وأما (من أنتَ زيداً)، فمنصوب بإضمار فعل لا يجوز إظهاره. وإنَّما لم يجز إظهاره لأنَّه جرى مجرى المثل. وأصله أَنَّ إنساناً حكى عن نفسه صفات وكنت تعرفها في زيد فأَنكرها فيه فقلت له: من أَنت زيداً؟ كأَنه قال: من أَنتَ تذكرُ زيداً؟ ثم صار يستعمل لكل من ذكر في نفسه صفات فأَنكرتها عليه فتقول له: من أَنت زيداً. أَي أَنت بمنزلة الذي قيل له: من أَنت زيداً.
فعليا منصوب بفعل مضمر تقديره " تذكر ".
ولكن إن كان كذلك، فهل يمكن لنا أن نقيس على أقوال العرب؟
أخي الفاضل، أنتظر منك العودة للمثال فتنقل لنا كيف ورد؟
ومن الأخوة التوجيه والتصويب لنا.
بورك في الجميع.
ـ[احمد علي حماد]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 06:30 م]ـ
استاذى النحوى الصغير
السلام عليكم
كفيّت ووفيّت
و انا اسال لاتعلم وتعم الفائدة على الجميع
والله من وراء القصد
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 06:48 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله في الجميع والشكر مخصوص لأخي النحوي الكبيرعلى ما أفاد وأجاد
وتتميما للفائدة أنقل ما جاء في كتاب المفصّل في الإعراب:
(الفصل الرابع التحذير
ومن المنصوب باللازم إضماره قولك في التحذير: إياك والأسدَ أي إتقِ نفسَك أن تتعرض للأسد , والأسدَ أن يهلكك , ونحوه: رأسك والحائط , ومنه: رأسك والسيف , ويقال: إياي والشر, وإياي , وأن يحذف أحدكم الأرنب , أي نحني عن الشر , ونح الشر عني , ونحني عن مشاهدة حذف الأرنب , ونح حذفها عن حضرتي ومشاهدتي , والمعنى النهي عن حذف الأرنب , ومنه شأنك والحج أي عليك شأنك مع الحج , وامرأ ونفسه , أي دعه مع نفسه , وأهلك والليل , أي بادرهم قبل الليل , ومنه عذيرك , أي أحضر عذرك , أو عاذرك , ومنه: هذا ولا زعماتك , وقولهم كليهما وتمرا , أي إعطني , وكل شيء ولا شتيمة حر , أي ائت كل شيء ولا ترتكب شتمه حر , ومنه قولهم: انته أمرا قاصدا , لأنه لما قال انته! علم أنه محمول على أمر يخالف المنهي عنه, قال الله تعالى (انتهوا خيرا لكم) ويقولون: حسبك خيرا لك , ووراءك أوسع لك , ومنه: من أنت زيدا , أي تذكر زيدا , أو ذاكرا زيدا , ومنه مرحبا , وأهلا وسهلا , أي أصبت رحبا ضيقا , وأتيت أهلا لا أجانب , ووطئت سهلا من البلاد لا حزنا , وأن تأتني فأهل الليل وأهل النهار, أي فإنك تأتي أهلا لك بالليل والنهار , ومنه قولهم: "كاليوم رجلا" بإضمار" لم أر" , قال أوس:
(حتى إذا الكلاب قال لها ... كاليوم مطلوبا ولا طلبا)
ويقولون الأسد الأسد , والجدار الجدار, والصبي الصبي , إذا حذوره الأسد والجدار المتداعي وإيطاء الصبي , ومنه أخاك أخاك , أي الزمه , والطريق الطريق , أي خلة , وهذا إذا ثني لزم إضمار عامله وإذا أفرد لم يلزم.)