تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويروى أول البيت الثاني خمشت يداً خلقت للندى.

وذكر لي بعض الأدباء أن هذه الأبيات الثلاثة لوحيش الشاعر الدمشقي في ملك النحاة، قال: ولما أنشده البيت الثالث قام إليه بالسيف، فقال له وحيش وهو منهزم بين يديه: أنا ما قلت، القط قاله

سمعت قاضي القضاة أبا المحاسن يوسف بن رافع بن تميم، بقرية المزة، قال: كان شيخنا ابن المنقي رجلاً ينقي الحنطة، فاشتغل بالنحو وحفظ سيبويه، ومهر في علم النحو وبرز فيه حتى تصدر لإفادته، وكان بينه وبين ملك النحاة مناظرات في علم الأدب، وعند كل واحد منهما من التعظيم والتفخيم لأمره شيء كثير، فأدى ذلك إلى أن صار بينهما عداوة وإحن ومهاجاة، قال: فعمل ملك النحاة في ابن المنقي:

ابن المنقي نقاوة السفل ... خزيت يا بن اللئام من رجل

قال: وكان ابن المنقي ضماً أيداً وكان ملك النحاة يخاف منه أن يضربه، فجمع بينهما تاج الدين بن الشهرزوري وأصلح بينهما، وتعانقا وقبل كل واحد منهما صاحبه، وجلسا عنده بعد الصلح، فقال ابن الشهرزوري، أو غيره: ممن نأكل حلاوة الصلح؟ فقال ملك النحاة: منه، وأشار إلى ابن المنقي، فقال ابن المنقي في الحال: نعم.

وهدية مني لملك النحاة ... ريح شناج يحتويها خصاه

لا عسل عندي ولا سكر ... فليعذر الشيخ ويأكل خراه

قال: فلما قال: ويأكل صاح فيه ملك النحاة وقال: بس لا تزد على هذا.

أخبرني من أثق به أنه قرأ بخطه على كتاب بوقف المدرسة النظامية: وكتب أبو نزار ملك العلماء عموماً، والنحاة خصوصاً.

وذكر لي أن ملك النحاة خلع عليه الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي خلعه سنية، فلبسها يوماً واجتاز بها على حلقة عظيمة فمال إليها لينظر ما هي فوجد رجلاً قد علم تيساً له استخراج الخبايا وتعريفه من يريد أن يعرفه به من الحلقة بإشارة لا يفهمها غير ذلك التيس المعلم، فوقف ملك النحاة وهو راكب بالخلعة فقال الرجل: في حلقتي رجل عظيم القدر، شائع الذكر، ملك في زي سوقه، أعلم الناس وأكرم الناس، وأجمل الناس فأرني إياه، فشق ذلك التيس الحلقة، وخرج حتى وضع يده على ملك النحاة فلم يتمالك ملك النحاة أن نزع الخلعة ووهبها لصاحب التيس، فبلغ ذلك نور الدين فعاتبه على ما فعل، فقال: يا مولانا عذري في ذلك واضح، في هذه المدينة مائة ألف تيس ما فيهم من عرف قدري غير ذلك التيس فضحك نور الدين منه.

أنشدني رجل من أهل الأدب وقال: كان ملك النحاة يهوى امرأة كانت له، فطلقها فسئل كيف حاله بعدها:

فأنشده لنفسه:

سلوت بحمد الله عنها وأصبحت ... دواعي الهوى من نحوها لا أجيبها

على أنني لا شامت إن أصابها ... بلاء ولا راض بواش يعيبها

سافر ملك النحاة إلى غزنة، وأراد أن يجتمع بملك غزنة فقيل له: إن ملك غزنة يجلس على سرير عال، ويجلس وزيره بجانب السرير ولا يقعد أحد إلا تحت الوزير، فقال: مبارك، فأذن له فدخل إلى ملك غزنة، وجاء إلى السرير وكان طويل القامة، فوضع رجله على السند الذي إلى جانب الوزير وتعلق في السرير ليقبل يد ملك غزنة، فتحرك له ملك غزنة، فقال: أيها الملك ينبغي للملك أن يقوم للملك، فقام له ملك غزنة فجلس على السرير إلى جانبه.

روى لنا عنه الشريف أبو المحاسن الفضل بن عقيل بن عثمان العباسي، والقاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي الدمشقيان شيئاً من شعره بدمشق وكان شريف النفس صحيح العقيدة عفيفاً نزهاً عن الدنايا.

ـ[د/محمد القرشي]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 02:18 م]ـ

أشكر الإخوه الأفاضل: " أبا سهيل، ومغربي، ومحمد سعد، وأبا لين "

على متابعتهم ومداخلاتهم التي أثرت الموضوع، و أسأل الله أن يبارك في جهود هذه الكوكبة المباركة.

وشكري الخاص لأستاذنا الجليل د. سليمان خاطر على مداخلته وحفزه إياي على زيادة مشاركاتي، وأتفق مع سعادته على قلتها ولكنها مشاركات زائر محب لايود أن يثقل:

حُبَّ بالزَّور الذي لايُرى **** منه إلا صفحة ٌ أو لِمامُ

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 03:01 م]ـ

فليستحي ".

مع تحياتي ...

أشكرك يا دكتورمحمد القرشي على هذه الفريدة. ولكن ما رأيك نحويًّا بهذه الكلمة التي سقطت سهوًا منك؟

ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 05:31 م]ـ

السلام عليكم

أخي الفاضل صريخ، تبدو متألقا دائما، ولكن هذه المرة سقطت سهوا منك أنت؛ فالفعل استحيا .. يستحيي .. بياءين، وأنت تعلم ذلك، ولكن جل من لا يسهو.

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 08:40 م]ـ

أخي محمد ... لقد أخجلتني ورب الكعبة ( ops

ـ[د/محمد القرشي]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 12:35 ص]ـ

أشكرك أخي: صريخ الحيارى على المتابعة والمداخلة وأظنك تشير إلى وجوب حذف الياء من الفعل (فليستحي)؛ لسبقه بلام الأمر.

والجواب عن ذلك أن الفعل ورد بلغتين: الأولى: استحْيَا يستحْيِي وهي المشهورة، فإذا جزمنا الفعل على هذه اللغة حذفنا منه الياء الأخيرة وبقيت الأولى فنقول فليستحي 0

والثانية: استحَى يستحِي، فإذا جزمنا الفعل على هذه اللغة حذفنا منه الياء الوحيدة فنقول: فليستحِ0

وفي قوله تعالى: (إن الله لايستحْيِي أن يضرب مثلا ما بعوضة 000) قرأ الجمهور: (لايستحْيِي) بإسكان الحاء وبيائين بعدها وهي لغة أهل الحجاز، وقرأ ابن كثير في رواية شبل وابن محيصن ويعقوب: (يستحِي) بكسر الحاء وبياء واحدة وهي لغة بني تميم 0انظرالبحر المحيط 1/ 121

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير