ـ[عمرمبروك]ــــــــ[01 - 12 - 2009, 02:45 م]ـ
فصل في ما ولات وإن المشبهات بليس
158) إعمال ليس أعملت ما دون إن **مع بقا النفي وترتيب زكن
159) وسبق حرف جر أو ظرف كما** بي أنت معنيا أجاز العلما
160) ورفع معطوف بلكن أو ببل ** من بعد منصوب بما الزم حيث حل
161) بعد ما وليس جر البا الخبر**وبعد لا ونفى كان قد يجر
162) في النكرات أعملت كليس لا** وقد تلى لات وإن ذا العملا
163) وما للات في سوى حين عمل ** وحذف ذى الرفع فثا والعكس قل
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[01 - 12 - 2009, 02:54 م]ـ
158) إعمال "ليس" أُعملت "ما" دون "إن"**مع بقا النفي , وترتيب زُكن
إعمال: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف ولفظ"ليس" في محل جر مضاف إليه.
أُعملت: فعل ماض -مبني للمجهول- مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
"ما": لفظ "ما" في محل رفع نائب فاعل.
دون "إن": ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره (وهذا الظرف متعلق بمحذوف حال من "ما"" , والتقدير: أعملت "ما" حال كونها كائنة أو استقرت دون "إن") و (دون) مضاف , ولفظ"إن" في محل جر مضاف إليه.
مع بقا النفي: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره (وهذا الظرف متعلق بمحذوف "ما") و "مع": مضاف , وبقا: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة إلا أنه قصر لأجل الضرورة , وبقا: مضاف , والنفي: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
وترتيب: الواو: حرف عطف وترتيب: معطوف على "بقا" مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
زُكن: فعل ماض – مبني للمجهول- مبني على الفتح , وسكن لأجل الوقف , ونائب الفاعل: ضمير مستتر جوازاً تقديره "هو" يعود على "ترتيب" وجملة [زُكن] في محل رفع على أنها صفة لترتيب.
معنى البيت:
ابن مالك رحمه الله لم يصغ هذا الفعل صيغة المجمع عليه، فقال: (أعملت) يعني: أعملها ناس، فالذي أعملها الحجازيون دون التميميين، فالتميميون أهملوها؛ لأن الأصل عندهم أن الحروف لا تعمل إلا الحرف المختص؛ ولهذا فإن (هل) حرف استفهام لا يعمل؛ لأنها مشتركة بين الأسماء والأفعال. لكن (إلى) و (من) و (على) و (لم) و (إن الشرطية) تعمل؛ لأن (لم وإن) مختصة بالأفعال، و (إلى وعلى) مختصة بالأسماء، وهذه القاعدة أغلبية وليست مطردة في كل حال. فإذاً: الذين أعملوا (ما) إعمال (ليس) هم الحجازيون، وبلغتهم جاء القرآن، قال الله تبارك وتعالى: مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ [يوسف:31]. وبنو تميم قبل توحيد القرآن على حرف واحد يقرءون: (ما هذا بشرٌ) أما بعد توحيده فيجب أن يقرأ بما وحده عليه الصحابة. وهنا بيت أديب يقول فيه: ومهفهف الأعطاف قلت له انتسب فأجاب: ما قتل المحب حرام فهذا الحبيب ينتمي إلى قبيلة تميم؛ لأنه قال: ما قتل المحب حرامُ، ولو كان حجازياً لقال: ما قتل المحب حراماً. لكن يشترط لإعمال (ما) عمل ليس أن تكون غير مقترنة بإن؛ ولهذا قال ابن مالك: (دون إن). فإن اقترنت بإن لم تعمل، والمراد بإن هنا إن الزائدة، ومن ذلك قول الشاعر: بني غُدَانَةَ مَا إِنْ أَنْتُمُ ذَهَبٌ وَلا صَرِيفٌ ولكِنْ أَنْتُمُ الخَزَفُ الخزف من الطين، والذهب معروف، والصريف الفضة، فيقول: أنتم ما لكم أصل، إذ معدنكم رديء لأنه من الخزف، ولا يريد أن يبين للناس أن أصل بني آدم من طين. وهنا لم تعمل ما؛ لأنها اقترنت بإن الزائدة. ولو قلت: ما زيد قائماً، صح. وإن قلت: ما إن زيد قائماً، فهذا خطأ؛ لأنها اقترنت بها إن الزائدة، وإذا اقترنت بها إن الزائدة بطل عملها. الشرط الثاني: قوله: (مع بقا النفي وترتيب زكن). (مع) ظرف مكان منصوب على الظرفية، وربما قيل فيه: معْ، لكنه قليل، كما قال ابن مالك: ومعَ معْ فيها قليل ونُقل فتح وكسر لسكون يتصل لكن هنا لا يجوز (معْ)؛ لأنه ينكسر البيت، فيقال: معَ بقا النفي، و (بقا) أصلها: بقاء، بالهمزة ولكن حذفت الهمزة لاستقامة ميزان النظم. وقوله: (وترتيب) يعني: ومع ترتيب زكن. هذان شرطان: الشرط الأول: أن يبقى النفي، فإن انتقض النفي فإنها لا تعمل، مثاله: ما زيد إلا قائم، فلا يجوز أن تقول: ما زيد إلا قائماً؛ لأن النفي انتقض. وقيل: تعمل وإن انتقض النفي. فتقول: ما زيد إلا قائماً، لكن هذا القول ضعيف؛ لأن القرآن يدل على أنه إذا انتقض نفيها بطل
¥