العصر الذي ألف فيه ابن مضاء كتيبه الرد على النحاه كان عصر ثورة على فقه المشرق فقد أمر يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن الفقهاء ألا يقلدوا واحدا من الأئمة الأربعة كما أمر بحرق كتب أئمة المذاهب الأربعة وكان ابن مضاء قاضي القضاة آنذاك رأى مولاه يثور على فقه المشرق فثار هو على نحو المشرق يقول في افتتاح كتابه (أسأل الله الرضا عن الإمام المعصوم المهدي المعلوم).
فقد دعا إلى:
1 - إلغاء نظرية العامل:
يقول: (قصدي أن آخذ من النحو ما يستغني عنه النحو وأنبه على ما أجمعوا على الخطأ فيه.
فمن ذلك ادعاؤهم أن النصب والخفض والجزم لا يكون إلا بعامل لفظي وبعامل معنوي)
فهو ينكر تأثير الألفاظ في بعضها يقول: (وأما القول بأن الألفاظ يحدث بعضها بعضا فباطل عقلا وشرعا)
ومن الملاحظ أن ابن مضاء ينقض دون تقديم البديل من ذلك (أزيدا ضربته قالوا إنه مفعول بفعل مضمر تقديره: أضربت زيدا؟ وهذه دعوى لا دليل عليها)
إن جمال النحو العربي وفهمه يقوم على نظرية العامل وهي نظرية إسلامية فلابد للحدث من محدث وللمخلوق من خالق فالبعرة تدل على البعير والسير يدل على المسير ألايدل ذلك على اللطيف الخبير؟
2 - إلغاء العلل الثواني والثوالث:
يقول: (ومما يجب أن يسقط من النحو العلل الثواني والثوالث، وذلك مثل سؤال السائل عن "زيد" من قولنا "قام زيد" لم رفع زيد فيقال لأنه مرفوع وكل فاعل مرفوع فيقول ولم رفع الفاعل فالصواب أن يقال كذا تطقت العرب)
ويبرر لإلغاء العلل الثةاني ةالثوالث بقوله: (فلا يزيدنا ذلك علما بأن الفاعل مرفوع، وجهلنا ذلك لم يضرنا جهله)
وهذه الفكرة لم يسبق إليها ابن مضاء بل أشار إيها قدامى النحويين يقول ابن السراج في أصوله 1/ 35 (واعتلالات النحويين على ضربين:
ضرب فيها هو المؤدى إلى كلام العرب كقولنا كل فاعل مرفوع.
وضرب آخر يسمى علة العلة مثل أن يقولوا لم صار الفاعل مرفوعا والمفعول به منصوبا ... وهذا ليس يكسبنا أن نتكلم كما تكلمت العرب، وإنما نستخرج منه حكمتها في الأصول التي وضعتها، وتبين بها فضل اللغة على غيرها من اللغات)
والتعليلات النحوية إنما قصد منها التماس حكمة لما نطقت به العرب كما يلتمس الفقهاء حكمة للتشريعات الإسلامية
3 - إلغاء التمارين غير العملية لأنها قليلة الجدوى ولا طائل تحتها.
وهو لم يدرك أن باب التمارين يجعل الطالب مدركا للصرف ومتقنا له ...
4 - إلغاء قياس الشبه الذي يوصف بأنه حمل فرع على أصل بضرب من الشبه غير العلة التي طبق عليها الحكم في الأصل.
يقول في إعراب الفعل المضارع (فإن قيل لم أعربت العرب ما هو بهذه الصفة؟
فقيل: لأنه أشبه الاسم في أنه يصلح إذا أطلق للحال والاستقبال ....... فأعرب الفعل لهذا الشبه)
فليس منفردا بهذا الرأي إلغاء قياس الشبه فقد نقل ابن ألأنباري أن قياس العلة معمول به بالإجماع أما قياس الشبه فهو معمول به عند أكثر العماء.
وللنحاة ردود وتفنيد لابن مضاء ........
