(وقد جاء الحذف في مثله والحرفان في كلمتين إذا كان الثاني لام التعريف، نحو علماء: أي على الماء، وأما قولهم علرض فقياس، لانه نقل حركة الهمزة إلى لام التعريف، ثم اعتد بالحركة المنقولة فأدغم لام على فيها، وكذا قالوا في جلا الامر وسلا الاقامة: جلمر وسلقامة، وفيه اعتداد بحركة اللام من حيث الادغام، وترك الاعتداد بها من حيث حذف ألف على وجلا.)
وقرئ قوله تعالى " إنا إذا لمن الآثمين" لملاثمين:
البحر المحيط: (وقرأ الأعمش وابن محيصن لملاثمين بإدغام نون من في لام الآثمين بعد حذف الهمزة ونقل حركتها إلى اللام)
وفي مخصص ابن سيده: (فأما قول الأعشي:
وكَأَنَّ الخَمْرَ العَتِيقَ من الإِسِ ... فَنْطِ ممزوجةٌ بماءِ زُلَال
فقد يكون على تذكير الخمر وقد يكون من باب عَيْنٌ كَحِيلٌ قال أبو حاتم وأَبَى الأصمعيُّ إلا التأنيثَ فأنشدتُه هذا البيت فقال إنما هو وكأَنَّ الخَمْرَ المدامةَ مِلْاِسْفِنْطِ فحذف نون من في الإدراج قال وتلك لغة معروفة مشهورة يحذفون النون من من إذا تَلَقَّتْها لامُ المعرفةِ)
وفي همع الهوامع للسيوطي: (والغالب في نون (من) أنها تفتح مع حرف التعريف وتكسر مع غيره نحو (ومِنِ النَّاسِ) البقرة 204 وغيرها (مِنِ الَّذِينَ فرَّقوا دِينهم) الروم 32 (من ابنك) وقل عكسه أي الكسر مع حرف التعريف والفتح مع غيره وكذا حذفها مع حرف التعريف كقوله 1787 -
كأنهُما مِلآن لمْ يَتغيّرا
أي من الآن وقد جعل ابن مالك هذا قليلا وجعله ابن عصفور وغيره من الضرورات ونازعهما أبو حيان فقال إنه حسن شائع لا قليل ولا ضرورة قال ولو تتبعنا دواوين العرب لاجتمع من ذلك شيء كثير فكيف يجعل قليلا أو ضرورة بل هو كثير ويجوز في سعة الكلام قال وطالما بنى النحويون الأحكام على بيت واحد أو بيتين فكيف لا يبني جواز حذف نون (من) في هذه الحالة وقد جاء منه ما لا يحصى كثرة قال نعم لجوازه شرط وهو أن تكون اللام ظاهرة غير مدغمة فيما بعدها فلا تقول في من الظالم م الظالم ولا في (من الليل) (م الليل) قال ونظير ذلك حذف نون (بني) فإنهم لا يحذفونها إلا إذا كان بعدها لام ظاهرة فيقولون في بني الحارث بلحارث ولا يقولون في بني النجار بلنجار قال ووقع في شعر المؤرخ التغلبي حذف نون (من) عند لام التعريف المدغم في النون إلا أنه حين حذف النون أظهر لام التعريف قال 1789 -
المطعمين لدى الشِّتاء ... سدائفاً مِلْنِيبِ غُرَّا)
هذا والله تعالى أعلم
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[20 - 07 - 2009, 02:33 م]ـ
حذف لام على لغة من لغات العرب وبيت قطري بن الفجاءة معروف عند النحويين
وقد أفاض أبو عبد القيوم بما يكفي الموضوع حقه
ولكن لنا في رسم القرآن وأمهات الكتب العربية أسوة
لذا أرتأي عدم الحذف
ـ[راجي مغفرة ربه]ــــــــ[20 - 07 - 2009, 03:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أخي بحر الرمل.
إذا صحت الرواية وصحت القاعدة النحوية، فلا اعتراض بالرسم طالما وجد له تخريج ولو محتمل. لأن الرسم يراعى في البدء والوقف. فالنون مثلا مثبتة رسما للوقف عليها بالنون وإن كانت تحذف لفظا في مثل من لدنه، من ربك، من وال، من مصر .... وهكذا لكن تظهر عند الوقف، وكذلك همزات الوصل تسقط في الوصل وإن كانت ثابتة رسما، ولكن عند البدء بها تلفظ.
وهناك حروف كثيرة لم تثبت في الرسم وتنطق لصحة الرواية نحو هذا، هؤلاء، لكن، ...
وحروف ثبتت ولم تنطق مثل بأييد، الصلوة، الحيوة، والربوا، و .....
يعني صحة الرواية (وليس بالضرورة القراءة) أولا، وصحة القاعدة اللغوية ولو مرجوحة ثانيا، وأخيرا يأتي الرسم (ولو احتمالا)، وقولهم ولو احتمالا ينبني على ما كان عليه الرسم وقت التدوين لا على قواعد الإملاء لدينا.
أرى نقل هذا الموضوع إلى منتدى النحو والصرف فمكانه هناك لا هنا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عين الضاد]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 07:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أرى نقل هذا الموضوع إلى منتدى النحو والصرف فمكانه هناك لا هنا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل
أولا: أشكر لك مرورك وإضافتك النافعة، وفقك الله وبارك فيك ونفع بك.
ثانيا: أشكر كل من أضاف وازدان موضوعي بفوائده وتوثيق ما أفادوا به وأخص أستاذي " أبو عبد القيوم " وفقه الله وبارك فيه وزاده من فضله.
ثالثا: أخي أنا حين أضفته في المنتديات العامة " منتدى الأعضاء" قصدت بذلك أن يطلع عليه الجميع النحوي والصرفي والبلاغي والأديب والشاعر، لتكون لديهم هذه الفائدة.
ومع ذلك فأقول لك، جزيت خيرا على اجتهادك، ومن قام بنقله هنا لابأس عليه وكلٌ فيه خير وفائدة، وفق الله الجمع وجعلهم كغيث أينما حط نفع.
ـ[أبو عبد الرحمان الجزائري]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 12:23 م]ـ
هذا الحذف من عمل الكلام العامي الذي لا يجوز استعماله أو تطبيقه على اللغة العربية ... و بالله التوفيق
¥