أن وجه غرابة ما ذكره الفراء وابن خالويه أن لا النافية دخلت على اسم الفعل مع أن اسم الفعل في المشهور من الاستعمال العربي لا يجوز أن يدخل عليه عامل يؤثر فيه وذكر العلامة اللقاني أن وجه غرابة هذا الذي نقله المؤلف عن الفرّاء وابن خالويه أنهما جعلا لا النافية مع ما بعدها اسما واحدا، فزعم أنه ركب لا مع مساس ثم أراد منه الإثبات، مع أن الأصل في العربية أن لا إذا دخلت على اسم صيّرته منفيا، وههنا صارت هي والاسم بمعنى الإثبات فيصير المعنى في لا مساس " امسسني " بخلاف المعنى على ما ذكرناه أولا فإن المعنى عليه لا تمسسني وهذا هو الموافق للقراءة المشهورة.
فأمّا سؤالك عمن قال أن العامل دخل على مساس فهذا واضح مما وضعت موضوعي لأجله وسألت عنه من تخريج العلماء لقولي الفراء وابن خالويه.
أختي الفاضلة، من قال بأنها صارت هي والاسم بمعنى الإثبات؟
فالذي أعرفه أن معنى " تركيب لا مع اسمها ورفعهما على الابتداء كاسم واحد أي: لتركّبِهِ مع «لا» وصيرورته معها كالشيء الواحد، فهو معها كخمسَةَ عَشَرَ، فهو مركب مع عامله لا ينفصل عنه كما لا ينفصل عشر، من خمسة،
أمّا أن تفيد الإثبات بتركيبها مع اسمها فلا علم لي بذلك.
صارت بمعنى الإثبات بعدما رُكبت مع اسمها كاسم واحد وهذا ما جئت أسأل عن معناه في هذا الموضوع وسبب سؤالي ما نقلته عن شذور الذهب. وتفضلي بقراءة المكتوب باللون الأزرق مباشرة أعلى هذه الفقرة وسنعود مرة ثانية لنقطة أن لا واسمها صارتا بمعنى الإثبات بعدما رُكبت مع اسمها والمفروض أنها تفيد النفي؟؟
لو تقرأين نفس الصفحة التي نقلت عنها ربما وقفتي على أسئلتي أختي الكريمة
فبعد أن رُكبت لا مع اسمها في شرح الفراء وابن خالويه فههنا صارت هي والاسم بمعنى الإثبات مع أن الأصل في العربية أن لا إذا دخلت على اسم صيرته منفيا.
فإذا كان اسمُ «لا» مبنياً، ونُعِتَ بمفرد يليه ـ أي لم يُفْصَل بينه وبينه بفاصل ـ جاز في النعت ثلاثَةُ أوْجُه:
الأول: البناء على «الفتح»، لتركُّبه مع اسم «لا» كما ركب اسمها معها نحو: «لا رَجُل ظَرِيفَ».
الثاني: النصبُ، مراعاةً لمحل اسم «لا» نحو: «لا رَجُل ظَريفاً» فمحل اسم لا النصب.
الثالث: الرَّفْعُ، مراعاةً لمحل «لا» واسمها، لأنهما في موضع رفع عند سيبويه فقد ذهب سيبويه إلى أن الخبر ليس مرفوعاً بـ «لا» وإنما هو مرفوع على أنه خبر المبتدأ، لأن مذهبه أن «لا» واسمَهَا المفردَ في موضع رفع بالابتداء، والاسم المرفوع بعدهما خبر عن ذلك المبتدأ، ولم تعمل «لا» عنده في هذه الصورة إلا في الاسم، نحو: «لا رَجُلَ ظريفٌ».
هذا ما أسأل عنه ويخص تركيب لا مع اسمها ورفعهما على الابتداء، هل تتفضلين بكتابة المعنى الذي أفادته لا بعدما رُكبت مع اسمها فصارتا كاسم واحد رُفع نعت اسم لا بسببها؟
ما معنى: لا رجل ظريف ٌ في الدار؟ بعد تركيب لا مع اسمها وتحولهما إلى اسم واحد؟
ووفقك الله وأنتظر تفضلك بالإجابة على السؤال.
