تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولكن هل ينتفي إمكان الأخذ بالرأي الأول، ألا يصح الجمع بينهما؟؟ وخصوصا أن الوجه الأول مشهور عند النحاة والمعربين.

ألا ترى أن الضمير المتصل عندما انفصل عن (كنت) صار أنت في قوله:

أبا خراشة أما أنت ذا نفر

فأنت اسم لكان المحذوفة والأصل: أن كنت ذا نفر، فقس المستتر على المتصل، لأن المستتر في حكمه

أستاذي الكريم: "أنت" في قولهم: "أما أنت ذا نفر" نابت عن اسم كان الذي هو ضمير متصل غير مستتر (أي له صورة في اللفظ)، بينما الفاعل في الفعل المحذوف بعد "إذا" وهو "تشرب" ضمير مستتر لا متصل (أي لا صورة له في اللفظ أصلا)؟؟، أليس هذا فارقا يمنع القياس؟؟.

ثم إن المستتر إذا قُدر يُقدر منفصلا لا متصلا، أليس هذا فارقا آخر بينه وبين المتصل؟؟.

ألا ترى أننا إذا ثنينا ظهر المستتر، في قولينا: زيد قام، والزيدان قاما، فإذا قلنا: إذا لم تشربا، ثم أردنا أن نحذف الفعل ألا يتحول ألف الاثنين إلى ضمير منفصل فنقول: إذا أنتما لم تشربا؟

سيدي وأستاذي الكريم، إنما قصدي هنا ضميرا المتكلم، والمخاطب المفرد في الفعل المضارع لكون فاعل الفعل المضارع المسند إليهما واجب الاستتار.

أما ما ذكرت ــ أستاذي ــ فلا أشك فيه، ولكن صلته بباب الانفصال والاتصال أكثر، وهو يكون بين المتصل والمنفصل. أما موضوعنا فهو أكثر لصوقا بالاستتار والبروز.

ثم لا دليل على أن في الكلام توكيدا، ثم كيف يذكر التوكيد ويحذف المؤكد، إن في هذا الأمر تناقضا فالتوكيد يناسبه الذكر ويناقضه الحذف، ألا ترى أنه لا يجوز في قولنا: جاء زيد نفسه، أن نحذف زيدا، ونقول: جاء نفسه؟

لدي استفسار أستاذي الكريم: حتى لو ذكرنا الفعل مع فاعله المستتر، ثم أكدناه بضمير منفصل، كما لو قلنا: إذا لم تشرب أنت ... " فبم نعرب "أنت"؟؟، فإن قال لي قائل: هي توكيد للفاعل المستتر، فسأقول له: ولكن المؤكَّد الذي هو الفاعل المستتر لم يذكرْ، ولا صورة له في اللفظ، والتوكيد يناسبه الذكر، فهي الحجة ذاتها. أيمنع ذلك أن نعربه توكيدا لفظيا؟؟.

فإذا جاز ذلك هنا، ألا يجوز بعد "إذا"؟؟.

إذن كانت تلك بعض التعقيبات والاستفسارات حول الموضوع؛ وخلاصة التساؤلات المطروحة: ألا يجوز مع وجه الفاعلية إعرابُ الضمير المذكور توكيدا لفظيا للفاعل المستتر للاعتبارات السابقة؟؟.

وأعتذر إليك، أستاذي العزيز، فإنها أسئلة ألحت علي، لم أجد بدا من طرحها عليكم.

ـ[الحامدي]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 03:21 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أخي وأستاذي الدكتور الأغر، جعلك الله من الغر المحجلين يوم القيامة.

لدي تعقيبات واستفسارات حول كلامكم في المداخلتين، وأرجو منكم أن تجيبوا عنها، لكي أستفيد من علمكم الثر. فكم أسعد بالنقاش معكم، لأني أعرف أنني سأستفيد منكم الكثير.

أشكرك على حسن التعقيب والإيضاح. وأعتذر عن التعميم فقد أخطأت، إذ كان قصدي التغليب لا التعميم.

ولكن الموضوع الأساس هو كيف نعرب الضميرين "أنا" و"أنت" إذا جاءا بعد "إذا" أو"إن" الشرطيتين؟؟.

الذي كان عندي أنهما توكيد لفظي لمعمول الفعل المضارع المحذوف الذي يفسره المذكور بعده، لأن الفاعل المستتر لا يجوز إظهاره مع الضميرين المذكورين، بينما يجوز إظهاره إذا كان للغائب، ولذلك قدرتُ أن الضميرين في مثل هذا الموضع ليسا هما الضميرين المستترين أصلا، بل هما توكيد لهما.

تقصد ضمير المتكلم أنا وضمير المخاطب أنت، أما أنا فقد جاء فاعلا في قوله:

ما قطر الفارس إلا أنا

هذا المثال يندرج تحت موضوع الانفصال والاتصال، إذ الأصل: قطرتُ الفارسَ، فلما جيء بـ"إلا" لإفادة الحصر انفصل الضمير لأن الضمير المتصل لا يلي "إلا" كما قال ابن مالك في تعريفه (ولا يلي "إلا" اختيارا أبدا).

فمسألة مجيء الضميرين فاعلا واضحة لي، ولكن تبقي في حدود ضيقة محكومة بقواعد خاصة، ويبقى الغالب مجيئهما مبتدأ أو توكيدا لفظيا. وهذا تصحيح لكلامي السابق، فقد ذكرتُموني ــ أستاذي القدير ــ بما كدتُ أنساه.

والذي نحن فيه الآن ــ أخي الأستاذ الفاضل ــ هو أوجه إعراب الاسم المرفوع بعد "إذا" و"إن" الشرطيتين، وما هو الرأي الأمثل في الضمير الواقع بعدهما إذا كان للمتكلم أو المخاطب المفرد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير