الأستاذ الفاضل: وليد المصري
جزاك الله خيرا ... على سؤالك .... وعلى مرورك الكريم على هذه النافذة
ـ[عين الضاد]ــــــــ[02 - 10 - 2009, 09:03 م]ـ
ما أنواع العلم .. وما أقسامه؟
لتسمح لي أختي " الرحمة " أن أجيب عن سؤال الأخت " أنوار "
يقول ابن مالك في تعريف العلم في ألفيته:
اسْمٌ يُعَيِّنُ الْمُسَمَّى مُطْلَقا ** عَلَمُهُ، كَجَعْفَرٍ، وَخِرْنِقَا
وَقَرَنٍ، وَعَدَنٍ، ولاَحِقِ، ** وَشَذْقَمٍ، وَهَيْلَةٍ، وَوَاشِقِ
وقد شرح ابن عقيل فقال:
الْعَلَم هو: الاسم الذي يعين مسمَّاه مطلقاً، أي بلا قَيْدِ التكلم أو الخطاب أو الغَيْبَةِ، فالاسم: جنس يشمل النكرة والمعرفة، و «يعين مسماه»: فَصْل أخْرَجَ النكرة، «وبلا قيد» أخْرَجَ بقية المعارف، كالمضمر، فإنه يعين مسماه بقيد التكلم كـ «ـأنت» أو الغيبة كـ «ـهو»، ثم مَثَّلَ الشيخ بأعلام الأناسِيِّ وغيرهم، تنبيهاً على أنَّ مُسَمَّيَاتِ الأعلام العقلاء وغيرهم من المألوفات؛ فجعفر: اسم رجل، وخِرْنِقُ: اسم امرأة من شعراء العرب
وهي أخت طَرَفَةَ بنِ الْعَبْدِ لأمِّهِ، وقَرَنُ: اسم قبيلة، وعَدَنُ: اسم مكان، ولاحِق: اسمُ فرسٍ، وشَذْقم: اسم جَمَل، وهَيْلَة: اسم شاة، وواشق: اسم كلب.
ثم تكلم عن أقسام العلم باعتبار لفظه وكيفة ترتيبها في قوله:
وَاسْماً أتَى، وكُنْيَةً، وَلَقَبا ** وَأَخِّرَنْ ذَا إِنْ سِوَاهُ صَحِبَا
وَإِنْ يَكونَا مُفْرَدَيْن فَأَضِفْ ** حَتْماً، وإلاَّ أتْبِعِ الَّذِي رَدِفْ
ووضح تلك الأقسام وترتيبها ابن عقيل في قوله:
ينقسم العلم إلى ثلاثة أقسام: اسم، وكُنْيَةٍ، ولَقبٍ، والمراد بالاسم هنا ما ليس بكنْيَة ولا لَقَبٍ، كزيد وعمرو.
وبالكُنْية: ما كان في أوله أبٌ أو أمٌ، كأبي عبد الله وأمِّ الخير،
وباللقب: ما أشْعرَ بمدحٍ كزين العابدين، أو ذَمَ كأنْفِ النَّاقَةِ.
وأشار بقوله: «وأخِّرَنْ ذا ـ إلخ أن اللقب إذا صَحِبَ الاسمَ وجب تأخيرُه كزيد أنْفِ الناقةِ، ولا يجوز تقديمُهُ على الاسم، فلا تقول: أنف الناقة زيد، إلا قليلاً، ومنه قولُه:
بأنَّ ذَا الْكَلْبِ عَمْراً خَيْرَهُمْ حَسَبَا ** بِبَطنِ شِرْيانَ يَعْوِي حَوْلَهُ الذِّيبُ
وظاهرُ كلام المصنف أنه يجب تأخيرُ اللقب إذا صحبَ سواهُ، ويدخل تحت قوله: «سواه» الاسمُ والكنيةُ، وهو إنما يجب تأخيرُه مع الاسم، فأما مع الكنية فأنت بالخيار بين أن تُقَدِّم الكُنْيَةَ على اللقب؛ فتقول: أبو عبد الله زين
العابدين، وبين أن تقدم اللقب على الكنية؛ فتقول: زَيْنُ العابدين أبو عبد الله؛ ويوجد في بعض النسخ بدل قوله: «وأخِّرَنْ ذا إنْ سواه صحبا»: «وذا اجْعَلْ آخراً إذا اسماً صَحِبَا»، وهو أحْسَنُ منه، لسلامته مما وَرَدَ على هذا، فإنه نصٌّ في أنه إنما يجب تأخيرُ اللقب إذا صحب الاسْمَ، ومفهومُهُ أنه لا يجب ذلك مع الكنية، وهو كذلك، كما تقدم، ولو قال: «وأخرن ذا إن سِوَاهَا صَحِبَا»، لَما وَرَدَ عليه شيء، إذ يصير التقدير: وأخِّر اللَّقَبَ إذا صحب سوى الكنية، وهو الاسم، فكأنه قال: وأخر اللقب إذا صحب الاسم.
إذا اجتمع الاسمُ واللقبُ: فإما أن يكونا مفرَدَيْن، أو مركَّبين، أو الاسمُ مركباً واللقب مفرداً، أو الاسم مفرداً واللقب مركباً.
فإن كانا مفردَيْن وَجَبَ عند البصريين الإضَافَةُ، نحو: هذا سعيدُ كُرْزٍ، ورأيت سعيدَ كُرْزِ، ومررت بسعيد كُرْزٍ؛ وأجاز الكوفيون الإتْبَاعَ؛ فتقول: هذا سعيدٌ كَرْزٌ، ورأيت سعيداً كرزاً، ومررت بسعيدٍ كرزٍ، ووافقهم المصنف على ذلك في غير هذا الكتاب. وإن لم يكونا مفردين ـ بأن كانا مركبين، نحو: عبد الله أنْفُ الناقةِ، أو مركَّباً ومفرداً، نحو: عبد الله كرز، وسعيد أنف الناقة، وجب الإتباعُ؛ فنُتْبعُ الثاني الأولَ في إعرابه، ويجوز القطع إلى الرفع أو النصب، نحو مررت بزَيْدٍ أنْفُ الناقة، وأنْفَ الناقة؛ فالرفع على إضمار مبتدأ، التقدير: هو أنْفُ الناقة، والنصب على إضمار فعلٍ، والتقدير: أعني أنْفَ الناقة؛ فيقطع مع المرفوع إلى النصب، ومع المنصوب إلى الرفع، ومع المجرور إلى النصب أو الرفع، نحو: هذا زَيْدٌ أنْفَ الناقةِ، ورأيت زيداً أنْفُ الناقة، ومررت بزَيْدٍ أنْفَ الناقة، وأنْفُ الناقة.
ثم تكلم عن أنواعه باعتبار أصالته وعدمه فقال:
¥