ـ[أبو تمام]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 04:37 م]ـ
السلام عليكم
تحية لأخي الحامدي، وأخي أبي الفوارس، وأخي عليّ، وبعد ...
أخواني لا شك أن المسألة بالنسبة لي بحاجة من المزيد من الإيضاح، فأولا القول بزيادة (ما) في صدر الكلام فيه نظر، إذ تنتفي العلة التي من أجلها زيدت (ما) وهي كونها بين متلازمين، أو بما هو بحكم المتلازمين كالفعل والفاعل مثلا.
ولم يقل أحد من النحاة قاطبة - على ما أحسبه- بزيادتها في صدر الجملة، وعلى ذلك فالقول بزيادتها مردود.
أما مثال أستاذنا وأخينا عليّ، (وفقتُ ما بين زيد وعمرو - ما بين زيد وعمرو وقفتُ) ففيه بعد نظر يغبط عليه، غير أنه ليس كل تقدم قد يبقي اللفظة على استعمالها، فأنت تعلم أن ظنّ متى ما تقدم عليها منصوباها تُهمل، ويصبحان مبتدآن، وشتان بين الابتداء، والمفعول به.
كذلك (إذن) التي متى ما أخّرت عن صدارة الجملة ألغيت، ولم تعمل النصب في المضارع.
فليس شرطا أن زيادة (ما) في (وقفت ما بين زيد وعمرو) تكون كذلك إذا تقدت، إذ هذا ينتفي بأن (ما) تصبح في صدر الجملة ولم يقل أحد بزيادتها لانتفاء العلة وهي كونها بين متلازمين (كالفعل، والفاعل).
فلذا أستبعد الزيادة لأنه ليس من مواضعها هنا، كذلك يحتم أن (بين) تصبح ظرف مكان، والشاعر أرادها زمانا، فالغمضة إطباق الجفن على الجفن، والانتباه، انفتاحه عنها، فإذا قلت: بين غمضة العين، وانتباهها أردت إما المسافة القصيرة التي بينهما، أو المكان الصغير الذي بينهما.
ملاحظة لأخي أبي الفوارس: بين ظرف متوسط التصرف، أي قد تتصرف وقد لا تتصرف، قال تعالى:" هذا فراق بينِي وبينك"، وقال أيضا:" لقد تقطّع بينُكم "، وقال أيضا:" مودة بينِكم".
أما القول بأنها مصدرية ظرفية (كما ذكرته) فهو مردود بكون المصدرية لا تدخل إلا على الجمل.
أما قول أخي الحامدي فأراه هو الأصح في هذه المسألة إن حملناها على حذف الرابط بالمبتدأ، غير أني أصر على الظرفية فيها لكي لا يحتم ذلك المكانية في (بين) إذ الشاعر أراد الزمن بين غمضة العين، وانتباهها، فبدا لي توجيه أتمنى أن أرى آراءكم فيه، وهو:
أنّ (ما) موصولة، وهي مبتدأ، غير أنها في الأصل مضاف إليه، فحذف المضاف، ونابت (ما) عنه، فتقدير الكلام قبل الحذف:
وقت الذي بين غمضة عين وانتباهها يغير الله فيه من حال إلى حال.
فحذف المضاف (وقت) ونابت (ما الموصولة) عنه فأعربت مبتدأ، ونظير حذف المضاف وإنابة المضاف إليه كثير في العربية لا حاجة لسردة.
كذا إن قلنا أن الصفة (الذي) نابت عن الموصوف المحذوف (الوقت) فيكون التقدير (الوقت الذي استقر بين غمضة عين وانتباهها يغير الله فيه من حال إلى حال).
والذي دفعني لذلك أننا إن لم نقدر زمنا أو ما يدل على زمن، فيحتم ذلك أن الذي تدل على مكان، بين غمضة العين وانتباهها، والشاعر يريد المدة أو الوقت الذي بينهما.
والله أعلم
عفوا تصويب الرد السابق
ـ[أبو تمام]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 04:44 م]ـ
أستاذنا الأغر، تحية طيبية لك وبعد ...
اسمح لي بأن القول على نية التأخير في مسألة زيادة (ما) فيه نظر، فإن سلمنا به فالزيادة هنا بعد تقديمها انتفت علتها، لأن علة زيادة (ما) كونها بين متلازمين، أو ما هو في حكمهما.
فإن قلنا على نية التأخير، فاسمح لي أن أُعمل (ظن) في منصوبيها، فأقول: عمرا ناجحا ظننت.
لأن منصوبي ظن على نية التأخير، وتقديم (ظن)، فهل يجوز لي ذلك؟
والله أعلم
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 09:32 م]ـ
حياك الله أخي أبا تمام
عمرا ناجحا ظننت، ليس مثل البيت موضع النقاش لأمرين:
أولهما أن الفعل الناسخ ليس في قوة الفعل غير الناسخ.
وثانيهما أن البيت يشبه قولنا: عمرا ظننت ناجحا، حيث تقدم الظرف بين وهو معمول الفعل يغير على الفعل وتأخر المفعول المقدر أي/ بين كذا وكذا يغير الله ما يشاء من حال إلى حال.
¥