تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حَيَاكَ اللهُ – أَخَانَا- وَأَثَابَكَ عَلَى الْوَفَاءِ بِحَقِّ الصَّدَاقَةِ، وَحَلاَّكَ بِزِينَةِ أَهْلِ الصَّلاَحِ وَالْفَلاَحِ فِيمَا تَبْتَغِيهِ مِنَ الْخَيْرِ لِنَفْسِكَ وَلأَبْنَاءِ أُمَّةِ الإِسْلاَمِ، وَرَزَقَكَ وَإِيَّانَا مِنْ بَرَكَةِ هَذِهِ الأَيَّامِ الشَّرِيفَةِ، وَلِيَهْنَأْ قَلْبُكَ بِكَمَالِ السَّعَادَةِ وَدَوَامِ الْعَافِيَةِ، وَكُلَّ عَامٍ وَأَنْتَ بِخَيْرِ وَسَلام.

بَلَغَنَا كِتَابُكَ وَمِنْ سُطُورِهِ يَهُبُّ عَلَيْنَا نَسِيمُ الْفَرَحِ وَيَنْتَشِرُ عَرْفُ الْمَسَرَّةِ، وَكَلِمَاتُكَ نَابِعَةٌ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ مُطْمَئنٍّ، كَأَنَّهَا زُهُورٌ مَقْطُوفَةٌ مِنْ بُسْتَانِ الْحَيَاةِ. فَجَزَاكَ اللهُ خَيْرًا، وَضَاعَفَ مِنْ أَجْرِكَ وَحَقَّقَ لَكَ الأَمَانِيَّ بِتَوْفِيقِهِ تَعَالَى آمين ...

أَمَّا الآَصِرَةُ فَمَوصُولَةٌ مَا شَاءَ اللهُ، والْحَدِيثُ فيِ شَتَّى الْعُلُومِ والْمَعَارِفِ مُتَبَادِلَةٌ بَيْنَنَا فيِ حُدُودِ الطَّاقَةِ وَالإمْكَانِ. وَلَنْ نَتَوَانَى عَنِ الإِجَابَةِ مَعَ مُرَاعَاةِ ظُرُوفِ الْمُسَاهَمَةِ فيِ إسْعَافِ الْقُرَّاءِ والطَّلَبَةِ وَذَوِي الصِّلَةِ مِنَ الْمُتَعَلِّمِينَ والْمُسْتَنْصِحِينَ. وَذَلِكَ: لِنَشْرِ الْوَعِيِ الإِسْلاَمِيِّ والصَّحْوِ الْحَضَارِيِّ، وَالتَّحْصِينِ الثَّقَافِيِّ، وَإِعَادَةِ بِنَاءِ الشَّخْصِيَّةِ الْمُسْلِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. كَمَا لَنْ نَبْخَلَ بِمَدِّ جُسُورِ العَاطِفَةِ وَالشَّوقِ والشَّفَقَةِ والْحَنَانِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَبْنَاءِ أُمَّتِنَا فيِ مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا أُسْوَةً بِالرَّسُولِ الْكَرِيِم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛» لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيم «. (التوبة/128).

لَقَدْ سَرَّنِي مَا لَمَسْتُ مِنْ الْبِشَارَةِ خَلاَلَ عِبَارَاتِكَ بِمَا تُنْبِئُ عَنْ إِحْسَانِهِ تَعَالَى بِفَتْحِهِ لَكَ مَجَالاً تَتَمَكَّنُ فِيهِ مِنَ النُّهُوضِ بِمُسْتَوَاكَ الْعَلْمِيِّ، والْحَمْدُ للهِ عَلَى نِعَمِهِ. عَلَيْكَ – أَخِي فيِ اللهِ – بِبَذْلِ الْجُهُودِ والصَّبْرِ والْمُثَابَرَةِ، ثُمَّ الاسْتِقْصَاءِ بِالتَّدْرِيجِ والْهُدُوءِ وَعَلَى رِسْلِكَ لِتَتَمَكَّنَ مِنْ ضَبْطِ الدَّائِقِ وَلِتَحَافِظَ عَلَى حِرصِكَ وَنَشَاطِكَ عَبْرَ مَسِيرَتِكَ الْعِلْمِيَّةِ. وَعلَيْكَ بِطَلَبِ جَوَاهِرِ الْمَعَارِفِ وَلآلِيهَا، فَلَيْسَ كُلُّ مَسْطُورٍ ذَا قِيمَةٍ. فَكَمْ حُشِرَتْ فيِ بُطُونُ الْكُتُبِ مِنْ زَخَارِفِ الْقَوْلِ والإِسْرَائِيلِيَّاتِ والأَبَاطِيلِ والْخُرَافِيَّاتِ والأَسَاطِيرِ والْفُضُولِ! عَلَيْنَا إِذَنْ نَحْنُ أَبْنَاءَ الْعِلْمِ أنْ نَحْتَاطَ فيِ انْتِقَاءِ الْمَصَادِرِ واخْتِيَارِهَا، وألاَّ نَغْتَرَّ بِالأَلْوَانِ الزَّاهِيَةِ ولاَ بِالصُّوَرِ الْمُغْرِيَّةٍ وَلاَ بِالْحِكَايَاتِ الْمُثِيرَةِ ولاَ بِالْمُجَلَّدَاتِ الْمُطَرَّزَةِ الْخَلاَّبَةِ فيِ ظَاهِرِهَا والْخَالِيَةِ مِنَ الْقِيمَةِ الْعِلْمِيَّةِ فيِ بَاطِنِهَا.

هَذَا، وأَتَضَرَّعُ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ فيِ هَذِهِ اللَّيْلَةِ الْمُبَارَكَةِ أَنْ يُذَلِّلَ كُلَّ عَقَبَةٍ تَعْتَرِضُكَ، وَأَنْ يُسَخِّرَ لَكَ الْقُلُوبَ، وَيُهَيِّئَ لَكَ الأَسْبَابَ تَنَالُ بِهَا مُبْتَغَاكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ، وَتَتَمَتَّعُ بِمَا يَرْزُقُكَ مِمَّا رَزَقَ صَفْوَةً مِنْ عِبَادِهِ مِنْ الْبَرَكَةِ فيِ هَذِهِ الدَّنْيَا والْكَرَامَةِ فيِ دَارِ الآَخِرَةِ.

وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ تَعَالىَ وَبَرَكَاتُهُ.

فرِيد صَلاَح الْهَاشِمِي

...

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِين، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى النَّبِيِّ الصَّادِقِ الأَمِينِ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين.

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ تَعَالىَ وَبَرَكَاتُهُ، وَبعْد،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير