تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الحامدي]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 08:39 ص]ـ

شكرا للإخوة الفضلاء على مرورهم العاطر.

قال التقي الغزي في "الطبقات السنية في تراجم الحنفية" (نسخة الشاملة 1/ 36) بعد أن أورد كلام ابن خلكان السابق:

"قلت: وهو مع ما اشتمل عليه من الصواب في الجواب لا يخلو من شائبة التعصب، حيث جزم بأن الإمام رضي الله تعالى عنه كان قليل العربية، بمجرد كلمة صدرت منه على لغة أهل بلده، واستعملها غير واحد ممن يحتج بقوله في شعره، والحال إنه لم يُنقل عن أحد من أهل اللغة وحملة العربية، أنه قال: إن كل من تكلم بكلمة غير فصيحة في عرض كلامه، على لغة أهل بلده وهي غير شاذة، ولم يدونها في كتاب من كتبه، يكون لحاناً قليل العربية. هذا الإمام الشافعي رحمه الله تعالى، مع كونه ممن يحتج بقوله في اللغة، قال في بعض تآليفه: " ماء عذب أو مالح فقال: " مالح " ولم يقل " مِلح " وهي لغة شاذة، أنكرها أكثر أهل اللغة، ولم يقل أحدٌ في حقه بسبب ذلك، إنه كان قليل العربية واللغة، ولكن جرى الأمر في ذلك على قول الشاعر:

وعَينُ الرِّضَا عن كُلِّ عَيْبٍ كَلِيلةٌ ... كما أنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدِي المَسَاويَا

وقد ذكر بعض من صنف في مناقب الإمام الأعظم، في حق الإمام الشافعي مِن مثل هذه المؤاخذات شيئاً كثيراً، أضربنا عن ذكره، لعدم الفائدة، ولأن الأليق بكل إنسان أن يَكُفَّ لِسانه عن التكلم في حق مثل هؤلاء الأئمة، الذين اتفق الناس على علمهم وصلاحهم وعلو مقامهم إلا بخير، فإنه قلما أطلق أحد لسانه في حق السلف، إلا وعُجِّلت له النكبة في الدنيا قبل الآخرة، عَصمنا الله من ذلك بمنه وكرمه".

قلت - الضمير للحامدي -:

قد صدق – والله –محبر هذا الكلام، فالأولى أن نلتمس لهؤلاء الأئمة العظام أحسن المخارج، وخاصة إذا كان لهذه المآخذ وجه مقبول، كالعذر الذي ذكروه.

وتأمل كلامه الذي قال فيه:

" ولأن الأليق بكل إنسان أن يَكُفَّ لِسانه عن التكلم في حق مثل هؤلاء الأئمة، الذين اتفق الناس على علمهم وصلاحهم وعلو مقامهم إلا بخير، فإنه قلما أطلق أحد لسانه في حق السلف، إلا وعُجِّلت له النكبة في الدنيا قبل الآخرة، عَصمنا الله من ذلك بمنه وكرمه".

فلله ما أحسنه من كلام، وأصدقه!.

ـ[الحامدي]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 09:11 ص]ـ

دلني أخي الفاضل أبو مالك العوضي على الرابط التالي، وهو عن الموضوع نفسه:

قضية للمناقشة: هل كان أبو حنيفة لحانا؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95958)

وكاتب الموضوع هو أخونا الفاضل الدكتور مروان، جزاه الله خيرا.

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 04:22 م]ـ

لله دركم من نافعين مجيدين!

بارك الله فيكم. فكم أثريتم المنتدى بعذب كلامكم، وحسن إفهامكم!

وفقكم الله ببلوغ ما تحبون.

ونحن نقرأ ونستفيد منكم ومن اطلاعكم.

وأخص صاحب الموضوع ونافذة النقاش مشرفنا الغالي الحامدي.

ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 06:08 م]ـ

أشك في ثبوت تلك الأخبار كلها، ولا أستبعد احتمال الدس من الوراقين والمغرضين، وهم كثر في كل زمان ومكان، والأئمة -وعلى رأسهم أبو حنيفة- عندنا أكبر من أن يتهموا بأقل من ذلك، ولعلهم كانوا يكلمون العامة من الناس، فسمعهم من سمعهم، والاحتمالات كثيرة، وكلها تدل على براءتهم من ذلك براءة الذئب من دم ابن يعقوب-عليهما الصلاة والسلام- وهم بعيدون من كل تلك الأهام بعد الشمس من اللمس، والله أعلم.

ومن باب الذكرى-وهي تنفع المؤمنين- قال أهل العلم:" اعلم أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أعراض منتقصيهم معلومة، فمن أطلق لسانه فيهم بالثلب أماته الله قبل موته بموت القلب؛ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم". رحمهم الله رحمة واسعة، وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

وجزى الله خيرا أساتيذنا الكرام الحامدي وأبا مالك والدكتور مروان وكل من شارك هنا وهناك، فقد أفادونا بمعلومات كثيرة مفيدة، وكانوا سببا في اطلاعنا على خير كثيروعلم غزير.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير