تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[ضاد]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 04:07 م]ـ

نقول في لهجتنا التونسية: "فلان أسمع فلانا وسخ أذنيه" ونعني بها أنه أسمعه ما لا يحب وشط معه في الكلام. فكيف ستفسرها يا أبا فهر وتشرحها وأنت تنكر المجاز؟

يعجبني استعمال في الإنغليزية لنا مثله في لهجاتنا وفي الفصيحة, فإذا أراد الأمريكي أن يفهم السامع أن المعنى الذي يريده من كلامه هو المعني الحقيقي لما تعارف عليه الناس أنه مجازي قال له " litterally" أي "بالمعنى الحرفي" ونقول في التونسية "بالحق" أي في الفصيحة "حقيقةً", فلو قال أحد: "لقد جن فلان", فهم منها السامع الذي يعرف فلانا هذا أن التعبير نوع من المبالغة لحالة نفسية يمر بها فلان, أما لو أضاف إلى كلامه "لقد جن فلان حقيقة" فقد نفى عن كلامه كل معاني المجاز المتعارف عليها في المجموعة اللغوية وأسند إليه المعنى اللغوي الحقيقي.

ـ[ضاد]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 04:15 م]ـ

ولولا المجاز لما كان في اللغة جمال ولا عرفنا الصور الشعرية ولا البلاغة. تصوروا شاعرا يقول أمام الملإ: "نار الشوق تحرق أحشائي" فيقوم واحد من منكري المجاز ويتصل بالإطفائية أو الحماية المدنية, أو يقول: "أنا غريق في بحر عينيك حبيبتي" فيسأله واحد "كم حجم رأس حبيبتك إذا كان عيناها في حجم البحر؟ " أو يتصل بالإسعاف لإنقاذ الغريق. تصوروا لغة دون مجاز.

ـ[هشام محب العربية]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 08:09 م]ـ

ومن قال إن إطلاق لفظ الحمار على شخص ما يعد سباً وشتماً في لسان العرب؟؟

ليس لي فيما تقول ولكن وددت أن أرد عليك بكلمة واحدة حتى تعرف أنها سبًا في العربية، بل في أي لغة.

والله نستحق ما يحدث لنا من أنجاس الأرض!

ـ[ناصر علي]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 02:23 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم. ـ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا أضم رأيي لرأي صاحب المقال، حيث لا مجاز في اللغة، وغاية ما هناك أنه من الأساليب هكذا اسمه عند العلماء المتقدمين، وهو حقا من البعد التي ضيعت الأمة مع كل أسف، وهو الذي أضل الأمة قديما وحديثا إلا ما رحم ربك، وهو الطاغوت كما سماه علماؤنا علماء السلف الصالح، وهو الذي أوصل الفرق الضالة إلى التأويل في أسماء الله وصفاته الحسنى، والمعتزلة ضيعهوا أنفسهم والأمة بتنني المجاز، غاية ما في الأمر أنه حذف للمضاف إليه، وقد أبطل العلامة المتفرد ابن القيم من خمسين وجها ...

ـ[ضاد]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 03:16 م]ـ

إثبات المجاز في اللغة لا يعني بالضرورة تطبيقه على أسماء الله وصفاته, لأن الله يحدثنا عن غيبي, فلا يمكن حمل الغيبي الذي لا نعرفه على ما نعرفه بالمجاز, لأن هذا لا يستوفي شروط المجاز من التوافق المعرفي بين المتكلم والمستمع. إن السعي إلى دحض المجاز عن أسماء الله وصفاته أمر مطلوب, ولكنه لا ينبغي له أن يوصل إلى نفي المجاز بالكلية, كمن يريد أن ينفي أن تكون رحمة الله كرحمتنا فينفي الرحمة عنا بالكلية. ولو أتيت بكل قصيدة جاهلية لاستخرجنا منه عشرات الأساليب والاستعمالات المجازية, وإن حمتم حول الكلمة وتجاوزتموها إلى تفسيرات أخرى فإنها لن تخرج من باب استعمال اللفظ في معنى غير المتعارف عليه حقيقة. المجاز في العربية وفي كل لغة بشرية. ولا يكون في لغات الحاسوب التي جعلتم العربية واحدة منها بنفيكم المجاز. بوركت.

ـ[جلمود]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 03:23 م]ـ

أحسنت يا ضاد،

كلام بديع.

ـ[ضاد]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 04:06 م]ـ

وخذ عندك معلقة امرئ القيس:

لم يعف رسمها لما نسجتها من جنول وشمأل: استعمال فعل "نسج" مع الريح

أغرك مني أن حبك قاتلي: استعمال فعل "قتل" مع الحب

مهما تأمري القلب يفعل: استعمال فعلي "أمر" و"فعل" مع القلب

إلا لتضربي بسهميك في أعشار قلب مقتل: استعمل فعل "ضرب" ولفظ "سهم" مع العينين

هل أواصل؟

ـ[ضاد]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 05:40 م]ـ

فحتى الفاكهة التي نعرفها جيدا خبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها وفاكهة الجنة لا تشتركان إلا في الأسماء, وهي مخلوقات, فما بالكم بخالقها عز وجل, أنقارنه بالمخلوقين ولو مجازا؟ إن المجاز لا ينسحب على ذات الله وما أخبرنا به عنها, لأننا لا نملك المعرفة الكافية كي نتصورها ولو مجازا.

ـ[أحمد الرشيدي]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 01:18 ص]ـ

المجاز بدعة اليونان فحمار المعتزلة هذا ما تقوله أنت - أخي الكريم - وأما ما كاد يجمع عليه علماء الدين قاطبة أنه في الصميم من لسان العرب وحسبك أن علماء الأصول بله البلاغة قد قال به سوادهم الأعظم، فمن أين جئتنا - عفا الله عنك - باليونان وأذنابهم حتى نسبت لهم هذا التقسيم المسخرج من استقراء كلام العرب من لدن علمائنا نحويين وأصوليين وفقهاء ...

هذا وإني أحيلك على كتاب يغنيك - إن كنت تريد الحق في هذه المسألة - ألا وهو كتاب المجاز في اللغة والقرآن للشيخ الدكتور المطعني - رحمه الله - فقد جمع فيه أقوال أئمة الفقه بالدين واللغة.

أيها الأخ الكريم أتعلم إلى أي شيء يفضي بك القول حين تتشبث بالقرائن التي تتلبس بها المفردات فترجح معنى دون آخر؟ إنه يفضي - حتما - أننا نجهل المراد من هذا اللفظ وحده نحو (أسد) وإن شئت (حمار) حتى يكون في سياق ما ليتأتى لنا من بعد فهم مدلول هذا اللفظ من السياق ليس غير؟! وأما إن كان وحده، فإنه سيلتبس علينا فهم المراد منه، فلربما هو أسد ولربما هو شجاع في المعركة ولربما هو حمار حتى يسعفنا السياق، وهلم جرا في نحو (أكل) و (نام).

والله يحفظك

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير