(فأبرحَت ربّاً وأبْرَحَت جَاراً تمييزُ والمعنى: ظهرتَ وتبَيَّنْتَ رَبَّا وجَارَا)
ومثله: "أكْرِم به رَجُلاً".
-5 التَّمْييزُ يَجُوزُ جرُّه بـ "مِنْ":
يَجوزُ جَرُّ التَّمييز بـ "مِن" نحو "عِنْدِي قِنْطارٌ مِنْ زَيْتٍ" و "قنْطَارٌ زَيْتاً" إلاَّ في ثلاثِ مَسَائل:
(1) تمييزِ العَدَد، نحو "لَهُ عِندِي عِشْرونَ دِرْهماً".
(2) التمييز المُحوَّل عم المفعول نحو: "زَرَعْتُ الأرض قَمْحاً" و "ما أحْسَن العلم ثَمَرَةً".
(3) ما كانض فاعِلاً في المعنى، سواءٌ أكان محوَّلاً عن الفاعل في اللفظ، نحو: "كَرُمَ عليٌّ نسباً" أم عن المبتدأ نحو "صالحٌ أكثرُ صِدْقاً" فأصله: صِدْقُ صالحٍ أكثر بخلاف "للّه دِرّكَ فارساً" فإنه وإنْ كانَ فاعِلاً في المعنى، إذِ المعنى: عَظُمتَ فارِساً، إلاّ أنَّه غَيرُ مُحَوَّل عنِ الفاعِل صِناعَةً، ولا عَنْ المُبْتدَأ فيجوزُ دُخولُ "مِنْ" عَليه فتقول: "للَّهِ دَرُّكَ مِنْ فارِسٍ".
-6 تمييزُ الذَّات والإضافة:
يجوزُ جَرُّ تَمْيّيز الذَّاتِ بالإضافَةِ نحو "اشْتَرَيْت قَيْرَاطَ أَرْضٍ" إلاَّ إذا كان الاسم عَدَداً مِنْ أَحَدَ عَشَر إلى تَسْعةٍ وتِسْعِين كـ "أرْبَعَةَ عَشَرَ قِرْشاً" أومُضَافاً نحو قوله تعالى: {وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً} (الآية "109" من سورة الكهف "18")،
وقوله تعالى: {مِلءُ الأرضِ ذَهَبَاً} (الآية "91" من سورة آل عمران "3").
-7 تَقَدَّم التمييز على عامله:
لاَ يَتَقَدُّم التمييزُ على عَامِله في تمييز الذَّاتِ، وكذا النِّسبة إذا كان العَامِلُ فِعلاً جامِداً نحو "ما أَحْسَنَ عليّاً رَجُلاً" ونَدَر تَقدُّمُه على المُتَصَرِّفِ كقول رَجُلٍ من طيء:
أَنَفءساً تَطِيبُ بنيلِ المُنَى * ودَاعِي المَنُونِ يُنادِي جِهَارَا
-8 اتفاق الحالِ والتمييز:
يَتَّفق الحَالُ والتَّمْييز في خمسةِ أُمُور، وهي: أنهما اسْمان، نَكِرَتَان، فَضْلَتان مَنْصُوبَتَان، رَافِعتان للإبهام.
-9 افْتِراق الحالِ عن التَّمييز:
تَفْتَرِق الحال عَنِ التَّمييز في سبعة أمور:
(1) أن الحَالَ يجيءُ جُملةً وظَرْفاُ ومجْروراً والتمييز لا يكونُ إلاَّ اسماً.
(2) أنَّ الحَالَ قَد يَتَوقَّفُ مَعنى الكلام عليه نحو قولِه تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّماء والأرضَ وما بَيْنَهما لاعِبِين} (الآية "16" من سورة الأنبياء "21")
وليس كذلك التمييز.
(3) أنَّ الحالَ مُبَيِّنَةٌ للهَيْئَات، والتمييزُ مُبَيِّنٌ للذوات أو النِّسَب.
(4) أن الحال تتعدَّدُ بِخِلافِ التَّمْييز.
(5) أنَّ الحالَ تتقدَّمُ على عَامِلِها إذا كان فِعْلاً مُتَصَرِّفاً أَوْ وَصْفاً يُشْبهه، ولا يجوزُ ذلِكَ في التَّمْييزِ على الصحيح.
(6) حَقُّ الحَال الاشْتِقَاق، وحَقُّ التَّمْييز الجُمُود، وقد يَتَعَاكَسان، فَتَأتِي الحال جامِدَة كـ "هَذا مالُكَ ذَهَباً" ويأتي التَّمييزُ مُشْتَقّاً نحو "لِلّهِ دَرُّهُ فارساً".
(7) الحَالُ تأتي مُؤكِّدةً لعامِلها بخلاف التمييز.
(8) وتَقَدَّم أنَّ الحال بمعنى "في" والتَّمْييز بمعنى "مِن".
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 08:45 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمدًا. أفدت والله.
ـ[الحسناء]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 07:19 ص]ـ
شكر لكم