معرفة وهو كذلك إلا أنهم استثنوا كلمة واحدة فقط هي كلمة (صاحب) فقد رخموها لكيرة استخدامها (يا صاحَ)

والله أعلى و أعلم

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 10:05 م]ـ

بارك الله فيك يا محمد الغامدي ... ونحن ننتظر المفيد منك أخي

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير