تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أشْكلَ عليّ فهمُهَا!

ـ[المفصاح]ــــــــ[18 - 04 - 2008, 01:47 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هناكَ عبارتٌ تعبَ عليّ فهمها وصعبَ عليّ إدراكها تفوه بها بعضُ أكابر النحاة، فأرجو من جمع الفصيح بيانها وشرحها بما هو المقدور وذلك زكاةً لعلمهم فإن العلم يزكو بالنفقة.

يقال،،

إن المركب الإضافي هو: كل كلمتين نزلت الثانية منهما منزلة التنوين في كل من التنوين والمضاف إليه يدل على انفصال الكلمة، كقولك (غلام زيد).

والمزجي: كل كلمتين نزلت الثانية منزلة تاء التأنيث. اهـ

ويقال أيضا،،

يطلق على الكلام على ما يحسن السكوت عليه من المتكلم بحيث لا يصير السامع منتظرا لشيء آخر، فالإنتظار هو الإنتظار التام بأن أخذ الفعل فاعله والمبتدأ خبره، بخلاف انتظار المفعول والحال في بعض المواضع، فلا يضر لأنه ناقص، وكذلك انتظار فهم المعنى بعد ذكر الجملة. اهـ

ويقال أيضا،،

إن اختلاف شراح الآجرومية في تفسير (بالوضع) إلى بالقصد وإلى بالوضع العربي راجع إلى اختلافهم في دلالة الكلام أهي وضعية أم عقلية؟ اهـ

أساتذتي، أحبتي .. إني تأملتُ هذه العبارات لكنّ الفهم امتنع أن يأتيني فأرجو منكم بيانها بما هو المقدور، نعم لعل الأمر الأخير يطول قليلاً إلا أن المعسور لا يسقط بالميسور وما لا يدرك جُلّه لا يترك كله ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 04 - 2008, 02:26 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هذه بعض المحاولات:

في المركب الإضافي: ينزل المضاف إليه منزلة التنوين، فهو عوض عنه، كما في: كلٌ أتى، فهي في قوة: كلُ أحدٍ أتى، فأغنى التنوين عن الإضافة، والتنوين يدل على كمال الاسم، لأنه يغني عن المضاف إليه، بخلاف الاسم غير المنون، فإنه مفتقر إلى ما يكمل معناه، فلو قلت: جاء كلُ، بالضم، فإن السامع يتطلع إلى ما بعد أحدُ، هل هو: من الرجال أم النساء أم الأطفال، بخلاف: جاء كلٌ، فإن به يتم المعنى لأن المتكلم قصد التعميم، فلم يبق في كلامه إبهام يحتاج إلى تبيين.

على أمل المتابعة إن شاء الله.

ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 04 - 2008, 10:05 ص]ـ

والعبارة الثانية قد يكون المقصود منها:

أن أركان الجملة تتم بذكر المبتدأ والخبر، أو: الفعل والفاعل، فبهما يتحقق المعنى المراد، وماعدا ذلك فهو فضلة لا يلزم ذكره لتمام أركان الجملة ومعناها الأصلي، كقولك: أكل زيد، فالمعنى الأصلي وهو إسناد فعل الأكل لزيد قد تحقق دون حاجة إلى ذكر المأكول الذي وقع عليه فعل الأكل، فإن ذكرته فهو من باب النافلة التي تفيد معنى ثانويا يزيد المعنى وضوحا، إلا إن كان السؤال عنه، فإنه يصير عمدة في الكلام، لأنه محط الفائدة، كأن يقال: ماذا أكل زيد؟، فلا يكون قولك: أكل محمد، في هذه الصورة مفيدا يحسن السكوت عليه، لأن البيان لم يتحقق به، وإن كانت الجملة من الناحية البنائية صحيحة، وكذا الحال بالنسبة إلى بقية الفضلات، فذكرها، أيضا، نافلة تزيد المعنى وضوحا، كذكر هيئة الآكل، كما في قولك: أكل زيد الأرز متعجلا، فالحال: "متعجلا" بينت هيئة الفاعل، فزادت المعنى وضوحا، ويقال هنا، أيضا، أنها تصير عمدة إذا كانت محط الفائدة، كأن يكون السؤال عنها فيقال: كيف أكل زيد الأرز؟.

وفي قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ):

المفعول: "السماء" و المعطوف عليه: "الأرض" عمدة في بيان المعنى مع أنهما فضلة من الناحية التركيبية، لأن الوقوف على: (وما خلقنا) يفسد المعنى المراد بل يثبت ضده!!.

وكذا الحال: "لاعبين" عمدة في بيان المعنى مع أنه، أيضا، فضلة من الناحية التركيبية، لأن الوقوف على: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ) يفسد المعنى، بل ينفيه أيضا.

فصار السياق فيصلا في مثل هذه المواضع.

والله أعلى وأعلم.

ـ[المفصاح]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 12:09 ص]ـ

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

أستاذي العزيز ..

لكَ كلُ الشكر مني على ما أفدتنيه ببيانك الرائع، وفقكَ الله تعالى

لكنْ .. أحاولُ أن أضع بين يديك ما فهمته منك في القول الثاني، فإن أخطأتُ فنبهني!

إنه يشترط في الكلام أن يحسن السكوت عليه بحيث السامع لا ينتظر شيئاً، وهذا الانتظار ليس مطلقاً بل أن لا يكون منتظراً لما هو العمدة في الكلام أما لو كان منتظراً لعمدة في الكلام فلا يتحقق عنوان الكلام .. مثلاً (زيدٌ ... ؟) فإن السامع يكون منتظراً لخبر في الكلام وهو عمدة فلذا لم يتحقق الكلام، وأما في (زيدٌ قائمٌ) فالسامع لا ينتظر عمدة بعد سماعه هذه الجملة إلا أنه قد ينتظر ما هو فضلة كالظرف أو الحال، وهذا يطلق عليه كلاماً.

نعم، كل ذلك إذا لم تكن الحال مثلا ً محط الفائدة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير