فقول الله تعالى: ((واسأل القرية التي كنا فيها)) يقول بنو يعقوب لأبيهم: اسأل تلك الجماعة من الناس الذين كنا في أرضهم وديارهم , ومن كان من أهلها الذين ولدوا بها , ومن كان فيها من غيرهم , ممن قدمها للميرة مثلنا أو دخلها تاجراً , أو حلَّ بها ضيفاً , أو هاجر إليها , فكل من كان حاضراً في تلك القرية؛ ولو أرادوا أهل القرية = لكان الذين يشهدون لهم ويصدقوهم هم أهلها خاصة الذين ولدوا بها , وهم لم يريدوا ذلك , ولكن أرادوا أن كل من كان فيها يشهد لهم سواءٌ كان من أهل تلك القرية أو كان حاضراً بها من غيرهم.
فأولئك النحاة سيبويه وأبو عبيدة والأخفش والفراء , كانوا هم أول من زعم أن لفظ القرية يدل على الأرض والبنيان دون من فيها من الناس , وأن القرية لا تسأل , وأن أهل القرية هم كل من فيها من الناس , وأن قول الله تعالى: ((واسأل القرية)) فيه حذفٌ واختصارٌ , وأن تقديره: واسأل أهل القرية , وكل ذلك خطأٌ محدثٌ , وليست تلك الآية كما حسب أولئك النحاة , وأولئك النحاة وضعوا لفظ القرية غير موضعه , وكذلك وضعوا لفظ أهل القرية غير موضعه بلسان العرب , وليس لفظ القرية خاصة بالأرض والدور دون من فيها من الناس , ولا لفظ أهل القرية عاماً لكل من فيها من التاس , بل القرية جماعةٌ من الناس , أهل قرار ليسوا بدواً ينتقلون , وأرضهم التي يقيمون عليها ودورهم المجتمعة غير المفترقة الآخذ بعضها ببعضٍ , فكل ذلك القرية , الناس , والأرض , والدور وأهل القرية هم الذين ولدوا بها خاصة , وليس كل من فيها , وليس ((اسأل القرية)) بلسان العرب هو واسأل أهلها , ولكن اسأل أهلها , أي اسأل أولئك الذين ولدوا بها خاصَّة دون غيرهم ممن فيها , واسأل القرية أي: اسأل كل من حضر فيها من أهلها وغيرهم , وبنو يعقوب أرادوا من أبيهم أن يسأل تلك القرية , تلك الجماعة من الناس في تلك الأرض وتلك الدور , من شاء منهم , ولم يسألوه أن يسأل أهلها خاصة دون غيرهم ممن كان حاضراً بها , وما ينبغي أن يكون ذكر الأهل وحذفه في كلام الله تعالى , ولا في كلام العرب , سواء ولا فرق بينهما , فيكون ذلك اللفظ لغواً ذكره والسكوت عنه سواءٌ , وليس قول الله تعالى: ((كانت ظالمة)) , كقوله تعالى: ((إن أهلها كانوا ظالمين)) بل القرية الظالمة التي يكون فيها ظالمين سواءً كان ظلمهم فيها أو امتدَّ ظلمهم إلى غيرها , ولا حجَّة على أن تلك الآيات والأحاديث التي ذكر فيها قرية آمنت , وقرية عصت , وقريةٌ عتت , وقرية أخرجتك , وما يشبه ذلك , كلها فيها أهلٌ محذوف سكت عنه , وما يدل عليه لفظ القرية ولفظ أهل القرية ظاهرٌ بين في القرآن والحديث فلا حاجة إلى طلبه في أشعار العرب وأمثالهم.
والقرية ليست هي جماعة الرجال وحدهم , ولا هي الدور والبنيان وحدها , وهي كلهم جميعاً الناس والدور والبنيان؛ و القرية مثل الإنسان , فكما أن الإنسان هو جسده ونفسه جميعاً , فكذلك القرية هي الناس والبنيان جميعا , وهذا هو الصواب الذي تشهد به تلك الآيات والأحاديث التي ذكر فيها لفظ القرية.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 08:02 ص]ـ
يا أبا فهر:
1. شيئاً من الرجولة، ولتعترف بوقوع المجاز في اللهجات العامية.
2. شيئاً من الحياء، والاعتراف بالحق الذي هو فضيلة لا زلتَ متجرداً منها.
3. شيئاً من التقوى، ومن مخافة الله في الإقرار بخطأ دعواك العريضة في إبطال المجاز في اللغات والألسنة جميعاً.
4. ارجع إلى شيوخك الذين أخذت العلم عنهم، وقل لهم كيف الفكاك من مثال الكمبيوتر؟ أو ارجع إلى المنتديات التي نشأت فيها، وقل لهم كيف الخلاص؟
5. لا تكن ككفار قريش، هات المسألة من آخرها، ووفر على نفسك الوقت.
6. والله إني أعجب لتأليك ومزاعمك، مع أننا ألزمناك الحجة التي لا فكاك لك منها، إلا أنك تكابر، ولا تزال تروغ. والله إنك بارد يا مولانا!!
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 09:13 ص]ـ
معنى القرية معلوم أخي الكريم، ولكن هل يعقل أن يسأل كل أهل القرية فرداً فرداً.
ـ[أبو فهر]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 11:57 ص]ـ
هم لم يطلبوا منه أن يسأل أهلها وإنما طلبوا منه أكبر من هذا وهو أن يسأل كل من فيها .. واحداً واحداً .. نعم طلبوا منه هذا توكيداً لصدقهم ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 01:43 م]ـ
هم لم يطلبوا منه أن يسأل أهلها وإنما طلبوا منه أكبر من هذا وهو أن يسأل كل من فيها .. واحداً واحداً .. نعم طلبوا منه هذا توكيداً لصدقهم ..
والأطفال والرضع والعير؟ أم أنهم ليسوا من أهل القرية.
(وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 01:50 م]ـ
هل يوجد المجاز في القرآن الكريم؟ سؤال وجه للشيخ ابن باز رحمه الله وكان جوابه في الأسفل."عن موقعه"
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد .. فالصواب أنه لا يوجد فيه مجاز الذي يعنيه أصحاب البلاغة والأدب، وهو أنه يجوز نفي الشيء عما أطلق عليه وإنما يجوز فيه توسع اللغة، فالمجاز مصدر جاز يجوز مجازاً، مثل قال يقول مقالاً، والمعنى أنه يجوز في اللغة أن تقول سألت قرية أو سألت العيد، أو تقول جناح الذل أو ما أشبه ذلك كما جاء في القرآن العظيم هذا من سعة اللغة وعدم تقيدها بألفاظ خاصة في مثل هذا، فالمقصود أنه من الجواز ضد المنع، ليس من الجواز الذي يراه أهل البيان والبلاغة أنه يصح نفيه.
¥