ـ[أمة الله الواحد]ــــــــ[24 - 06 - 2009, 06:01 م]ـ
عزيزتي الفاضلة، لقد وجت في كتاب شرح شذور الذهب باب شرط صوغ " فعال " خلاف ما كتبت وفقك الله وبارك فيك وإليك ما وجدت:
ويجوز قياساً مطرداً صَوْغُ فَعَاللِ هذا وَفَعَاللِ السَّابِقِ ـ وهو الدال على الأمر ـ مما اجتمع فيه ثلاثة شروط، وهي: أن يكون فعلاً ثلاثياً، تامًّا؛ فيبني من نزل نَزَاللِ، ومن ذهب ذَهَاببِ، ومن كَتَبَ كَتَاببِ، بمعنى انْزِلْ واذْهَبْ واكْتُبْ، ويقال من فَسَقَ وفَجَرَ وزَنَا وسَرَقَ: يا فَسَاققِ، ويا فَجَارِ، ويا زَنَاءِ، ويا سَرَاققِ، بمعنى يا فاسقة، يا فاجرة، يا زانية، يا سارقة. ولا يجوز بناء شيء منها من نحو اللصوصِيَّة؛ لأنها لا فِعْلَ لها، ولا من نحو: دَحْرَج واسْتَخْرَج وانْطَلَق؛ لأنها زائدة على الثلاثة، ولا من نحو: كَانَ وظَلَّ وبَاتَ وصَارَ؛ لأنها ناقصة لا تامَّة. ولم يَقَعْ في التنزيل فَعَاللِ أمراً إلا في قراءة الحسن: {لاَ مِسَاسَ (طه: الآية 97)} بفتح الميم وكسر السين، وهو في دخول «لا» على اسم الفعل بمنزلة قولهم للعاثر إذا دَعوْا عليه بأن لا ينتعش ـ أي لا يرتفع ـ «لا لَعاً»
وفي معاني القرآن العظيم للفراء: ومن العرب من يقول: لا مَسَاسسِ، يذهب به إلى مذهب دَرَاككِ ونَزَاللِ، وفي كتاب ليس لابن خالويه لا مَسَاسسِ مثل دَرَاككِ ونَزَاللِ، وهذا من غرائب اللغة، وحمله الزمخشري والجوهري على أنه من باب قَطَام، وأنه معدول عن المصدر، وهو المَسُّ.) أهـ
لم أجد ما نقلته في اكتاب لدي فلعل الطبعة مختلفة، فلعلك تشيرين وفقك الله إلى دار النشر إذ الموجود لدي من " دار الكتب العلمية ".
هل كتبت إلا هذا؟
أين الخلاف؟
وهذا ما كتبته في الموضوع:
في كتاب " معاني القرآن العظيم " للفرّاء: ومن العرب من يقول: لا مسَاس ِ، يذهب به إلى مذهب درَاك ونَزَال ِ.
وفي كتاب " ليس لابن خالويه ": لا مساس مثل درَاك ونَزَال.
وفي التعليق على هذا ذكر مؤلف شذور الذهب في باب المبني على الكسر أن هذا من غرائب اللغة و جاء في الهامش:
أن الفرّاء وابن خالويه جعلا لا النافية مع ما بعدها اسما واحدا، فزعم أنه ركب لا مع مساس ثم أراد منه الإثبات، مع أن الأصل في العربية أن لا إذا دخلت على اسم صيّرته منفيا، وههنا صارت هي والاسم بمعنى الإثبات فيصير المعنى في لا مساس " امسسني " بخلاف المعنى على ما ذكرناه أولا فإن المعنى عليه لا تمسسني وهذا هو الموافق للقراءة المشهورة.
وعموما تفضلي بفتح باب المبني على الكسر وستجدين ما كتبتُه ثم حكمت ِ أنك وجدتي خلافا فيه، وأرجو بييان نوعية هذا الخلاف سواء قرأتي في نسختك أو اشتريتي النسخة التي أعطيتك بياناتها فكلاهما واحد على ما أعتقد ولا أعلم سبب حكمك بوجود خلاف رغم أنك كتبتي ما كتبتُه
¥