وقد تنبه علماؤنا للتأليف في النحو فجعلوا تألفيه على قسمين:
قسم تعليمي وقسم مرجعي فالتعليمي للمبتدئين والمرجعي للمتخصصين ...
وقد بحث المجمع اللغوي مشكورا سبل تسهيل وتيسيير النحو دون أن يردوا على النحاة أو يتهجموا عليهم ...
والله أعلم
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[02 - 03 - 2007, 07:21 م]ـ
الأخ الفاضل أحمد الفقيه
جزاك الله خيراً على المرور والتعقيب
ولكن قولك ((العصر الذي ألف فيه ابن مضاء كتيبه الرد على النحاه كان عصر ثورة على فقه المشرق فقد أمر يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن الفقهاء ألا يقلدوا واحدا من الأئمة الأربعة كما أمر بحرق كتب أئمة المذاهب الأربعة وكان ابن مضاء قاضي القضاة آنذاك رأى مولاه يثور على فقه المشرق فثار هو على نحو المشرق))
هذا ظن وبعض الظن إثم إن لم نقل أن كلامك تفسير سياسي للأحداث ننزه علماءنا عنه
صحيح أن بعض المذاهب انتشرت بقوة السلطان ولكن هذا حدث في المذهب الحنفى والمالكى.
وليت مناقشة الموضوع تقتصر على الجانب النحوى دون الخوض فى أعراض العلماء كابن مضاء ولو أنى أرى أن المعارضين هم الذين ينبغى التفتيش عن نياتهم ودوافعهم!
ولكن ليس هذا موضعه.
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[02 - 03 - 2007, 09:54 م]ـ
أرجو منك أبا محمد أن تذكر لي وبالشرح الممل ما فهت من نظرية ابن مضاء وآثارها على النحو العربي وتذكر تجربة دولة قطر إن تكرمت وجزيت خيرا؟
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 08:26 ص]ـ
أرجو منك أبا محمد أن تذكر لي وبالشرح الممل ما فهت من نظرية ابن مضاء وآثارها على النحو العربي وتذكر تجربة دولة قطر إن تكرمت وجزيت خيرا؟
الأخ الفاضل أحمد الفقيه
ما طلبته فيه استهزاء وإيحاء للأعضاء بأنى أتكلم فيما لا أعرف!!!
إتق الله أخى الكريم ولا تخاطب الناس بهذه الطريقة.
ولو شئتُ لكتبتُ عشرات الصفحات فى هذا الأمر.
أنا كتبت موضوعاً عن اتجاه معين فى النحو فلو لديك اعتراض اذكره مدعماً بالأمثلة كما فعلت فى مشاركتك السابقة (التى تحمل رقم 5) ولكن دون التفسير السياسي والمذهبي للأمور ... ليكون النقاش موضوعياً ويستفيد الجميع.
** أمر آخر أنبه عليه وهو أن كثيراً من النحويين سلكوا مسلك ابن مضاء ومنهم أبو حيان الأندلسي صاحب التفسير المشهور وله آراء فى نظرية العامل وتقديم السماع على القياس وله رأى فى العلل والتمارين غير العملية كلها موافقة لابن مضاء ولا ننسى بالطبع الإمام ابن حزم فهو أول من تكلم عن الأقيسة والتعليلات النحوية وشدد النكير عليها.
وبخصوص قولك ((وقد بحث المجمع اللغوي مشكورا سبل تسهيل وتيسيير النحو دون أن يردوا على النحاة أو يتهجموا عليهم ... ))
أقول: أبدى الدكتور شوقى ضيف فى تقديمه لكتاب (الرد على النحاة) حماساً شديداً وتأييداً كبيراً لكل ما جاء به ابن مضاء من آراء وكذلك فى كتابه (المدارس النحوية) وبين فى مقدمته للرد على النحاة أن أثر الكتاب رائع عند الباحثين أيضاً وهو يرى أن ابن مضاء لم يكتف بالهدم بل تقدم بحلول جديدة في النحو.
¥