تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حملة علوم الملة من لدن خير طباق الأمة، رضي الله عنهم، والطعن فيهم قاسم مشترك أعظم بين كل أصحاب الطرائق الردية من كفار أصليين، وأهل أهواء حادثة، وعلمانيين، وملحدين ....... إلخ، فالكل قد اجتمع على قصم هذه الحلقة من سلسلة إسنادنا، فينفرط عقد الديانة بقطع سلكه، وينهدم البنيان بنقض أساسه، فالطعن في حملة هذه الملة كائن بمقتضى سنة التدافع الكونية من لدن أولئك السادة الأماجد إلى يوم الناس هذا، وإلى ما شاء الله، عز وجل، حتى يأذن الله، عز وجل، بظهور دينه، وكبت أعدائه وشفاء صدور قوم مؤمنين.

فإذا ناديتم إلى الصلاة: المكتوبة، فـ: "أل" فيها للعهد الذهني، إذ لا يشرع النداء للصلاة إلا للمكتوبة، وإن شرع للكسوف النداء بـ: "الصلاة جامعة" فليس نداء بالأذان الشرعي المعهود، فيكون العهد من هذا الوجه محفوظا، فعموم القاعدة محفوظ بقيد: "الأذان"، فلا يشرع النداء بالأذان الشرعي المعهود إلا للصلاة المكتوبة، فضلا عن قرينة تكرار استهزائهم، فذلك مئنة من تكرار النداء على فترات متقاربة، ولا يكون ذلك إلا في المكتوبات بداهة بخلاف صلاة الكسوف التي قد لا يوافيها العبد في عمره كله إلا مرة أو مرتين.

فإذا ناديتم إلى الصلاة: اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا، فالتكرار في: "هُزُوًا وَلَعِبًا" جار مجرى الإطناب بذكر لفظين متقاربي المعنى، أو مترادفين عند من يقول بالترادف في لغة العرب، وقد يقال بأن العطف من باب: عطف اللازم على ملزومه، لو أجري الاستهزاء مجرى التصور العلمي الفاسد الذي يولد حكما عمليا فاسدا لا محالة وهو اللعب، وعلى كل، فإن الاستهزاء ناقض لإيمان فاعله، وإن لم يقصد ما قاله، إذ ليس مكرها ليعذر بالنطق بما لا يقصده ولا يرضاه.

وعلة ذلك:

أَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ:

ففيه تعريض بهم إذ ظنوا ذلك الاستهزاء شيئا، لجهلهم وظلمهم، فلا بد أن يتولد من الجهل: الظلم والتعصب الأعمى الذي يفسد التصور والحكم، فيظن الفاعل حسن فعله، وهو عين القبح، وذلك من الخذلان بمكان وهو جزاء كل من أعرض عن قبول الحق، فيقيض الله، عز وجل، من رءوس الباطل من يزين له الباطل القبيح فيراه حسنا، ويشوه له الحق الحسن فيراه قبيحا فهو من أهل: (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ).

والله أعلى وأعلم.

ـ[مهاجر]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 05:51 م]ـ

ومن قوله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ)

فالنداء مئنة من غفلتهم ونداؤهم بـ: "أهل الكتاب": تأليف لهم من وجه، وتبكيت لهم من وجه، إذ هم بمقتضى ما أوتوه من كتاب، أحق بتعظيم حرمات الله، عز وجل، من غيرهم، فما بالهم يتخذونها هزوا، مع زعمهم الإيمان، وما بالهم ينقمون على أهل الإيمان أن آمنوا بالله، على حد الوحدانية في الذات والأحدية في الصفات، فذلك الإيمان المعتبر، إذ كل يزعم أنه يؤمن بالله، حتى عباد البقر، فلفظ: "الله"، كما يقول أحد الضلاء المعاصرين، مشترك لفظي بين جميع الملل والنحل، وليست العبرة بالمبنى وإنما العبرة بالمعنى، فلا يستوي من وحد الله، عز وجل، في ذاته، ووحده بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وأفعاله الصادرة عن كمال أوصافه فهي على ذات الحد من الكمال إذ هي بالقدرة النافذة كائنة وعلى سنن الحكمة جارية، لا يستوي من يعبد إلها اسمه: "الله" ووصفه هذا الوصف من الكمال، ومن يعبد إلها له من نعوت النقص من صلب أو غل يد ........ إلخ مع كونه يسميه: "الله" أيضا!، فأي الفريقين أحق بوصف الإيمان بما جاءت به النبوات من أوصاف وأفعال الرب جل وعلا، وليس كل من ادعى دعوى بمصدق حتى يقيم البرهان النقلي والعقلي على صحتها، ودلائل النقل والعقل والفطرة والحس شاهدة لإله المسلمين، جل وعلا، بالاعتبار، وشاهدة لإله غيرهم من المنحوتات في الأعيان أو الأذهان بالبطلان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير