ـ[محبة اللغة العربية]ــــــــ[20 - 12 - 2004, 01:16 ص]ـ
أشكركم على التواصل جميعا، أشكر الأستاذ قمر الزمان على هذا التوضيح، وقد أكد ماقلت في أن الأصح هو أن خبرليت في عبارة (ليت شعري) محذوف تقديره حاصل أوكائن، ولكن من باب الأمانة أقول وأوضح أن بعض النحاة أجاز الوجهين جميعا أدعم هذا بقول مؤلف آخر:
ورد شاهد في كتاب سيبويه وهو:
ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى
من الأمر أو يبدو لهم مابدا ليا
نجد في الحاشية إعرابا لهذا البيت وواضع الحاشية هو د. أميل بديع يعقوب.
جعل خبر ليت محذوف تقديره كائن ولكنه أجاز الوجه الثاني يقول: (جملة ليت شعري كائن) ابتدائية لا محل لها. و (هل يرى الناس): مفعول به للمصدر (شعري) محلها النصب، ويمكن أن تكون خبرا ل (ليت) محلها الرفع على تأويل شعري ب (مشعوري) وجملة أرى: صلة الموصول الاسمي لامحل لها من الإعراب.
انظر: الكتاب لسيبويه ص201 المجلد الثالث طبعة دار الكتب العلمية
وجزاكم الله خيرا.
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[20 - 12 - 2004, 09:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذة الموفقة محبة اللغة العربية
شكرا لك على هذا الموضوع الجميل، والطرح الجميل
(أقول مازحا) سميتني قمر الزمان وأنا اسمي قمر لبنان ولا طاقة لي بما سميتني في هذا الزمان الصعب
لأنه يحتاج إلى قمر أكثر نورا، وشمس أكثر ضياء ومن أين لي هذا؟؟
أما مسألة " ليت شعري "
قلت: إن جمهور النحاة عد الخبر محذوفا (كون عام) كما ذكرت، لكن بعضهم عد جملة الاستفهام خبرا
ونقلت لك قول صاحب الهمع وأعيد نقله "وذهب بعضهم إلى أن جملة الاستفهام هي الخبر ورده النحاة بأنه يؤدي
إلى الإخبار بالجملة الطلبية وإلى خلو المخبر بها عن الرابط " انتهى
اشترط صاحب الهمع وجود الرابط في جملة الاستفهام حتى يصح إعرابها خبرا.
أين الرابط فيما ذكرت؟ إن وجد الرابط جاز القول بإعراب جملة الاستفهام خبرا وإن لم يوجد فلا يجوز.
ما أريد أن أقوله أختي: إن كلام النحاة ليس صوابا في كل الأمور فقد يصيب في واحدة ويخطىء في أخرى
ولا يجب علينا أن نعد كلامهم منزلا بل يحتاج إلى فهم أولا وتمحيص وتدقيق ثانيا ولي رأي: يجب تشذيب علم النحو لأن فيه أدلة غير معروف قائلها فكيف أقبل بدليل غير معروف القائل؟؟ حتى إن استشهد به النحاة وقيسي على ذلك في كثير من المسائل.
ـ[محبة اللغة العربية]ــــــــ[25 - 12 - 2004, 12:02 ص]ـ
أردت إيضاح الوجه الإعرابي الآخر من باب الأمانة العلمية، ولكن لا أدافع عنه، بل أنا مقتنعة بما أوضحته يا أستاذ، وأريد توضيح نقطة صغيرة وهي أنك قلت في تعقيبك السابق (أما مسألة ليت شعري قلت .. )
أنت لم تدخل الفاء على جواب أما، ودخولها لازم قال ابن هشام في مغني اللبيب عن أما: (وهو حرف شرط وتفصيل وتوكيد، أما أنها شرط فيدل لها لزوم الفاء بعدها نحو: (فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون) ص120 - 121
ولاتسقط إلا في الضرورة نحو قول الشاعر:
فأما القتال لاقتال لديكم ولكن سيرا في عراض المواكب
كذلك في جواب أما في قولنا أما بعد، فالكثير ينسى الفاء، فالصحيح أن نقول مثلا:
(أما بعد
فإني أشكرك ياأستاذ قمر لبنان)
وفعلا أنا أشكرك على حرصك على إيضاح المعلومة، مما يدل على حبك للغوص في أعماق العلم وتبحرك فيه، جزاك الله خيرا ونفع بعلمك.
نأخذ عبارة أخرى
(كل شيء ولاهذا)
هذه عبارة نتداولها لا في الفصحى فقط بل في عاميتنا أيضا، أي في أحاديثنا اليومية.
فما إعرابها؟
واضح مثلا أن (شيء) مضاف إليه ولكن ماذا عن كل وهذا؟
سيبويه سيجيبنا على ذلك، فقد وردت هذه العبارة في كتاب سيبويه تحت عنوان (هذا باب يحذف منه الفعل لكثرته في كلامهم حتى صار بمنزلة المثل)
يقول سيبويه (ومن ذلك قولهم (كل شيء ولاهذا) و (كل شيء ولاشتيمة حر)
أي ائت كل شيء ولاترتكب شتيمة حر فحذف لكثرة استعمالهم إياه) ص281
يتضح لنا من الكلام السابق إذن أن (كل) تعرب على أنها مفعول به منصوب بفعل محذوف، و (هذا) لها نفس الإعراب فهي اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به بفعل محذوف.
هذه العبارة عبرت عن المعنى بوضوح تام وبلفظ قصير، مما يدل على ثراء اللغة العربية بكنوز من العبارت البليغة.
ـ[محبة اللغة العربية]ــــــــ[25 - 12 - 2004, 12:41 ص]ـ
عبارة (كل عام وأنتم بخير)
بادئة:
تسعدنا هذه العبارة كثيرا فهي تذكرنا بالأعياد، ولكن أي أعياد؟
أعيادنا طبعا وليست أعياد الغير، يجب أن نحذر من الاحتفال بأعياد غير المسلمين التي تسمى أعياد رأس السنة، فذلك محرم بشكل قاطع، فالحمد لله لنا عيدان وليس واحدا، ولايجوز الاحتفال بغيرهما، بالإضافة إلى أن حياة المسلم كأنها أعياد كلها في جميع لياليها، حياته سعادة في سعادة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول (أمر المؤمن كله خير)، فإذا أردنا السعادة فالسعادة في الإقبال على الله بالطاعات.
إعراب هذه العبارة:
كل: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف
عام: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة وخبر المبتدأ محذوف تقديره مقبل
وأنتم: الواو حالية، أنتم ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ
بخير: الباء حرف جر متعلق بخبر محذوف تقديره: موجودون، (خير) اسم مجرور بالكسرة الظاهرة وجملة (وأنتم بخير) في محل نصب حال
إعراب آخر:
يجوز إعراب (كل): نائب ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة
وجملة (وأنتم بخير) استئنافية
المرجع: معجم الإعراب والإملاء لإميل يعقوب ص339
خاتمة الكلام: إلى من يريد الاحتفال بعيد رأس السنة أقول له هل النصارى يحتفلون بأعيادنا؟ لماذا إذن نحتفل بأعيادهم؟؟ نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فلماذا نهين أنفسنا؟؟ انتظروا فقد اقترب عيدنا عيد الأضحى فلماذا الاستعجال؟
دعاء: أدعو الله أن تكون حياتكم كلها هناء في ظل القرآن وشريعة الله، أسعد الله أيامكم ولياليكم وشكرا.
¥