تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فإنها أعم وأثبت لكونها؛ مصدرًا وكونها اسمًا، فتعطي ثباتًا للفعل المتجدد الحدوث؛ لا يتأتى ذلك من كونه فعلاً لوحده.

بسم الله الرحمن الرحيم

الكلمة الرابعة: قطع ووصل عَنْ مَنْ

قطع حرف الجر (عَنْ) عن (مَنْ) الموصولة في موضعين، وليس في القرآن غيرهما؛

في قوله تعالى: (وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ (43) النور.

فقد وافق القطع في هذا الموضع خبر قطع المطر وصرفه عنهم، ومنع وصوله إليهم.

وفي قوله تعالى: (فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَواةَ الدُّنْيَا (29) النجم

فقد وافق القطع في هذا الموضع أيضًا؛ طلب الإعراض عمن هو معرض عن ذكر الله تعالى، وقاطع للوصل به، وليس بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبينهم إلا باب الدعوة لهم إلى الله، لأنه أرسل إليهم، وكان عليه واجب التبليغ بما أرسل به إليهم.

بسم الله الرحمن الرحيم

الكلمة الخامسة: قطع ووصل عن ما

ورد لفظ "عَمَّا" (48) مرة في القرآن الكريم؛ قطع في موضعٍ واحد فقط؛

في قوله تعالى: (فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِـ (ءِ) ـينَ (166) الأعراف.

ويرجع القطع في هذا الموضع لانقطاعهم عن أمر النهي عن الصيد يوم السبت، وعدم الأخذ به، لا عن انقطاعهم عن معصيتهم فهم مستمرين عليها ومتصلين بها.

وأمّا وصلها كما في قوله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) المائدة.

فذلك لاتصالهم بالقول مستمرين عليه: بأن الله ثالث ثلاثة، فهم لم يتوقفوا ولم ينقطعوا عن قولهم بذلك.

وكما في قوله تعالى: (قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (40) المؤمنون. فما أنذورا به سيصبح واقعًا ملتصقًا بهم، لا انفكاك لهم منه، نادمين على استبعاد حدوث ذلك لهم.

وكذلك وردت "عَمَّا" متصلة في مواضع كثيرة اقتضى تنزيه الله تعالى عنها؛

كما في قوله تعالى: (سَبْحَانَهُ وَتعَالَى عَمَّا يَصِفُون (100) الأنعام.

ففيها تنزيه لله عن وصفهم الذي يصفون الله عز وجل به في (7) آيات؛ بأن له ولد، أو بنين وبنات، أو شريك في الملك، وهم لا يَدَعون وصفهم هذا.

وفي قوله تعالى: (سَبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَشْرِكُون (67) الزمر.

ففيها تنزيه لله في (12) آية عن الشريك الذي يشركون الله تعالى به، ولا ينقطعون عن ادعاء وجود أو اتخاذ الشريك لله فيها.

وباقي المواضع وصلها كمثل السابقات؛ يعود إلى وجود اتصال وارتباط والتصاق للقول أو العمل أو الوصف بأصحابه.

بسم الله الرحمن الرحيم

الكلمة السادسة: قطع ووصل إنْ ما

وردت "إمَّا" أربع مرات؛ قطعت في واحدة منها، ووصلت في ثلاث؛

في قوله تعالى: (وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (46) يونس.

وفي قوله تعالى: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (77) غافر.

فوصلها في هذين الموضعين راجع إلى أن كلمت العذاب قد حقت على هذه الفئة من الناس من رؤوس أهل الشرك والكفر، وسيرى الرسول صلى الله عليه وسلم العذاب واقعًا بهم؛ إما في حياته الدنيا بتعجيل العذاب لهم فيها، وإما في الآخرة بتأخير العذاب عنهم، فمرجعهم في نهاية الأمر إلى الله عز وجل؛ قصرت أعمارهم، أو طالت بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى ذلك كان الوصل، وسقوط نون النزع بالإدغام في الميم توكيدًا بما توعدهم الله عز وجل مما لا منزع ولا مخرج لهم منه.

ووصلت في قوله تعالى: (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) الزخرف.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير