ـ[أمة الله الواحد]ــــــــ[14 - 06 - 2009, 10:56 م]ـ
حياك الله أختنا الكريمة.
من في البيت المذكور (إن من يدخل الكنيسة يوما ** يلق فيها جآذرا وظباء) اسم شرط، بدليل جزم (يلق) جوابا للشرط.
ولأن أدوات الشرط لها الصدارة ولا يعمل ما قبلها فيها ولا في ما في حيزها، تعرب (من) هنا مبتدأ.
أما الحرف الناسخ (إن) فاسمه ضمير شأن محذوف، وخبره هو جملة الشرط كلها.
وعلى هذا فلم تعمل (إن) في (من) ولا في شيء مما بعدها، بل الجملة كلها حلت محل خبر إن.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زادك الله علما ورفع قدرك آمين
أستاذ أبا عبد القيوم برجاء توضيح هذا الأمر لأني أجد فيه لبسا
كيف لا تعمل (إنّ) شئ فيما بعدها وقد وقعت جملة الشرط كلها خبرا لـ (إنّ)، أم ان الإعمال لا يشمل كون جملتي الشرط (في محل) رفع خبر (إن ّ)؟
وشكرا لكم سعة صدركم.
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[15 - 06 - 2009, 11:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زادك الله علما ورفع قدرك آمين
أستاذ أبا عبد القيوم برجاء توضيح هذا الأمر لأني أجد فيه لبسا
كيف لا تعمل (إنّ) شيئا فيما بعدها وقد وقعت جملة الشرط كلها خبرا لـ (إنّ)، أم ان الإعمال لا يشمل كون جملتي الشرط (في محل) رفع خبر (إن ّ)؟
وشكرا لكم سعة صدركم.
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة، وزادك الله علما ورفع قدرك في الدارين.
لو افترضنا أننا في مؤسسة ترفع شعارا يقول مثلا: (من يسأل الناس يحرموه وسائل الله لا يخيب)
لو طلب منك إعراب هذا الشعار فسوف تعربينه إن شاء الله إعرابا صحيحا، يشمل هذا الإعراب المفردات ومواقع المبنيات والجمل الجزئية.
قد تزيدين في الإعراب أن العبارة كلها لا محل لها من الإعراب لكون جملة الشرط ابتدائية، وما بعدها معطوفا عليها.
الآن لو تغير الشعار، ثم قال قائل:
كان شعارنا من يسأل الناس يحرموه وسائل الله لا يخيب.
لو طلب منك الآن إعراب هذا المقول، فما ذا تقولين:
لا شك أنك ستعربين كان الناقصة بأنها فعل ماض ناقص ........
وستعربين شعارنا اسم كان مرفوع ومضافا إليه.
أما نص الشعار (من يسأل ..... ) فلن يتغير من إعرابه أي شيء؛ لا إعراب المفردات ولا إعراب الجمل المكونة له.
هل يصح أن أعرب من أو أية كلمة أخرى أو أية جملة جزئية فيها خبرا لكان؟ الجواب طبعا لا.
إذًا، فكان الناقصة لم تعمل في من ولا في ما يكمل الكلام بعدها أي شيء.
ولكن كان تطلب خبرا لتتم فائدة الكلام. هذا الخبر حقه أن يكون كلمة واحدة (كان شعارنا جميلا، مثلا).
جملة (من) التي كانت ابتدائية حلت محل الخبر، لم تعمل كان فيها شيئا ألبتة، لكنها حلت محل كلمة لو ذكرت كانت منصوبة.
إذا نقول جملة من (أو هنا جملة من وما عطف عليها) في محل نصب خبر كان.
أي أن كون الجملة في محل إعراب لا يعني أن مكوناتها معمول فيها.
نفس الكلام يقال في البيت:
من يدخل الكنيسة يلق فيها جآذر وظباء. من لها الصدرة ولا يسبقها ما يعمل فيها أو ما في حيزها.
إن الأمر: من يدخل ......
عمل إن هنا في محل الجملة لا يعني عمله فيما تضمنته الجملة.
أرجو ألا أكون زدت الأمر لبسا وغموضا.
والله الموفق
ـ[أمة الله الواحد]ــــــــ[15 - 06 - 2009, 01:06 م]ـ
على العكس أستاذي الكريم، لقد زدته وضوحا وبيانا فجزاك الله عنّا خيرا ورزقك الدرجات العُلا آمين.
آخر استفسار وأرجو ألا اُثقل عليكم ,
أصبحت الآن جملة " من يسأل الناس يحرموه وسائل الله لا يخيب " بعد دخول كان الناقصة عليها في محل نصب خبرها، أليس الخبر هو أحد معمولي كان؟ إذن كان طلبت معمولين أحدهما جملة الشرط وجوابه وهذا في حد ذاته عمل قامت به كان، ومن هنا أفهم أن المحل الذي وقعت فيه جملة الشرط لم يكن إعمالا في مفردات الجملة لكنه كان إعمالا للجملة كلها، ولا زلت لا أستوعب لماذا نقول أن ما قبل أدوات الشرط لا يعمل فيما بعدها ولا فيها شيئا رغم أن الجملة الشرطية (بجزئيها) وقعت بالفعل أحد معمولي كان أو أيّ كان ما قبل أداة الشرط وكان له عمل في جملة الشرط؟
لكن سآخذ القاعدة كما هي رغم أني أجد أن جملة الشرط تقع موقع أي جملة أخرى سدت مسد الخبر أو أيّ كان العامل فيما قبل أداة الشرط، ولماذا لا نقول أن جملة الحال في نحو قولنا: (جاء محمد وهو مبتسم) لم يتغير إعراب مفرداتها قبل دخول الفعل والفاعل عليها عمّا كانت مفرداتها عليه بعد دخول الفعل والفاعل عليها وبالتالي فإن ما قبلها لم يعمل فيها شيئا؟ وكذلك نقول في أي جملة اسمية أو فعلية وقعت في محل إعرابي، ألئن أسماء الشرط لها الصدارة لهذا لم نقبل لها أن يدخل عليها عامل؟ فلماذا إذن جعلناها في محل مادام لا يؤثر ما قبلها فيها ولا فيما بعدها؟ ولماذا لا نقول أن ما قبلها يؤثر فيها فتصبح جملتها في محل إعراب ما يقتضيه العامل قبلها مثلها مثل أي جملة اسمية أو فعلية وقعت في محل إعرابي لكلمة بدلا من أن نقول أن ما قبلها لا يعمل فيها ولا فيما بعدها شيئا؟
عُذرا على الإطالة وشكرا لكم تبليغكم العلم وجزاكم الله خيرا
¥